عبر مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي عن استنكاره الشديد لتلويث الأنهار في العراق، ونشر على صفحته بموقع فيسبوك فيديو لأسماك تختنق بينما يتم دفع مياه الصرف إلى النهر. وظهر في الفيديو عشرات الأسماك تقفز من المياه بينما تتدفق مياه صرف ملوثة من أنبوب في مياه مجرى مائي، لم يتضح ما إذا كان في نهر دجلة أو الفرات. وكتب الرافعي تعليقا على الفيديو: ” كيف ستقابلون ربكم يوم العرض؟.. وماهي حجتكم؟ .. قتلتم البشر والحيوان والنبات وهدمتم وأفسدتم الحياة.. عليكم من الله ماتستحقون.” وعلق أحد المتابعين على صفحته بالقول إن “الأسماك تقفز من المياه بسبب اختناقها بمياه المجاري.. شاهدتها عدة مرات في دجلة والفرات”. ويعاني العراق من كارثة بيئية تسببت في نفوق عشرات آلاف الأطنان من الأسماك في المزارع السمكية بنهري دجلة والفرات، نتيجة تسمم نجم عن انخفاض مستوى النهرين وبعض الممارسات الملوثة للمياه. وكانت المزارع السمكية الأكثر تضررا في محافظة بابل إلى الجنوب من بغداد، حيث ألقى المزارعون أسماكهم النافقة في نهر الفرات مطلع الأسبوع. ولا يزال سبب نفوق السمك غير معروف، إذ يقول الصيادون إن تلوث المياه وراء الكارثة بينما يرى مسؤولو الزراعة إن ذلك يرجع لمرض تعفن الخياشيم، وهو مرض بكتيري ينجم عن انخفاض مستوى الأوكسجين في الماء. وقالت وزارة الزراعة في بيان، الأحد، إن المرض ينتشر سريعا وسط أسماك الشبوط بسبب الكثافة العالية للأسماك في الأقفاص، وإن تراجع تدفق المياه في نهر الفرات أسهم في ذلك أيضا. ويزيد ارتفاع درجة الحرارة وإقامة سدود على نهري دجلة والفرات، مع زيادة الأنشطة الزراعية، الضغط على موارد المياه الشحيحة في العراق. ويتدفق نحو 70 بالمئة من موارد المياه للعراق من دول مجاورة، حيث ينبع نهرا دجلة والفرات من تركيا. ويتهم العراقتركيا، وبدرجة أقل سوريا، بتقطيع أوصال نهر الفرات بإقامة سدود كهرومائية عليه تحد من تدفق الماء وتضر بالقطاع الزراعي العراقي، الذي يعاني بالفعل بسبب الحروب إلى جانب والإهمال.