مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    تهديدات قانونية تلاحق نتنياهو.. ومحاكمة في قضية الرشوة    لبنان: اشتداد قصف الجنوب.. وتسارع العملية البرية في الخيام    مذكرة تفاهم بين إمارة القصيم ومحمية تركي بن عبدالله    الاتحاد يخطف صدارة «روشن»    دربي حائل يسرق الأضواء.. والفيصلي يقابل الصفا    انتفاضة جديدة في النصر    ارتفاع الصادرات السعودية غير البترولية 22.8 %    برعاية ولي العهد.. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    «التراث» تفتتح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    جامعة الملك عبدالعزيز تحقق المركز ال32 عالميًا    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «العقاري»: إيداع 1.19 مليار ريال لمستفيدي «سكني» في نوفمبر    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    «الأرصاد» ل«عكاظ»: أمطار غزيرة إلى متوسطة على مناطق عدة    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    السجل العقاري: بدء تسجيل 227,778 قطعة في الشرقية    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    تحت رعاية سمو ولي العهد .. المملكة تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي.. تسخير التحول الرقمي والنمو المستدام بتوسيع فرص الاستثمار    محافظ جدة يطلع على خطط خدمة الاستثمار التعديني    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    نهاية الطفرة الصينية !    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    انطلق بلا قيود    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    السلفية والسلفية المعاصرة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير مقرن في حواره مع مجلة «الرجل»: المليك لا يتصنع والأمير سلمان مستشاري الأول
نشر في الوئام يوم 17 - 07 - 2013

نادرا ما تجده أمام الكاميرات، لا تغريه (فلاشات) العدسات، ولا يجذبه صخب الميكروفونات وضجيجها، صادق مع نفسه ومع الناس، منكر لذاته، يعمل بصمت دون ادّعاء أو حب للظهور، إيمانه راسخ وعميق بأن الإنجازات هي التي تتحدث عن نفسها.
إنه الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي الذي بدأ حياته العملية ضابطاً في القوات الجوية، مروراً بكل المراحل التي تبوّأ فيها مسؤوليات قيادية رفيعة، جعلته مشاركاً فاعلاً في صناعة القرارات الوطنية، هو رجل دولة بامتياز، وبشهادة كل من عمل معه، قريب من صنّاع القرار، وأحد أركان القيادة السياسية للبلاد، سياسي عُرف عنه ثقافته واطلاعه الواسع، وشغفه بالثقافة والمعرفة وهو ما كرسه في المكتبة الضخمة التي يمتلكها وتزخر بمئات العناوين بشتى اللغات، يعشق الزراعة ويمارسها، وليس غريبا وهو الطيار المحترف إنه يعشق الطيران وعلم الفلك وكل ما يتعلق بالإدارة الإلكترونية وأتمتة الأعمال، ويملك الأمير معرفة واسعة بالدول واللغات العالمية، فهو ضابط في القوات الجوية، أكمل دراسته في هذا المجال في بريطانيا عام 1968.
تدرج الأمير مقرن بن عبد العزيز في العديد من المواقع، منذ تخرجه في معهد العاصمة النموذجي عام 1967، حيث حظي بثقة خادم الحرمين الشريفين حاكماً ورئيساً ومستشاراً -وحالياً- نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، خمسة عقود من عمره قدمها مقرن في خدمة المملكة، بدأها من القوات الجوية الملكية السعودية، ثم تولّى إمارتي حائل والمدينة المنوّرة، قبل أن يتسلّم زمام رئاسة الاستخبارات العامة.
يعتبر الأمير مقرن من صنّاع التنمية والتطوير في المملكة ويتمتع بخبرات جمعت بين العسكرية والمدنية، جعلت منه استثنائياً في جميع المواقع والميادين التي كلف بالعمل فيها.
هذا باختصار هو الأمير مقرن بن عبد العزيز الضابط، الطيار، والحاكم، الذي خص مجلة (الرجل) بهذا الحوار:
بداية كيف تقرأ ما تحقق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؟
لا شك أن عهد سيّدي خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- قد شهد قفزات نوعية في المجالات التنموية كافة، كالصحة والتعليم والأمن والخدمات، والمواطنون يلمسون هذا ويعبّرون عنه بوسائل مختلفة .. كما أنني ألاحظ أن هناك رأياً عاماً مُتفائلاً بين المواطنين تجاه عهد سيدّي خادم الحرمين الشريفين والمنجزات التنموية التي شهدتها البلاد.
بحكم قربكم من خادم الحرمين الشريفين .. ما الذي يشغل بال الملك؟
كثيرة هي الأمور التي تشغل بال خادم الحرمين الشريفين، ومنها أحوال المواطنين ومعيشتهم ومستوى الخدمات التي تقدمها مؤسّسات الدولة، ليس آخرها متابعة الملك -وفقه الله- لأحداث السيول التي تعرّضت لها البلاد أخيراً، وحرصه على سلامة المواطنين، ومُعاقبة المُقصّرين في أداء مهامهم.
هل يشعر من حوله بانزعاجه من أمر معين أو من قضية ما؟
نعم، يشعرون بانزعاجه عندما تصله -حفظه الله- شكاوى من المواطنين تفيد بنقص الخدمات، أو ضعف أداء أحد الأجهزة الحكومية.
كيف تقرأ السعادة في وجه الملك؟
من السهل جداً أن تشعر بالرضا والسعادة في وجه الملك -حفظه الله- فهو إنسان يتميز بالصدق الشديد .. وشفّاف جداً في مشاعره، ولا يتصنّع.
ينظر المواطنون للملك نظرة خاصة جداً، وهم يرونه المُنقذ لهم من كل الأزمات، كيف تسير الأمور في مجلس الملك لتأصيل ذلك؟
هذه النظرة التي لدى المواطنين، هي بالتأكيد هبة من الله -عز وجل- وتوفيق منه.
وإجماع الناس على حبّ الملك عبد الله، واقتناعهم بأنه بمنزلة الأب الحريص على أمور أسرته ورعيته، هما حصيلة للأعمال والمُنجزات التي شهدها عهده -حماه الله- إضافة إلى سماته الشخصية التي تُجبر الناس على محبته، لشعورهم بأنه صادق ومُخلص.
اقتربت كثيراً من خادم الحرمين الشريفين في المواقع التي تقلدتها؟ هل لك أن تصف لنا هذا القائد الحكيم؟
بصراحة خادم الحرمين الشريفين مدرسة في جميع المجالات، إن تحدثت عن حنانه ورقته مع بعض المواقف التي تمرّ به ولا يبيّنها، وهو بالفعل من أرقّ خلق الله ودمعته قريبة عندما يشاهد طفلاً أو إنساناً في حالة سيّئة، وشاهده الجميع في مقابلته مع بعض أطفال شهداء الواجب، وكذلك دائماً همّه الأول والأخير المواطن، وهذا ما نسمعه وأسمعه شخصياً منه؛ فدائماً يحثّ الوزراء في كل مناسبة، وكذلك لديه بعد نظر بعيد جداً، فعلى سبيل المثال كان -أطال الله في عمره- منذ خمس سنوات يقول: أنا في خاطري شيء ما منذ زمن -إن شاء الله- أنه يتحقق، فعندما سألناه رفض إخبارنا وقال: إنها في مخيلته منذ 25 سنة ماضية، ألا وهي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وفي حديث لنا بيّن أنه يرغب في إنشاء جامعة تكون من أفضل الجامعات على مستوى العالم، والهدف منها استقطاب العقول العربية والمسلمة، بدلاً من مغادرتها للغرب لعدم وجود مكان لاحتضانها.
ويقول: إن العلوم والأبحاث المتقدمة مكلفة والمردود غير معروف، وبالفعل نشأت الجامعة وهي في غنى أن أتحدث عنها.
هل لك أن تصف لنا علاقتك بالأمير سلمان بن عبد العزيز وليّ العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؟
الأمير سلمان علاقتي به منذ أن كان أميرنا في الرياض ولا يزال، وكذلك يعدّ هو مستشاري الخفيّ، فعندما تسلّمت إمارة منطقة حائل، بصراحة كانت خبراتي لا تتجاوز أني ضابط عسكري متوسط الرتبة، كانت لدي مسؤوليات، ولكن لم تكن بالمستوى العالي، فعندما تمرّ علي قضايا أقوم بالاتصال بالأمير سلمان وأخبره بالقضية وأسأله عن ماذا يصنع إذا مرّت به مثلها، فيخبرني بحكم خبرته وما مرّ به من قضايا من هذا النوع، وأتخذ الإجراء بما لا يخالف الشرع ولا النظام، وأكثر القضايا كنت أحلّها بهذه الطريقة بالاستشارة منه حفظه الله.
هل لك من ذكريات مع والدكم المؤسس الملك عبد العزيز؟
كنت آنذاك صغيراً في السابعة أو الثامنة من عمري، وكان في هذه السنوات بدايات مرضه -رحمه الله- وكنا نأتيه أطفالاً، أنا والأمير هذلول والأمير حمود -رحمهما الله- ولكن لم يكن احتكاكنا فيه كبيراً كإخوتنا الكبار.
ما دور المجالس المفتوحة في تعميق الروابط المتميّزة بين القيادة والشعب؟
لقد كان توجيه الملك -حفظه الله- واضحاً لجميع المسؤولين في الدولة بأن تكون أبوابهم مفتوحة، لاستقبال طلبات المواطنين وملاحظاتهم وشكاواهم، وقد بدأ الملك ذلك بنفسه، فمجلسه معروف منذ عقود بأنه من أكثر المجالس اكتظاظاً بالمواطنين، واستقبالاً لمطالبهم وشكاواهم، والواقع أن الملك عبد الله يُدرك أن الأبواب المفتوحة ستُجبر المؤسسات والمصالح الحكومية والوزارات على الارتقاء بمستوى الخدمات والتواصل مع مُتلقّي الخدمة من المواطنين.
وعموماً فإن المجالس المفتوحة تقليد عريق ومن سمات الحكم السعودي، وتميُّز المملكة عن غيرها من الدول، وهذا ما يُفسّر العلاقة الطيبة التي تربط بين الحاكم والمحكوم في بلادنا.
كيف يرى الأمير مقرن الاستثمار في ابن الوطن؟
"ابن الوطن" هو رأس المال الحقيقي لهذه البلاد، وهو مجال الاستثمار الأكثر فائدة بين مجالات الاستثمار الأخرى، حيث لا شيء يوازي عوائده، ولهذا فإنني أعتقد أن الاستثمار في "ابن الوطن" ليس خياراً من بين خيارات، وإنما هو ضرورة مُلحّة يجب العمل عليها اليوم لنجني عوائدها غداً.
كيف ترون خطوات الإصلاح التي أحدثها الملك؟
لقد سبق أن ذكرت ذلك في أحاديثي الخاصة والعامة، أن خادم الحرمين الشريفين، قد بادر وما زال يعمل -رعاه الله- على تحقيق جُملة من التغييرات والإصلاحات التي كان دوماً يُتابعها ويُشرف على تنفيذها وتطبيقها شخصياً، لأنه يسعى إلى قيادة مرحلة جديدة من النماء لبلاده وشعبه.
اشتراك المرأة في عجلة التنمية وفتح الفرص أمامها لعضوية مجلس الشورى، جعلها رافداً في البناء والعطاء، ما الدور المنتظر منها؟ وهل نرى المرأة قادمة لمجلس الوزراء؟
رؤية المليك -وفقه الله- للمرأة، أنها نصف المجتمع، فهي الأم والأخت والابنة، لذا فإن دورها مهم وأساسي بدءاً من دورها في بناء اللبنة الأولى من المجتمع "أسرتها"، إلى المجتمع الأكبر وصولاً إلى وطنها، الذي يُقدّرها ويُقدّر دورها في عجلة التنمية.
كيف تُدار جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية؟
من الطبيعي أن تقوم الأمانة العامة للمجلس بتوزيع جدول أعمال الجلسة قبل عقدها بفترة، حيث يقوم كل عضو في المجلس بقراءته وإعداد ما لديه من رؤى ووجهات نظر، حيث تسود جلسات المجلس نقاشات هادئة وحكيمة، للخروج بمرئيّات عن مواضيع النقاش، بما يُسهم في الوصول إلى نتائج تعود بالنفع والصالح لخدمة الوطن والمواطن.
عُرف عنكم البساطة في الأمور، واليوم تُعدّ الرجل الثالث في الدولة السعودية، كيف توائم بين الأمس واليوم؟
لا يحتاج الرجل إلى أساليب للحفاظ على البساطة، إذا كانت تلك البساطة جزءاً من طبيعته التي لم تتأثر بالمنصب، لأن البساطة وليدة العفوية.
عرف عنكم كذلك حبكم لمجال الطيران، هل تمارسون هذه الهواية في الوقت الحالي؟
رغم مرور كل هذه السنوات، فإن الطيران لا يزال في دمي، بل إنني كثيراً ما أربط بين بعض ما يرد في ذهني من مواضيع عامة بعلم الطيران، إلّا أن ظروفي العملية تحول دون ممارسة هذه الهواية حالياً.
لكن لك قصة عشق مع الطيران؟ نودّ أن ترويها لنا؟
معظم الناس يقولون إني هاو للطيران وما إلى ذلك، والطيران لا ينفع مع الهواة إما أن تكون محترفاً في المجال أو لا تكون كذلك، ولا يصل إلى مرحلة الاحتراف فيه إلا شخص تعلّم وتدرب كثيراً على أيدي أساتذة كبار في هذا المجال حتى تتراكم لديه الخبرات.
وأن تكون طياراً أو لا تكون هذه من الله ولا تنمّ عن خوف أو عدم ذكاء، ولكن بعض الناس خلق ليكون كذلك، وأذكر أول دفعة عندما ذهبنا لدراسة الطيران، كنا نحو 45 شخصاً، ولم يتخرج إلا تسعة، وهذا لا يعني أن البقية الذين لم يوفقوا لديهم نقص ذكاء أو شيء من هذا القبيل، بل العكس هناك زميل من ضمنهم من ذكائه وعلمه ولباقته، أصبح واحداً من أفضل مهندسي الرادار في القوات الملكية السعودية، وهذا يعني أنه ليس قليل ذكاء وليس بشجاع، ولكن الله -عز وجل- لم يكتب له أن يكون طياراً.
ما الهوايات الأخرى التي يُمارسها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء؟
لديّ هوايات كثيرة قريبة من قلبي، منها الزراعة والفلك اللتان كنت أمارسهما بشكل مكثف خلال فترة وجودي في منطقة "حائل"، وخلال العمل على تطبيق التعاملات الإلكترونية في "المدينة المنورة"، أُتيحت لي فرصة كبيرة للتعرف إلى المزيد حول هذا الجانب، وبالتالي تفاصيل أكثر عن "التقنية" التي أجد متعة كبيرة في متابعة كل جديد فيها. إضافة إلى هوايات أخرى أستمتع بممارستها، مثل: القراءة والصيد والتصوير.
والزراعة بدت فعلاً لديّ هواية، وبدأت في استضافة دكاترة في هذا المجال، وأنشأت مكتبة لا بأس بها ومختبراً، وكان لديّ خلفية كيماوية كأي طالب في المدرسة ولكن بدون تعمق، ومع القراءة والممارسة بدأت أقوم بتحاليل زراعية، وليس عن معرفة أو ادّعاء، ولكن قراءة وتطبيق، وفي تحاليلي للمعدات التي كانت موجودة لديّ في المختبر لا تحتاج إلى علم قويّ، ولكن عند القراءة والتطبيق بدقة تخرج النتائج جيدة -بإذن الله- فمنها بدت مزرعة العزيزية التي جعلتني أميل إلى المكينة، وهذا ما يعرفه القليل أنه بحكم عملك، بغض النظر أن تكون في منصب أم لا تكون، فمستوى النفاق يرتفع إلا عند المكينة وعند النبتة لا تعرف التعامل مع النبتة هل تنمو وتزدهر ويكون لها نتيجة.
كان لكم تجربة فتح جهاز الاستخبارات العامة أمام وسائل الإعلام؟ كيف تقيّمون تلك التجربة؟
بعد أن تعرفت إلى تفاصيل عمل جهاز الاستخبارات، وجدت أنه لزاماً عليّ إيضاح الصورة الإيجابية لهذا الجهاز للمواطن السعودي الذي أيقنت أنه يجب ألا يخشى هذا الجهاز، بل يجب أن يفتخر به.
مع وجود الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، هل يُتابع النائب الثاني هموم الوطن والمواطن عبر تلك الشبكات؟
أتابع أبرز ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
يذكر أن لكم فلسفة خاصة في التعامل مع الأشخاص وحلّ القضايا؟
أنا وجدت أن الإنسان بطبيعته طيّب، وإذا قدرت عقله واحترمت ذكاءه وصدقت معه فستكسبه، ونصيحتي ألا تعد بما لا تملك حتى وإن غضب منك شخص ما، فعلى الأقل أنك احترمته وقدرته ولم تعده بما لا تملك، وقد حصل لي الكثير من القصص، منها عندما كنت في حائل أعتقد أن أهل حائل يتذكرونها، أتاني أحد الآباء وذكر أن لديه ابناً عمره 16 عاماً، وأنه ليست لديه القدرة أن يأتي بسائق لعائلته، ولديه بنات وزوجة لهنّ متطلبات تحتاج إلى التوصيل من مدارس ومستشفيات وغيرها، فبصراحة كان من المنطق أن أعطيهم رخصة قيادة لمدة سنة، ولكن الأنظمة لم تكن تسمح، فأعطيته ترخيص قيادة لولده لمدة عام، وبعد أن أعطيناهم التراخيص لهذه الأعمار ازدادت الحوادث، فأوقفت التراخيص لمن هم في هذه الأعمار، فقام من لديه هذه التراخيص برفع شكوى، وكان جوابي لهم الاعتذار، وبيّنت أن التمادي في الخطأ هو الخطأ في حد ذاته، والعودة إلى الحق هي الصواب في اعتقادي، وأني أريد منهم أن يخرجوا من مكتبي وهم غاضبون ومتحاملون عليّ، ولكن لا أريد أن آتي لهم أو لغيرهم وأعزيهم في أولادهم عن خطأ أنا أقترفه. فالإنسان له حق الاجتهاد، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر ومن أجتهد وأصاب فله أجران، ولسنا معصومين من الخطأ.
تنقلتم من حائل إلى المدينة إلى جهاز الاستخبارات إلى منصبكم الحالي، كيف تصف علاقاتك مع أهالي منطقتي حائل والمدينة؟
نعم علاقات جيدة جداً، وإلى الآن أنا على تواصل معهم وهم كذلك، وبصراحة هذا اليوم الذي أحاوركم فيه، لديّ بعد حواركم لقاء مع بعض من أهالي حائل. فكانت تجربة ثرية في حائل، وليس عليّ إلا الدعاء لهم، لأنهم أعانوني على خدمتهم وكانوا صبورين عليّ.
وأنا الحمد لله لم أكن بتلك القسوة، ولكن كنت صريحاً، وهم فهموا وقدروا ذلك، ومن سيقرأ الحوار من أهل حائل، خصوصاً رؤساء اللجان في مجلس المنطقة سيعرفون ماذا أقصد ممّا قلته لهم أمام الأمير نايف يرحمه الله. ولكن لن أبوح لكم به.
من خلال ما قرأنا في سيرتكم، أنكم تحبون القراءة ولديكم مكتبة، ما نصيب الكتاب من وقت النائب الثاني مع كثرة المهام وتعددها؟
نعم كنت كذلك، ولكن بعد تسلّمي للاستخبارات وإلى ما بعدها، قلّت قراءتي للكتب بحكم ما أقرأه من جهات أخرى.
وما معدّل قراءتكم يومياً؟
عندما كنت في حائل والمدينة كل زملائي الذين إلى جانبي لم يشاهدوني في اجتماعنا اليومي بعد المغرب بدون حملي كتابا، أما الآن فقلّ ذلك كثيراً.
الأمير مقرن بن عبد العزيز لديه الكثير من العلاقات مع المواطنين، وله الكثير من الصداقات، وهذا من لطفكم وتواضعكم وتزورون العلماء في منازلهم وتزورون أعيان البلد، هذه الزيارات والعلاقات ماذا استفدتم منها؟ وماذا تعني لكم؟
تعني لنا الكثير، فأولاً نحن كلنا مجتمع واحد، وثانياً عندما تكون في أي مكان ولديك مسؤوليات معيّنة ويأتي خادم الحرمين الشريفين ويقول يا أصحاب المعالي الوزراء، أنتم خدم وأنتم مستأجرون لخدمة هذا المواطن، فإذا لم نكن نعرف هموم المواطن فكيف سنخدمه، فنحن لا نؤمن بالوقوف في برج عاجي ونقول إن كل شيء على ما يرام، ولكن عندما يأتي المواطن ويتحدث عن همومه الفعلية نستطيع خدمته، وأستغل هذه الفرصة لمطالبة زملائي أصحاب المعالي الوزراء بالخروج في التلفزيون والإعلام للناس، لأن هناك مغالطات كثيرة، وهناك أشياء كثيرة تحدث في البلد، ولكن معظم المواطنين وحتى جزء من المسؤولين لا يعرفون الأرقام الحقيقية، فعلى سبيل المثال أتمنّى على "مجلتكم" مقابلة وزير التربية والتعليم والردّ على من يتحدث عن نقص وقصور في المدارس، وبالفعل لدينا نقص بسبب ما أسمّيه انفجاراً سكانياً، وكذلك اتساع الرقعة السكانية، فعليكم سؤاله كم يستلم من مدرسة جديدة يومياً ومبنى حكومي على مدار الأعوام الماضية والقادمة.
