يواجه المصريون بآمال تحقيق الكأس الثالثة على التوالي الأسد الغاني "غير المروّض" مساء اليوم الأحد 31 /1/2010 في نهائي كأس إفريقيا ال 27 على ملعب 11 نوفمبر بلواندا العاصمة الأنجولية، الذي يمكن اعتباره آخر الأسود التي لم يتم ترويضها بعد من قبل رجال المعلم حسن شحاتة. ويخوض منتخب مصر اللقاء بعد أن عزف أحلى الألحان وروّض كبار الأسود من منتخبات القارة الإفريقية، وأخرج غريمه التقليدي المنتخب الجزائري بأربعة من دور الأربعة، محققا العلامة الكاملة في خمسة انتصارات متتالية في طريقه لبلوغ النهائي.
واللافت أن المنتخب المصري لم يرد اعتباره فقط أمام المنتخب الجزائري، وهو اللقاء الذي أحيط بهالة إعلامية كبرى على خلفية أحداث ساخنة سابقة، بل إنه نجح في سحق وهز غرور ثلاثة منتخبات إفريقية تأهلت لنهائي كأس العالم في مونديال جنوب إفريقيا، وهي: نيجيريا والكاميرون والجزائر. وبنجاح المنتخب المصري مساء اليوم في ترويض الأسد الغاني الشاب والمتمرد ونيل كأس البطولة للمره الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه؛ يكون قد عزف لحن النصر الثالث بالكأس والرابع بترويض أربعة من أسود إفريقيا التي تأهلت للمونديال العالمي بعد النصرين المحققين أمام غريمه الأخضرالجزائري ووصوله للنهائي على حساب المنتخب الأخضر والثاني في رد اعتباره من الفريق الذي أقصاه من بلوغ المونديال العالمي وسط ضجة كبرى. وعلى الرغم ممّا يُقال إن المنتخب المصري سترهقه التنقلات وتغيُّر الأجواء ما بين مدينة بانجيلا التي لعب فيها جميع مبارياته ومدينة لواندا التي يقابل فيها الفريق الغاني، إلا أن الظروف المناخية متشابهة من حيث الحرارة ومستوى الرطوبة كونهما مدينتين ساحلتين تقعان على الأطلسي، وإن كان هناك تغيّرٌ فهو في أرضية الملعب التي أجرى عليها المنتخب المصري تمارينه الأخيرة قبل لقاء الليلة. وتشير التوقعات، قياسا على المستوي الكبير للمنتخب المصري الذي نجح في إقصاء عمالقة الكرة الإفريقية، إلى أنه في طريقه نحو النهائي وحسم النتيجة لمصلحته؛ على الرغم من غياب نجم هجومه عماد متعب لإصابته. وسيواجه المنتخب الغاني، الذي يعتمد على أسماء شابة، منتخبا متمرسا يملك الخبرة المتراكمة في التعامل مع النهائيات، ويعزز ميل الكفة لمصلحة المنتخب المصري كون الفريق الغاني قد مرّ بصعوبة كبيرة إلى النهائي ولم يقابل منتخبات في حجم ووزن المنتخبات التي قابلها المنتخب المصري وسيخوض الليلة اختبارا قويا لإثبات قدرته في التعامل مع الكبار. ومع أن التوقعات تصب في مصلحة المنتخب المصري إلا أن المفاجأة غير مستبعدة في كرة القدم، فقد تنتصر حيوية الشباب على الخبرة، ويفشل المصريون في ترويض آخر الأسود الإفريقية في المحطة الإفريقية الأخيرة. وحول مشوار الفريقين في البطولة، قال موقع الإذاعة الجزائرية على شبكة الإنترنت - والذي يمكن اعتباره مصدرا مستقلا - إن اللقاء بين المنتخبين يعد الأول بينهما على النهائي، ولم يسبق لمن سمّاهم الموقع ب (الفراعنة) والنجوم الممتازة (غانا) أن التقيا في الدور النهائي منذ إنشاء كأس إفريقيا سنة 1957 بالسودان. ووصف اللقاء بالمواجهة الواعدة، خصوصا أنّها تجمع بين أكثر المنتخبات تتويجا بالكأس، حيث حصل المنتخب المصري على اللقب ست مرات: 1957، 1959، 1986، 1998، 2006، 2008 ، بينما نال الغانيون الكأس الإفريقية أربع مرات: 1963 ، 1965 ، 1978 ، 1982، وتوقع تنافسا مشتعلا بين (الفراعنة) الباحثين عن نيل الكأس للمرة الثالثة على التوالي والاحتفاظ بها نهائيا، وغانا التي تريد التتويج بكأس لم تحرزها منذ 28 عاما، ومزاحمة مصر على عرش القارة السمراء. وعرض الموقع الإلكتروني الجزائري كيفية وصول المنتخبين إلى الدور النهائي، وذكر أنه جاء بعد مشوار من دون أخطاء، باستثناء الهزيمة الأولى للغانيين في أولى مقابلاتهم، فإنّ (النجوم الممتازة)، ورغم حرمانهم من أربع ركائز أساسية: مايكل إسيان، ستيفان أبياه، جورج مانساه وعلي سولي مونتاري، إلاّ أنّهم تمكنوا من رفع راية التحدي. حسب التقرير التقيا في مناسبتين برسم كأس إفريقيا، حيث كان اللقاء الأول في كأس أمم إفريقيا عام 1970، وانتهت تلك المقابلة بالتعادل هدف لمثله، لتكون المقابلة الثانية بعد 22 سنة في دورة السنغال 1992، وتفوق الغانيون على مصر (1 – 0). والتقت غانا ومصر في دورة الألعاب الإفريقية سنة 1973، وفازت مصر حينها (2 – 1)، لكن غانا تفوقت في دورة الألعاب الإفريقية المقامة سنة 2003 وفازت آنذاك (1 – 0). ووصف لقاء الليلة بين مصر وغانا بأنه عنوان كبير لمناظرة كروية بين المدرب الصربي ميلوفان راديفيتش ونظيره المصري حسن شحاتة، ويتميز الأول بنجاحه الخارق في تأهيل غانا إلى كأس العالم ونهائي كأس إفريقيا باعتماده على لاعبين لا يتعدّى سنهم 22 عاما، فيما تألق شحاتة بحصوله على بطولة إفريقيا في آخر نسختيها. وحول المدربين قال التقرير إن شحاتة كان لاعبا في نادي الزمالك المصري ونادي كاظمة الكويتي، شارك مع المنتخب المصري 70 مرة، قبل أن يمتهن التدريب وأشرف في حياته التدريبية على نوادي الوصل الإماراتي والمريخ السوداني والمقاولون العرب، ليتولى بعدها تدريب المنتخب المصري منذ أواخر سنة 2005. في حين، كان “ميلوفان راديفيتش” الصربي (58 عاما) لاعبا في نادي النجم الأحمر الشهير قبل انقسام دولة يوغسلافيا، كما لعب في المنتخب اليوغسلافي 40 مرة، وقام بتدريب بوراتش الصربي والنجم الأحمر، قبل أن تُسند إليه مهمة تدريب منتخب غانا خلفا للمدرب الفرنسي كلود لوروا، في أعقاب فشل الأخير في الدورة التي احتضنتها غانا.