يواجه فريق تشيلسي، عند الساعة الخامسة من مساء اليوم الأحد (الخامس من أغسطس 2018م)، بتوقيت مكةالمكرمة، نظيره مانشستر سيتي، في مواجهة درع إتحاد كرة القدم الإنجليزي، والتي تُعد قمة واعدة بين المتصدر وخامس الترتيب، في ظل المستويات المتقاربة بين نجوم الفريقين. وتحمل قمة اليوم طابعًا خاصاً، لمدرب (البلوز) ماوريسيو ساري، والذي بدأت مسيرته التدريبية منذ 1990، وعلى مدار 28 عاما، لم يتمكن المدرب الإيطالي من إحراز لقب واحد، وهذا الأمر قد يتغيّر مساء الأحد، عندما يقود ساري فريقه الجديد تشيلسي في مباراة درع المجتمع الإنجليزي، أمام بطل الدوري مانشستر سيتي. واكتسب المصرفي السابق ساري، شهرة واسعة بين مدربي كرة القدم الأوروبية في الأعوام الثلاثة الماضية، بعدما قدّم مع فريقه السابق نابولي، كرة هجومية جذّابة وراقية، تمكّن عن طريقها الفريق الإيطالي الجنوبي، من تثبيت قدميه كمنافس حقيقي على الألقاب المحليّة. ولكن ساري الملقّب ب(المدخنة)، لم يتمكّن في نهاية الأمر، من الصعود بنابولي على منصّة التتويج، غير أنّه قد يفعل هذا الأمر في مباراته الرسمية الأولى مع تشيلسي الذي تعاقد معه ليخلف مواطنه أنتونيو كونتي. بداية مثالية البداية المثالية تغازل أحلام ساري، خصوصا وأن صعوبات عديدة رافقت بداية مشواره مع تشيلسي، فقد تأخّر الإعلان عن انضمامه للفريق الأزرق كثيرا، وحتّى هذه اللحظة، فإن الفريق يفتقد لمجموعة من اللاعبين المهمّين في صفوفه، في وقت تكاد فيه أن تكتمل صفوف مانشستر سيتي. واحتل (البلوز) المركز الخامس بنهاية الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي الممتاز، وخاض كونتي صراعات عديدة مع إدارة الفريق التي حسب ادعائه، لم تحقّق مطالبه المتعلّقة بسوق الانتقالات الصيفية الماضي، فتدهورت النتائج بعد أشهر فقط من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الموسم 2016-2017، وبات لزاما على ال"بلوز" الآن، المشاركة في الدوري الأوروبي عوضا عن دوري أبطال أوروبا. وبدأت مشكلات تشيلسي هذا الصيف، عندما وقع مالك النادي رومان أبراموفيتش في أزمات متعلّقة بتأشيرة دخوله إلى المملكة المتحدة، ثم ألغى النادي مشروع بناء ملعب جديد، الأمر الذي زاد توقعات بإمكانية بيع أبراموفيتش للنادي، وهو الأمر الذي نفاه بطريقة غير مباشرة. وعانى الفريق من صفقات لم تقدّم إضافة للفريق في الموسم الماضي، مثل ضم روز باركلي من إيفرتون، وتيموي باكايوكو من موناكو، وداني درينكووتر من ليستر سيتي، كما أن انضمام المهاجم الإسباني ألفارو موراتا لم يأت بالنتائج المرجوّة، والأمر نفسه ينطبق على المدافع الألماني أنتونيو روديجير. مهام صعبة مهمّة ساري الأولى تمكن في إيجاد عامل الإنسجام مجدّدا بين لاعبيه، ومساعدة آخرين مثل موراتا على إعادة اكتشاف أنفسهم، والمباراة أمام مانشستر سيتي تعد بمثابة فرصة مناسبة للبدء في هذه المهمّة الصعبة. وسيخوض ساري لقاء درع المجتمع، في غياب مجموعة من اللاعبين الدوليين مثل تيبو كورتوا وإيدن هازارد وأوليفييه جيرو ونجولو كانتي، وهو أمر يؤخّر اعتماد المدرب الإيطالي لخططه الفنّية النهائية هذا الموسم. وكما أن الفريق اللندني، وعلى غير العادة، لم يعّزز صفوفه سوى بلاعبين اثنين فقط، الأوّل هو لاعب وسط نابولي جورجينيو الذي أحضره ساري معه لمساعدته على تطبيق فلسفته على أرض الملعب، والثاني حارس المرمى المخضرم روبرت جرين الذي من المستبعد أن يلعب مباراة واحدة هذا الموسم. والأمر الذي يشغل بال ساري أكثر، هو محاولة إقناع كوررتوا وهازارد بالبقاء في صفوف الفريق، مع تزايد التكهّنات بشأن اقترابهما من الانتقال إلى ريال مدريد، وهو أمر يتوجّب على المدرب نسيانه على الأقل حتى نهاية مباراة الأحد، من أجل منح تشيلسي الانطلاقة المعنوية المهمّة، ومنح نفسه الإنجاز الذي يفتتح به خزانة كؤوسه.