تكره اللاجئة الصومالية سعدة ما تفعله لكنها لا ترى ان هناك وسيلة اخرى لاطعام اطفالها الستة سوى العمل في الدعارة في مدينة عدن بجنوب اليمن. وقالت المرأة التي تبلغ الثلاثينات من عمرها وهي تجلس مع نساء صوماليات اخريات في حي البساتين الفقير الذي يقع في ضواحي عدن "حياتي رخيصة لكن ما الذي يمكنني عمله. يجب ان أعمل وان أحصل على بعض النقود." ومثل اشخاص كثيرين آخرين فرت سعدة الى اليمن هربا من الفوضى والحرب القبلية والمجاعة التي أصابت الصومال منذ الاطاحة بالرئيس السابق محمد سياد بري في عام 1991 لكي تجد نفسها في مواجهة صراع آخر من أجل البقاء في اليمن الفقير. وأمضت عشرة أشهر في اليمن كانت تعيش خلالها على المساعدات وتحولت الى الدعارة منذ ثمانية اسابيع لكي ترسل اموالا الى اقارب في وطنها يعتنون بأطفالها. وسعدة لا تحصل على أي مبالغ نقدية من زوجها الاول الذي طلقها وسافر للعمل في السعودية. واصيب زوجها الثاني بجروح بالغة في القتال في العاصمة الصومالية مقديشو التي تسودها الفوضى. وقالت "ولذلك فانني الان اعيش بمفردي." ويستضيف اليمن 171 الف لاجيء مسجل معظمهم صوماليون وفقا لاحصائيات المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين لشهر ديسمبر كانون الاول مقارنة مع 140300 قبل عام. ويعتقد ان عددا كبيرا من الصوماليين غير المسجلين يتجولون هناك معظمهم على امل الانتقال الى دول الخليج الغنية. ومفوضية شؤون اللاجئين تساعد الصوماليين عند وصولهم لكن كثيرين في حي البساتين يقولون انهم يكافحون من اجل تلبية احتياجاتهم. وقالت عليشة وهي امرأة صومالية اخرى مطلقة انجرفت الى الدعارة انها دفعت اموالا لمهربين ليأخذوها في رحلة مليئة بالمخاطر عبر خليج عدن الى اليمن. وقالت "يتعين علي ان أرعى ابني. يجب ان اشتري له الحليب." ومدينة عدن الساحلية يسودها مناخ أكثر حرية من أي مكان آخر في اليمن. وبينما من الصعب الحصول على المشروبات الكحولية في العاصمة صنعاء فان عددا صغيرا من المطاعم والاندية التي على الشاطيء تقدم المشروبات في عدن وتجتذب بعض السياح في عطلة نهاية الاسبوع من دول الخليج. وفي عدن في حي التواهي تعمل الداعرات في فنادق أو أندية رخيصة يقع بالقرب منها فنادق على الطريق العام. وقالت علوية عمر التي تتبع منظمة المساعدات الايطالية انترسورس وهي منظمة تعمل في حي البساتين الذي يضم نحو 40 الف صومالي ويمني لهم صلة بالصومال "السبب الرئيسي للدعارة هو الفقر والبطالة التي يعاني منها اللاجئون." وبالتعاون مع مفوضية شؤون اللاجئين تساعد منظمة المساعدات الايطالية ضحايا العنف المحلي والجنسي وتحاول تثقيف اللاجئين بشأن مخاطر فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الايدز والامراض الاخرى التي تنتقل عن طريق الجنس. وقالت حليمة وهي امرأة صومالية تساعد في توفير الرعاية الصحية للداعرات وتنصحهن بشأن الجنس الآمن "الوعي بمخاطر التعرض للعدوى ليس مرتفعا". وقالت وهي تجلس في منزل مؤقت حيث تعيش مع زوجها واسر اخرى وبعض الماشية جميعهم مكتظون في مكان يحلق الذباب في انحائه "توجد دورات تعليمية للنساء لكن كثيرين منهن لا يكترثن بالحضور حتى اذا حصلوا على بعض الاموال أوالطعام المجاني في ذلك اليوم". وتساءلت نجمة التي تبلغ 34 عاما وهي صومالية اخرى تعمل في تجارة الجنس ايضا "حياتي فوضى. في بعض الاحيان الرجال لا يدفعون لي أي مبالغ نقدية. انني مستعدة لعمل أي شيء آخر لكن ما هو هذا الشيء".