مبارك ل "واس" مبناها الجديد .. نعم قد تأخر وتأخر كثيرا .. غير أن التعاتب على التأخر ومسبباته ليس بنافع بل هو مضيعة للوقت فوزارة المالية لا تتوب عن تأخير المشروعات لأن التأخير والتعطيل يجري في دمها .. هي مدمنة لمخدرات اسمها : عطل أجل أخر زهق ... حيث بقيت وكالة الأنباء السعودية (واس) منذ نشأتها العام 1390ه (1970م) المؤسسة الإعلامية السعودية بلا مبنى حتى هذه العام تنتقل من مبنى إلى آخر .. فمن الناصرية إلى المبنى الحالي على شارع الملك فهد ويقال إن كلفته السنوية مليونا ريال ! .. الكلام التالي يجب أن يتجه إلى وزارة الإعلام وليس أيضا إلى "واس" فهي أقل من أن تخاطب خطاب الراشد ، خطاب المسؤول عن التطوير والتحسين ، ففاقد الشيء "اغسل يدك منه".. وقد بدأنا الهجوم قبل أن نوضح مضمون الفكرة التي نريدها .. فنقول بارك الله في الجميع وفي الوزير الجديد الدكتور خوجة .. إن "واس" بوضعها الحالي والعقلية التحريرية والإعلامية التي تمضي على نهجها ، هي في الحقيقة تستحق المرتبة الأولى من "أسفل" فليس بينها وبين الأداء الإعلامي المحترف أي علاقة إلا كعلاقة وزارة التربية والتعليم بال"التعليم" ، وعلاقة الخطوط السعودية باحترام المسافرين .. أين تقف "واس" من الخبر الصحفي الاحترافي ، وأين هو الأداء الإعلامي المنتظر منها ، وما أثرها في الساحة الإعلامية ، بل وما مدى مصداقيتها لدى المتلقي داخليا وخارجيا .. وكيف هو موقفها من النظرة النمطية التي كرستها عند المتابعين ، وما جهودها في التطوير وتحسين الصورة .. وبخاصة بعد متابعتها "الرائعة" لكارثة سيول جدة .. متى تلج «واس» إلى العالم الجديد للإعلام، وتمارس الحرفية الصحفية وتجمع إلى الخبر التحليل والتقرير الصحفي ، ومتى ترتقي بمستوى منسوبيها ونخرجهم من قوالبهم المحنطة ، وتعدهم لعصر جديد ومهمات جديدة، وأين هي عن الانتشار الاعلامي والارتقاء إلى احتياجات الوطن وتنبي مشكلاته والسهام في حلولها .. بعض الإعلاميين اليائسين وهو يقرأ هذه الأسطر .. يردد : "إيه هين"