بين آونة وأخرى انقلبت موازين العالم وأقدار البشرية. وجميعنا اتجهنا إلى البدائل بهدف أن تسير حياتنا على ما نحن عليه ودون أن تتغير وأصبحنا في عاصفة ذهنية لإيجاد الحلول لإدارة ما نمتلك من مال وأعمال. وفوق كل ذلك الصحة التي لطالما سمعنا بأنها التاج الذهبي للبشرية فتثقفنا كثيراً وأصبح شغلنا الشاغل متابعة هذا الوباء العالمي والمصاب الجلل وكيف نحتمي منه ونحمي من حوالينا فتباعدت المسافات وانقطعت بيننا القبلات والأحضان ، أصبح السلام بالعين والنظرة ولنجبر غلبة الحنين والعناق أصبحنا نردد أغنية الفنان القدير محمد عبده (سلم عليه بعينك إن كان بخلت ايدينك). بل وارتدينا الكمامات والقفازات وشيئا فشيئا انحجرنا في منازلنا (الحجر المنزلي) وناهيك عن فعالياته من تقارب عائلي وجو ودي. ووضعنا الأجندة اليومية نفكر. ماذا نأكل. لا نريد من المطاعم خوفا من المخالطة والمناقلة لهذا الوباء الشرس بل وأصبحت موائدنا صحية ومتنوعة. وبعدها ماذا نلعب؟ ماذا ندرس؟ ماذا نقرأ؟ والفتيات انشغلن بمواهبهن من طبخ ومساحيق تجميلية وأقنعة طبيعية. والأولاد بكرة القدم ودوري البلاي ستيشن وطاولة الشطرنج والبولينج وأصبحت لدينا في منازلنا نوادي صحية من أجهزة رياضية وعضلية لفائض الوقت لديهم وجدولته، ويارب لك لحمد استشعرنا نعم الله علينا في دولة عظمى بذلت قصارى جهدها بالغالي والنفيس لنعيش بصحة وأمان. كل هذا سيمضي وسينجلي هذا الوباء وسيتعافى من أصيب وستنتعش الحياة ونعود كما كنا نملئ الطرقات والأسواق وتنهض الأعمال وتعود المدارس. وسيذكر التاريخ بأنه في عام 2020م كنا في جائحة مخيفة تغلبنا عليها بقوة إرادتنا وثقافة عقولنا. وستصبح ذكرى تخلد في بلد عظيم اهتم بشعبه ومقيمه. وتعود طبيعة كما كنا قبل زمن الكورونا وسنسترجع في اجتماعاتنا اتذكرون ماذا كنا قبل؟ ماذا نفعل في الحجر المنزلي؟ وهكذا تداوله الحياة ويصبح الصغار شبابا والشباب شيبانا ويذكرون لأطفالنا بطريقتهم (سنتن من السنين حلت علينا الكارونا). وتذهب أحداث وتأتي بأخرى ويبقى البشر هم من يدير هذه الحياة بثقافة عقولهم. المهم ماذا تخط لهم أقلامهم ليقرأها جيلاً بعد جيل.