تصاعدت المخاوف الأمنية في العراق عشية المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية (التصويت الخاص) التي تشمل حوالى مليون ناخب من الشرطة والجيش ونزلاء السجون والمستشفيات، خصوصاً بعد مقتل أكثر من 35 شخصاً في 3 هجمات في بعقوبة. وأبدت المرجعية الشيعية في النجف قلقاً «غير مسبوق» من إمكان تزوير الانتخابات، فيما تضاربت الأنباء حول صحة مذكرة اعتقال صدرت بحق الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي أعلنت الحكومة ان اسمه»ربما ورد فيها سهواً». وقتل نحو 35 شخصاً بينهم 15 من الشرطة، وأصيب 60 بينهم مدير دائرة الصحة في محافظة ديالى علي التميمي في ثلاثة تفجيرات متزامنة هزت بعقوبة (شمال شرقي بغداد). وأفاد مصدر في الشرطة ان «الانفجار الأول نتج من سيارة مفخخة واستهدف احد مراكز افواج الطوارىء، والثاني ايضاً بسيارة مفخخة استهدف مركزاً للشرطة» ، مبيناً ان «التفجير الثالث كان بحزام ناسف حمله انتحاري استهدف موكب قائد الشرطة في المحافظة اللواء الركن عبد الحسين الشمري عند وصوله الى مستشفى بعقوبة لكنه لم يصب بأذى». وأتهم رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية مرشح «الائتلاف الوطني العراقي «عن محافظة ديالى، النائب هادي العامري «التحالف اللئيم بين البعث الصدامي وتنظيم القاعدة بالوقوف وراء الاعتداءات الإرهابية»، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي السياسيين الى «الابتعاد عن الخطابات المتشنجة غير المسؤولة التي تتحول الى قنابل تنفجر في الشارع العراقي ويكون ضحيتها المواطن البريء». وقال مدير العمليات في المفوضية العليا للانتخابات وليد الزيدي ل»الحياة» ان «عدد أفراد الأجهزة الأمنية بما فيها الأجهزة في اقليم كردستان وقوات البيشمركة يبلغ اكثر من 950000 منتسب، اما نزلاء المستشفيات والسجون فأعدادهم تقديرية وجميعهم سيدولون بأصواتهم في اليوم ذاته». ووصلت معلومات إلى المرجعية الشيعية في النجف عن امكان استخدام اقلام خاصة لمسح الحبر عن اوراق التصويت، ما دفعها إلى التحذير من عملية تزوير. وفي خطوة «غير مسبوقة» نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من المرجعية قوله انها «تعرب عن قلقها من تزوير الانتخابات اثر ورود معلومات تفيد بأن هناك محاولات ابرزها استخدام اقلام ستوزع داخل مراكز الاقتراع يتم مسح حبرها بعد مرور 12 الى 24 ساعة». وكان المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني اعلن في 26 شباط (فبراير) حياده وعدم دعمه اي جهة سياسية ممتنعاً عن استقبال اي مرشح الى أن ينتهي الاقتراع. الى ذلك، تضاربت الأنباء حول مذكرة اعتقال صادرة بحق الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي ورد اسمه في مذكرة اطلعت عليها «الحياة» بين 14 اسماً مطلوباً في قضية اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي عام 2003.