المدينة المنورة – واس أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله تعالى , قائلا إن طاعته أقوم وأقوى , حاضا جموع المسلمين على التزود بالتقوى للآخرة, لأن خير زاد هو التقوى. وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة اليوم أن الدنيا في تقلب أحوالها الكثيرة يدرك قدرها ويعلم سرها فمن وثق بالدنيا فهو مغرور ومن ركن إليها فهو مثبور فقصر مدة الدنيا بقصر عمر الإنسان فيها , و أن عمر الفرد يبدأ بساعات وبعد الساعات الأيام وبعد الأيام الشهور وبعد الشهور الأعوام ثم ينقضي عمر الإنسان على التمام. وأوضح فضيلته أن الإنسان لا يدري ماذا يجري بعد موته من الأمور العظام , وأن عمر المخلوق لحظة من عمر الأجيال , موردا قول الحق تبارك وتعالى :"إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ" ، وقوله عز من قائل : "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ". وتابع فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي قائلاً : إن الله تعالى أخبرنا بقصر لبث الناس في قبورهم إلى بعثهم للحساب , وأن هذه المدة الطويلة كساعة, قال جل من قائل :"وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ"، وقوله تعالى :"وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ"، وقوله تبارك وتعالى في محكم التنزيل :"فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ" وقال فضيلة الشيخ الحذيفي : فما عمرك أيها الإنسان في ساعة وما نصيبك من هذه الساعة , فطوبى لمن فعل الأعمال الصالحات و هجر المحرمات ففاز برضوان الله في نعيم الجنات خالداً في اللذات مع المتقين بجوار رب العالمين , وويل لمن اتبع الشهوات وأضاع الصلوات والواجبات فهلك في الدركات مع الكافرين. وحث فضيلة الشيخ الحذيفي كل من أطغته صحته فعصى وأفسده فراغه فلهى وفتنه ماله فتردى واتبع هواه فهوى وغره شبابه فنسي البلى ومن جرأه على ربه فسحة الأجل وبلوغ الأمل حتى اختطفه الموت , أن يرجع إلى ربه ويتوب وأن يستيقظ من الغفلة المطبقة ويستجيب وأن يعتبر بالقرون الخالية والمساكن الخاوية كيف صاروا أثرا بعد عين وخبرا بعد عز , مذكرا بأنه في إقبال عام وإدبار عام عبرا, حتى ينتهي الأجل وينقطع الأمل مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أكثروا ذكر هادم اللذات فإنه ما ذكر في كثير إلا قلله ولا في قليل إلا كثره ) وقوله عليه السلام ( كفى بالموت واعظاً). ودعا فضيلة الشيخ الحذيفي المسلمين إلى العمل لدار الخلد التي لا يفنى نعيمها ولا ينقص ولايبيد موردا قول الحق تبارك وتعالى: "ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ"، وقوله تعالى وقوله الحق : "مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ". وختم فضيلته خطبة الجمعة بالقول إن الله فتح أبواب الرحمة بفعل الخيرات و ترك المنكرات فلا يغلق أحد على نفسه باب الرحمة بمحاربة الله بالذنوب قال تعالى : "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ".