يؤثر المكان الذي يعيش به الإنسان تأثيراً مباشراً في تحفيزه النفسي والسلوكي والمهني، والسبب يعود إلى شعور الإنسان ببدايته و قدرته على البناء والتأمل والتفكر ،مع استخدامه لكل المعززات التي يمتلكها والتي يجدها في المكان نفسه. و لهذا فإن الإنطباع الذي يتكون نتيجة زيارة أي مدينة ملامسة للشعور أو الفكر أو الحضور الوجداني المرتبط بالتراث أو الطفولة، يكون دافع قوي للإرتباط بهذا المكان أو المدينة والرغبة في المواصلة بالتردد عليه أو العيش فيها. ويقاس على ذلك لو خلق الإنسان مدينة جميلة داخله، يعتني جيداً بتفاصيلها وأجوائها، ويحب فصولها و طقوسها ويزرع الأمل في كل أرصفتها. سيشهد بعدها ولادة مدينة أخرى حقيقية تتجاوب مع متطلباته و تستمع لرغباته. همسه… التخاطب مع المكان وسيلة مجدية فالمكان أيضاً يشعر ويستجيب للشخص الذي يحبه والذي يرفضه.