كشف مصدر أمريكي بارز أن الإدارة الأمريكية ليس لديها خطط حاليا لإعادة أي من السعوديين المحتجزين في قاعدة غوانتانامو العسكرية إلى بلادهم، ولفت المسؤول الأمني أن الخطوة لا تعكس سوى غياب خطط بشأن عمليات الترحيل هذه ولا تعني تجميد أو تعليق أي برنامج . وأكد المصدر الفيدرالي، الذي طلب عدم نشر أسمه نظراً للحساسية التي تتسم بها خطط الحكومة بشأن معتقلي غوانتامو : "ليس هذا تعليق لنشاط بل مجرد أنه لا يوجد حاليا سعوديون كان قد تقرر ترحليهم." ويتزامن التصريح مع ايقاف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ترحيل معتقلين يمنيين إلى بلادهم بعد الكشف عن محاولة النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب تفجير طائرة أمريكية فوق ديترويت، علماً أن قرابة 90 معتقلاً من إجمالي سجناء غوانتانامو من مواطني اليمن. ويذكر أن عبد المطلب، 23 عماً، الذي وجهت له هيئة محلفين كبرى ست تهم من بينها محاولة القتل على متن طائرة، ومحاولة استخدام أسلحة دمار شامل، كان قد قضى في اليمن عدة أشهر قبيل محاولة التفجير، ربما التقى خلالها بعض رجال الدين المتشددين. وفور اكتشاف العملية، قامت إدارة أوباما بمراجعة شاملة للاستخبارات والأمن قال عنها الرئيس الأمريكي بأنه كان هناك فشلاً في "الربط بين النقاط"، على حد قوله. وجاء القرار الأمريكي بوقف ترحيل المحتجزين اليمنيين إلى أوطانهم مدفوعاً بمخاوف من احتمال التحاقهم بالقاعدة أو العودة مجدداً إلى صفوف التنظيم إذا تم الإفراج عنهم. ويشار إلى أن اليمن تدير برنامجاً بدائياً لإعادة تأهيل المعتقلين العائدين من غوانتانامو، خلافاً للمملكة العربية السعودية التي تخصص مبالغ طائلة لمثل هذه البرامج التأهيلية. وتدور شكوك بشأن جدوى برنامج إعادة التأهيل أو كما يُطلق عليه في السعودية "المناصحة" المطبق هناك منذ أربع سنوات، بعد أن انضم المعتقل السابق، علي الشهري، كأحد قادة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وهي مجموعة تقول الحكومة اليمنية أن عناصرها تتراوح أعدادهم بين 200 و300 عضو. ويذكر أن الإدارة الأمريكية أفرجت عن أكثر من 110 سعودياً من المعتقل الواقع في خليج كوبا. ودافع جمال خاشقجي، رئيس تحرير صحيفة "الوطن" ، بشدة عن البرنامج قائلاً: "لا يوجد شيء أسمه نجاح بنسبة 100 %.. هدف البرنامج ليس إصلاح كل فرد." وأضاف: "الهدف من هذا البرنامج يصب في مصلحة البلد ككل لاحتواء القاعدة." ومن جانبه قال كبير المحققين بالبحرية الأمريكية سابقاً، مارك فالون، الذي قاد لجنة التحقيق الأميركية في التفجير الإرهابي ضد المدمرة "كول" في عام 2000، إن النهج العسكري لن يحل مشكلة القاعدة أو يقلل من قوة التنظيم."