شدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس على أنه كان يتعين على أجهزة الاستخبارات الأمريكية الحيلولة دون بدء المحاولة الإرهابية التي استهدفت طائرة ديترويت التي تم إحباطها، وتعهد أوباما بتغييرات سريعة في نظم أمن المطارات وجمع المعلومات. وقال أوباما، عقب اجتماع مع ما يزيد على 12 من أعضاء إدارته وكبار المسؤولين الأمنيين، إنه كان من الواضح أن الولاياتالمتحدة كانت تستطيع منع شاب نيجيري من ركوب طائرة في أمستردام حاول تفجيرها خلال الهبوط في ديترويت. وأضاف أوباما، بعد الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض : "الحقيقة الثابتة هنا أن حكومة الولاياتالمتحدة كان لديها من المعلومات ما يكفي لكشف المخطط والقدرة على إحباط الهجوم.. غير أن أجهزتنا الاستخباراتية فشلت في الربط بين تلك النقاط"، وتابع : "عندما يتمكن شخص يشتبه في أنه إرهابي من ركوب طائرة حاملا متفجرات يوم عيد الميلاد.. فهذا يعني أن النظام فشل بشكل كان من الممكن أن يفضي لكارثة". وقال أوباما إنه سيعلن عن مزيد من الخطوات لتحسين الوضع الأمني الأمريكي خلال الأيام المقبلة. وستهدف التغييرات في المقام الأول لتحسين التنسيق بين وكالات الاستخبارات والتي كانت سببا رئيسيا في الحادث الذي وقع في 25 ديسمبر الماضي. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما توقف الولاياتالمتحدة عن إعادة معتقلي جوانتانامو إلى اليمن، حيث زعم فرع لتنظيم القاعدة مسؤوليته عن مخطط تفجير الطائرة الأمريكية، ويذكر أن ما يقرب من نصف معتقلي جوانتانامو الباقين وعددهم نحو 200 معتقل، مواطنون يمنيون، مما يجعل مصيرهم جزءا رئيسيا من تعهد الإدارة الأمريكية بإغلاق المعتقل المثير للجدل في كوبا، وقال أوباما إن الإدارة لا تزال تنوي إغلاق جوانتانامو غير أن "الموقف المعلق" في اليمن، التي تقاتل مسلحي القاعدة أجبر على وقف عمليات النقل. وتهدف تغييرات أمنية بشكل أساسي تحسين التنسيق بين وكالات الاستخبارات، التي ركز أوباما عليها باعتبارها سببا رئيسيا في إخفاق الولاياتالمتحدة في إيقاف المؤامرة، وقال أوباما "ليس هذا فشلا في جمع المعلومات الاستخباراتية لكنه فشل في تكامل وفهم المعلومات الاستخباراتية التي لدينا بالفعل"، وأشار أن الوكالات كانت تعلم منذ شهور أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقرا له يخطط لشن هجوم على الولاياتالمتحدة. وكان النيجيري عمر فاروق عبد المطلب «23 عاما»، المتهم بمحاولة تفجير رحلة تابعة لشركة "دلتا نورث ويست آيرلاينز" للخطوط الجوية كانت متجهة إلى ديترويت على قائمة عامة لمراقبة الإرهاب تضم 550 ألف اسم، وقال أوباما من الواضح إن المشتبه به كان يجب وضعه على قائمة منع من السفر أكثر صرامة. وقال الرئيس الأمريكي "سوف أقبل أن طبيعة المعلومات الاستخباراتية كانت ناقصة، لكن من الواضح جدا أن المعلومات الاستخباراتية لا يتم تحليلها بشكل كامل أو الاستفادة منها بصورة كاملة وهذا أمر غير مقبول ولن أتسامح فيه"، وقال نقاد إن مؤامرة عيد الميلاد كشفت وجود ضعف في نظام الاستخبارات الأمريكي والذي كان يجب معالجته في أعقاب الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، ووعد أوباما بإجراء "محاسبة" على الأخطاء، لكن لا يبدو أنه سيتم تقديم أي استقالة مقررة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن أوباما لديه ثقة كاملة في كبار مسؤوليه، بما في ذلك رئيس وكالة الاستخبارات المركزي (سي.آي.إيه) ليون بانيتا ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو.