مع تزايد العولمة وتفضيل المستهلكين لشراء المنتجات الأجنبية التي ترمز إلى الدولة المُنتجة ، درس العديد من الباحثين الأساس المنطقي لسبب تفضيل المستهلكين للعلامات التجارية العالمية في البيئة المعولمة المعاصرة. وساهمت هذه الدراسات في اختبار تأثير صورة الدولة المنتجة على تصور المستثمرين الأجانب وعلى قرارهم النهائي في الإستثمار، و كذلك ساعدت في إبراز المنظمات الأرجح لأن تصبح علامة تجارية عالمية من خلال الأثر الإيجابي الناتج من الدولة المنتجة على الاستثمار الأجنبي المباشر في هذه البلدان والمناطق. أحد العوامل التي دفعت إلى تفضيل المستهلك للعلامات التجارية العالمية هوهيبة العلامة التجارية في حد ذاتها. ففي عام2015أجريت دراسة حول تأثيرعالمية العلامة التجارية المتصورة عند المستهلك على استعداده في الدفع والشراء. وتوصلت إلى أنه كلما كانت العلامة التجارية أكثر عالمية ، كلما زاد احتمال ربطها بمكانة أكبروأكثرهيبة عند المستهلكين مما يؤدي إلى زيادة إمكانية الشراء ، ويقاس على ذلك مثلاً ( جودايفا ) التي تعد أحد العلامات التجارية العالمية ( للشوكولا) والتي أثرت بشكل كبير على إدراك المستهلكين و مثلت لديهم هيبة ذات وزن عالي المكانه. وفي دراسه مماثلة توصلت إلى أن العلامات التجارية العالمية تجذب إدراكًا أكثر إيجابية وبرغبة عالية في الشراء وعلى وجه الخصوص المستهلكين من البلدان النامية. وعلى صعيدٍ آخر، تبيّنَ أن عرقية المستهلك (انتمائه لعرق منطقته أوبلده) تعمل كوسيط بين اتجاه الإستهلاك العالمي وموقف المستهلك من العلامات التجارية العالمية ، مما يؤثر فيما بعد على تصوره لشراء هذه العلامات التجارية. بمعنى أكثر دقة ،أن المستهلكين الذين لديهم درجة منخفضة للإنتماء لعرقيتهم يُظهرون اتجاهًا إيجابيًا للاستهلاك العالمي ، في حين أن المستهلكين الذين لهم درجة أعلى للعرقية في الاستهلاك لديهم موقف وتصورسلبي تجاه العلامات التجارية العالمية وبالتالي كانوا أقل عرضة لشراء هذه العلامات التجارية. وبناء على ما تم طرحه ، فإن تعزيز صورة العلامة التجارية إلى حد كبير يعتمد على قدرتها في إظهار واستخدام الدولة المنتجة كعلامة تجارية، لأن في هذا دلالة على الصلة بين الدولة المنتجة والاستثمار الأجنبي المباشر الذي تتولاه المنظمات هناك.