عرفت الجمارك في جميع دول العالم بأنها جهاز جباية للرسوم وتعد في بعض الدول أهم مصدر للدخل لكنها في بلادنا تضع أمامها الهدف الأول منذ إنشائها حماية المجتمع من المواد الضارة خاصة المخدرات، إضافة إلى البضائع المغشوشة بأنواعها، ولذا فإن البعض يطلق عليها “خط الدفاع الأول” ويطلق على رجالها حماة المجتمع من كل ما هو ضار بالصحة والأخلاق ولقد تعاقب على رئاسة مصلحة الجمارك سابقا رجال مخلصون للدين والقيادة والوطن واليوم وقد حولت إلى الهيئة العامة للجمارك لإعطائها مرونة أكبر تسعى كما يقول أحمد الحقباني محافظها إلى توسيع نطاق رؤيتها عبر حراك شامل لتحقيق المركز الأول إقليميا في الخدمات الجمركية المتكاملة، فهي إلى جانب حماية المجتمع وهو الهدف الأول ستعمل على دعم الاقتصاد الوطني عبر تسهيل التبادل التجاري وخدمة رجال الأعمال والمستثمرين والعمل على أن تكون السعودية منصة لوجستية عالمية، وأكد محافظ الجمارك في أحاديث إعلامية أن هيئة الجمارك تسعى إلى إزالة هاجس الإجراءات الجمركية التي طالما اشتكى منها المصدرون والمستوردون، وأشار إلى أن هناك ما يسمى بالمسار السريع وهو مخصص للشركات الموثوق بها ومع بعض الدول ذات الإجراءات المماثلة كما يتم فسح البضائع الواردة عبر المنافذ البحرية وهي في عرض البحر وهذا أدى إلى اختصار مدة بقاء الحاوية في الميناء وبالتالي يقلل التكاليف على المستورد. وفي وسط هذا الحراك غير المسبوق في الجمارك تبرز علامات مهمة وهي التركيز على التدريب واعتماد التقنية الحديثة، وتضفي روح الشباب التي تتصف بها إدارة الجمارك وتخصص معظم مسؤوليها ومنهم محافظ الهيئة في تقنية المعلومات دفعة قوية في هذا الاتجاه، وهكذا فإن معظم الأجهزة التي تشهد تطورا في هذه المرحلة تعتمد على التدريب واعتماد التقنية ونشاهد على أرض الواقع تطورا غير مسبوق في أداء هذه الأجهزة وتأتي الإشادة بها من جهات دولية مختصة. والمؤمل أن يحقق جهاز الجمارك المركز اللائق ببلدنا على المستويين الإقليمي والدولي أيضا. وأخيرا: تحية لمحافظ هيئة الجمارك الذي أدرك وهو في مركزه السابق أمينا عاما لهيئة الصادرات السعودية أن تنمية صادراتنا تتطلب مرونة من إجراءات التصدير وأن تسهيل إجراءات الواردات سيخدم المستفيد الأخير وهو المستهلك وتحية للفريق العامل في الجمارك وغيرها من الأجهزة التي تتطور بشكل ملحوظ وجميعهم من أبناء هذه البلاد الذين يعملون بجد وإخلاص خدمة لبلادهم ومواطنيهم ويقبلون على تعلم التقنيات الحديثة في عملهم وبهذه الروح نجد أن خطواتنا إلى المستقبل المشرق أسرع في ظل “رؤية” واضحة ومحددة الأهداف وفق جدول زمني تسعى جميع الأجهزة المشاركة في تنفيذ “الرؤية” إلى الالتزام به. علي الشدي نقلاً عن (الاقتصادية)