سأكتب اليوم لإخوتي، من كل أصحاب المعالي الوزراء، في أبراجهم العليا أحاديث العامة من شوارع هذا الشعب الكريم ومن إشاعات وأخبار قاعدته وبسطائه. الشارع السعودي العام اليوم يتحدث عن أن تقريرا "مرتبكا" أطاح بأول وزير في حكومة "أبوفهد" بعد سويعات قليلة من عرض التقرير. سأقول للإخوة الوزراء: انتبهوا وركزوا جيدا، أنتم اليوم أمام حاكم استثنائي يعشق الدوام ويهيم غراما بالطاولة والمكتب، وأمام ملك لا يعرف الغفوة ولا القيلولة من الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً، ويقضي بقية يومه حتى عاشرة المساء في الاستطلاع والقراءة. أنتم اليوم أمام "حاكم" يعشق التفاصيل ويعطي الوقت لقيمة الدقائق في برنامجه اليومي، مثلما أنتم أمام "حكم" صارم جاء لا يرفع يديه أبداً لإعطاء الفرصة بعد أول خطأ تكتيكي. أنتم، إخواني من أصحاب المعالي، أمام حاكم عاش ستين سنة في عالم الإدارة، ولا شيء في "رأسه" غير خريطة بلده بمشاكلها وأخبارها وعوائق تنميتها وعلاقاتها مع الآخر. باختصار شديد: أنتم يا أصحاب المعالي الوزراء، تحت إدارة ملك يجلس على الطاولة في دوام رسمي طوووويل يحترم قيمة الوقت، أنتم أيها الإخوة من أصحاب المعالي الوزراء، أمام حاكم يقرأ ما بين الفجر والشروق جل ما تكتبه الأقلام ويتصل بهم قبل الذهاب للدوام، وأنتم اليوم أمام ملك تقول الأنباء إنه استقبل 20 زعيما عالميا في عشرة أيام قبل الأذان لصلاة الظهر. إخوتي الكرام من أصحاب المعالي: لن أتردد أبدا في البوح إليكم بتجربتي الخاصة مع هذا الملك المختلف. عرفته لأول مرة في نقاش ساخن وهو يرى الخلل في بناء فكرة مقال وكان يتحدث معي حديث مواطن لمواطن، داومت معه يومين في إمارة الرياض وسافرت معه أسبوعين إلى أربع دول فيما بعد. سأقول لكم ناصحا مباشرا إنه: شخص مُنهِك مُتعِب يدخل إلى كل التفاصيل ويحترم بحزم بالغ كل دقائق شروق الشمس على وطنه وشعبه. سأجزم لكم أنه سيقرأ مقالي هذا قبل شروق الشمس، وسيذهب إلى مكتبه عند الثامنة صباحا ليقرأ تقريرا طويلا عن التنمية الوطنية. سأقول للإخوة من أصحاب المعالي الوزراء هذه الخلاصة الأخيرة: سلمان بن عبدالعزيز يدخل ضمن أقل من 4% من هؤلاء الذين تقول عنهم الإحصاءات عن هذا الشعب إنهم يعشقون الدوام ولا يعرفون الغفوة ما بين صلاتي الفجر والعشاء. نحن أمام حاكم مختلف يعيش يومه بذهن استثنائي. أمام حاكم عاش كل حياته مستيقظا على أدق التفاصيل في عوائق ومستقبل وطنه وشعبه. بكل الاختصار لكل أصحاب المعالي: انتبهوا فإن لم تكونوا على قدر خطواته ووفق برنامج عمله اليومي فلا مكان للخطوة والتقرير والبرنامج.. انتهت مساحة النصيحة. علي سعد الموسى نقلا عن "الوطن"