هل لكم جولات سرية في جدة أو في أي منطقة تحلّون فيها، جولات تنظرون فيها لأوضاع المنطقة وتنقلونها لخادم الحرمين الشريفين؟
نعم لا أخلو من ذلك، والدين النصيحة، فقد أشاهد أشياء لم يشاهدها أي من المسؤولين ونتبادل الآراء حيال ذلك.
كيف هو جدول النائب الثاني اليومي؟
أنا من الناس الذين يقومون مبكراً، وأعمالي اليومية كانت تتوقف عند المنصب الذي كنا نشغله، فإمارات المناطق لها برنامج وكذلك الاستخبارات، وفي نهاية الأسبوع كان لديّ مزرعة لها برنامج.
في المواقع التي تقلّدتموها، ما أقربها إليكم؟
هذا السؤال فيه إحراج نوعاً ما، ولكن بلا شك أن الوقت الذي أمضيته في حائل وأصبحت بيني وبينهم عشرة وليست علاقة حاكم ومحكوم، وكذلك علاقتي مع أهل المدينة كانت ممتازة.
اسمح لي أن انتقل بكم لمحور اقتصادي، كيف يرى النائب الثاني مستقبل اقتصاد المملكة؟
تمتلك السعودية -وبحمد الله- بنية تحتية اقتصادية قوية، كما أن لديها تنوعاً واسعاً في الموارد، وقد سمعنا عن التقرير الصادر أخيراً عن "باركليز كابيتال"، الذي أشار إلى أن المملكة حققت ثاني أسرع نموّ اقتصادي ضمن دول مجموعة العشرين.
كل هذا يطمئننا إلى أن المستقبل واعد -بإذن الله- في ظل قيادة حكيمة تسعى لتحقيق التنمية الحقيقية، وبدعم شعب مُحب لبلاده ويمتلك طموحاً وعزيمة لا تضعف تجاه المزيد من التقدم والتطور والنمو.
مع مهامكم الحالية، ما نصيب الأسرة من جدول الأمير مقرن بن عبد العزيز؟
أميل كثيراً إلى الأجواء العائلية والأُسرية، لذا فإنني عوّدت نفسي على ضرورة قضاء جزء من وقتي مع عائلتي وأبنائي، لأنني "صدقاً" أستمتع بهذه الأجواء التي أشعر خلالها بارتياح نفسي كبير ولله الحمد.
ما حلم النائب الثاني الذي يتمنى تحقيقه؟
حلمي بالفعل أن أرى بلادي السعودية، وهي تُحافظ دوماً على مكانتها في مقدمة الدول من النواحي الاقتصادية والاستقرار والتطور المستمر.
الأمير مقرن والأسرة
يميل الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رغم مشاغله الرسمية إلى الأجواء العائلية والأسرية، فهو يخصص وقتا كافيا للعائلة، ويجد المتعة والارتياح في تلك الأجواء، حيث لم تمنع انشغالات الأمير مقرن المختلفة من تخصيص وقت كافٍ لعائلته، والتي تتكون من الأبناء فهد، عبد العزيز، فيصل، تركي، منصور، وبندر، وبناته مضاوي، مشاعل، عبطاء، لمياء، جواهر، وسارة، وزوجة الأمير الأميرة عبطاء بنت حمود بن فهد الرشيد.
علي المقبلي من جدة
رابط الخبر بصحيفة الوئام: الأمير مقرن في حواره مع مجلة «الرجل»: المليك لا يتصنع والأمير سلمان مستشاري الأول


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.