قتل ما لايقل عن 38 شخصا واصيب العشرات بجروح بسقوط قذائف وانفجارات في مختلف مناطق بغداد امس تزامنا مع ثاني انتخابات تشريعية مصيرية في العراق حيث اطلق تنظيم القاعدة تهديداته بقتل كل من يشارك فيها. وقالت مصادر أمنية إن غالبية المناطق المستهدفة بالهجمات في بغداد يسكنها العرب السنة. وقد فتحت مكاتب الاقتراع ابوابها في جميع مراكز الاقتراع في البلاد في ظل اجراءات امنية مشددة، ودعي حوالى 19 مليون ناخب لاختيار برلمان من 325 نائبا لمدة اربع سنوات سيغادر خلالها 95 الف جندي امريكي بشكل نهائي العراق بعد تسعة اعوام على الاطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين، وينتشر مئات الآلاف من عناصر الشرطة والجيش لحماية 46 الف مكتب اقتراع في ظل تهديدات انصار اسامة بن لادن بقتل كل من يشارك في الانتخابات. وقد اعلن تنظيم القاعدة في العراق الجمعة فرض “حظر التجول” الاحد في جميع انحاء البلاد لمنع اجراء الانتخابات. ويتوقع ان تكرس هذه الانتخابات التي تأتي بعد اربعة اعوام من اعمال عنف طائفية اودت بعشرات الآلاف، الهيمنة السياسية للشيعة الذين يشكلون الغالبية في العراق، ويشارك العرب السنة بكثافة في الانتخابات بعد ان قاطعت نسبة كبيرة منهم انتخابات العام 2005. ويخوض الانتخابات 6281 مرشحا بينهم 1801 امرأة موزعين ضمن 12 ائتلافا كبيرا وعشرات الكيانات اخرى. والقوائم الاوفر حظا هي ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يغلب عليه الشيعة، وكتلة العراقية العلمانية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي. الى ذلك، قال رئيس الوزراء نوري المالكي للصحافيين ردا على الانفجارات ان “هذه الخروقات مجرد اصوات لتخويف المواطنين لكن الشعب العراقي سيتحدى ذلك، سترون ان هذه الاصوات لن تؤثر على معنويات العراقيين”، واضاف “ادعو كل المخلصين للمشاركة في الانتخابات لاختيار من يمثلهم”. بدوره، قال رئيس مجلس النواب اياد السامرائي ان “الانفجارات لن تؤثر على مسارنا نحو الديموقراطية فهؤلاء يائسون وبدلا من ان يضعوا ايديهم بأيدي العراقيين يهاجمونهم”، واضاف ان “هذه الانتخابات تشكل نقلة نوعية” بالنسبة للعراق. وتسببت الانفجارات في مختلف مناطق الموصل أمس في انخفاض اعداد الناخبين المشاركين في الانتخابات النيابية العراقية، وقال جاسم محمد مدير الاعلام في مكتب المفوضية المستقلة للانتخابات في محافظة نينوى إن “المراكز الانتخابية في الموصل شهدت اقبالا كبيرا من قبل الناخبين في الساعات الاولى من الصباح غير انها بدأت تشهد انخفاضا في اعدادهم اثر الانفجارات التي بدأت تتوالى قرب المراكز الانتخابية”، واوضح ان “المناطق التي تعرف بالساخنة في الموصل شهدت إقبالا شديدا على الانتخابات في البداية ثم بدأت بالانخفاض بعد حدوث الانفجارات”. ويلاحظ حذر شديد وتحسب من قبل الناخبين المتوجهين الى مراكز الاقتراع رغم انتشار عناصر كبيرة من قوات الجيش والشرطة في مختلف المناطق ولكن “الحذر يقيك الضرر” كما قال سبهان حمدي /40 عاما/ مدرس ، الذي كان في طريقه الى احد مراكز الانتخابات وقفل راجعا الى بيته بعد سماعه اصوات انفجارات في منطقة باب جديد غربي المدينة.