للعمل الخيري لذة لا يشعر بها إلا من جربها، ونذر نفسه لخدمة الناس والمجتمع. ولنا في دولتنا وقيادتنا الرشيدة -حفظها الله- المثل والقدوة، فهي ولله الحمد في مقدمة دول العالم بمجال العمل الإنساني، حيث وصلت مساعداتها لأكثر من 79 دولة، وأنشأت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي استطاع أن يصل إلى 44 دولة منذ إنشائه عام 2015م. وبالطبع لم يكن للمرأة السعودية أن تكون بمنأى عن عمل الخير والتطوع، خاصة وأن رؤية المملكة 2030 تعمل على تفعيل دور المرأة بالمجتمع، ومن ذلك زيادة عدد المتطوعين والمتطوعات من 11 ألفاً إلى مليون متطوع ومتطوعة. فكان أن رأينا نماذج كثيرة من المتطوعات ورائدات العمل الخيري بالمملكة، وكانت لي ولله الحمد تجارب شخصية في هذا المجال، فقد أنشأت فريق “شموع وطنية” عام 2011م، للمساهمة في أعمال البر والخير بالمنطقة الشرقية، ونجحنا بفضل الله ثم بجهود الفريق في الوصول إلى شرائح عدة من المجتمع، واهتممنا بالتدريب وتأهيل الفتاة السعودية للعمل، ونحمد الله أننا لا زلنا مستمرين بأعمالنا التي نأمل أن تكون خالصة لوجه الله، وأن تساهم بتنمية مجتمعنا على النحو الذي نرجوه. ومن الجميل أن نشهد كل يوم ظهور مبادرات وفرق تطوعية نسائية، تنال إشادة وإعجاب الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة، واستحسان شرائح واسعة من المجتمع والأفراد، فكل هذا يخدم العمل التطوعي، ويشجع الأفراد (رجالاً ونساءً) على المضي فيه، والتنافس في هذا المضمار الرائع. وقبل عدة أيام احتفلنا بمناسبة اليوم الدولي للعمل الخيري، فمع هذه المشاريع التطوعية الخيرية الكثيرة، وزيادة نسبة المتطوعين من الجنسين، واهتمام الخطط الحكومة بالمشاريع التطوعية وتقديم الدعم لها، كان علينا أن نكون جزءًا مهمًا من منظومة التطوع والعمل الخيري العالمية.