التقى رئيس وزراء تايلاند أبهيسيت فيجاجيفا بالقائم بالاعمال السعودي اليوم سعيا لانهاء خلاف حول حادث سرقة مجوهرات وأحجار كريمة أدى الى مقتل 3 دبلوماسيين وخفض العلاقات الدبلوماسية لمدة 20 عاما. ويرجع الخلاف الى عام 1989 عندما سرق حارس تايلاندي باحد القصور في المملكة جواهر تزن 90 كيلوجراما قيمتها 20 مليون دولار. ولم تتم بعد استعادة عدد من الاحجار الكريمة منها ألماسة زرقاء نادرة. وما زالت ملابسات الحادث غامضة وأعقبته سلسلة من الاحداث الدامية تورط فيها عدد من كبار قادة الشرطة في تايلاند. فبعد عام من السرقة قتل ثلاثة دبلوماسيين سعوديين في تايلاند في ثلاثة حوادث منفصلة في ليلة واحدة. وبعد شهر اختفى رجل أعمال سعودي كان شاهدا على أحد حوادث اطلاق النار. وفي عام 1994 تم خطف وقتل زوجة وابن تاجر مجوهرات يعتقد أنه باع بعضا من الجواهر المسروقة. وقال رئيس وزراء تايلاند اليوم ان التحقيقات ستستمر وأكد للمبعوث السعودي أنه لن يكون هناك تدخل في العملية القضائية. وخفضت السعودية العلاقات الدبلوماسية عام 1990 وما زالت تطالب باعادة الالماسة الزرقاء وحل لغز اختفاء رجل الاعمال محمد الرويلي الذي ستسقط قضيته بالتقادم الشهر المقبل. وترغب تايلاند بشدة في تطبيع العلاقات مع السعودية بعد هذا الخلاف الذي كلف بانكوك مليارات الدولارات نتيجة تراجع التجارة الثنائية وعائدات السياحة وفرص العمل التي خسرها عشرات الالاف من العمال التايلانديين. وقال أبهيسيت للصحفيين "نحاول تحسين العلاقات. بالنسبة للدعاوى القضائية.. نحن نتابعها عن كثب." ومضى يقول "لن تتدخل الحكومة في العملية القضائية وستمكن سلطات انفاذ القانون من أداء عملها... أكدت أن هذه العملية ستكون نزيهة" مضيفا أن ما تردد عن تورط قادة كبار في الشرطة أثر على ثقة الرياض. وتشير بيانات وزارة التجارة الى أن قيمة واردات السعودية من تايلاند بلغت 1.8 مليار دولار في عام 2008 بينما بلغت 1.6 مليار دولار في الفترة من يناير الى نوفمبر تشرين الثاني 2009 . ومن شأن تحسن العلاقات أن يمهد أيضا السبيل أمام عمل المزيد من مواطني تايلاند في السعودية التي كان يعمل لديها ما يصل الى 300 ألف تايلاندي في مرحلة ما قبل خفض العلاقات. ويعمل في السعودية حاليا حوالي 15 ألف تايلاندي. وواجهت جهود تطبيع العلاقات عقبة عندما أعادت السلطات التايلاندية جواهر قالت السعودية ان أغلبها أحجار غير أصلية.