نظر إليّ وأخذ نفساً وأعقبه بزفير عميق.. شعرت ما بداخله من حرارة ذلك الزفير.. فقال: قررت أتزوج يا أبو خالد وش تشور عليّ؟ .. كنت واقفاً متأملاً .. فجلست وأسندت ظهري للوراء متبصراً للسقف .. عدت لأرشيفي وفتحت ملفات ضخمة في مخيلتي. وقلت له بعد عاصفة ذهنية زلزلت أركان صيوان الفكر: لا تبحث عن زوجة .. أبحث عن رفيقة درب لا تبحث عن زوجة.. أبحث عن حبيبة وعشيقة وصديقة وأخت وأم وتلك هي القاعدة الأولى.. فسألني مذهولاً وهل هناك قاعدة ثانية؟ فقلت له: لا تختارها لتحبها.. أحببها ثم أخترها حب روحها فهي لا تشيخ ..لا تحب جسدها فهو يشيخ حب مشاعرها أكثر مما تحب أفعالها تعود على أن تحب فرحها أكثر من حزنها أصنع لها في قلبك جنة ومارس فيها عشقك بكل جنون فقال ما أجمل القاعدة الثانية .. فهل هناك ثالثة. فقلت له مبتسماً بالتأكيد: لا تقارنها ببقية النساء.. بلّ فضلها عليهن.. وقتها سوف تشعر بالسعادة وكأنها سحابة مليئة في سماء روحك تهطل فرحاً دون انقطاع. تغزل فيها كل يوم.. وكأنك للتو تعرفها.. فهي من أسباب السعادة أعشقها وكأنك للتو أحببتها.. فلذة العشق تفوق لذة الحب.. أصنع منها كوكباً تعيش فيه بعيدًا عن كوكب الأرض.. لتهنأ قال لي وقد زاغت عيناه وفغر فاه وهل هناك قاعدة رابعة فأنا قد شغفت بما تسرده.. فقلت له متبسما هناك: تعلم لغة عيناها.. وقتها سوف تكتب شعرًا دون كلمات.. وتنطق بوصف كالسحر.. تسمو بمعانيه كروح الطفل تعلم أن تحب دلعها.. وأن تعشق غنجها.. وأن تهوى دلالها.. استمتع بلهفتها وهي تعدو نحوك.. تلقفها وتمسك بها.. ومارس الدوران بجنون معها.. وكأنك الأرض وهي القمر في فلكك تدور. تأملها وهي نائمة.. وتحسس شغفك وأنت تنتظرها تتفتح كما وردة زاهية باهية في بستانها.. فقط لتقول لها: أحبك قال بجنون أكمل قواعدك.. فأنا قد قررت ترك قاعدة العزوبية والدخول في قواعد الزواج.. قلت له: الحياة جميلة عندما تعاملها وكأنك إمروء القيس قد هام في هواها وجُنت حروفه فيها شعرًا ومعانيه في وصفها سحرًا أرسمها في عيناك واحة سعادة وأنت العطشان الذي جفت مشاعره من كآبة العزوبية وقتها سوف تداعبك نسائم عطرها.. وتشغف قلبك بحبها.. وترتقي لسمو روحك فتدللها .. صورها كطير يلهو بين يديك ومن حولك.. أستمتع بها كفراشة عابثة بجنون طفلة تذكر جميع الفنانين يرسمون جمال الوجه.. ولكنهم لا يستطيعون رسم جمال الروح.. فالروح تنسج طيفها في الروح العاشقة.. لذا استمتع بعالمك الزوجي الجديد.. وبالرفاه والبنين.