صبحتها والخير في أسمائها مسيتها والنور ملء سمائها حبيتها بجلالها وكمالها وبميمها.. وبكافها.. وبهائها وغمرت نفسي في أقاصي ليلها فخرجت مبتلاً بفيض بهائها وطرقت ساحات النوى حتى ظمئت إلى ثمالات الهوى فسقيت روحي سلسبيلاً من منابع مائها ذاك بعض ما قاله محمد الثبتي في قصيدته الجميلة (الرقية المكية) قصيدة تشركنا مع حجاج بيت الله العتيق اليوم وهم يقفون في عرفة حيث تتجلى أهداف الحج العظيمة ومنها هذا التواصل الروحي بين من يتحسسون حجارة عرفة إن قيمة هذا اليوم تتجلى لكل مسلم حج أو أقام ففضل الله يعم الجميع فلا تحثوا بعضكم على التباكي وسامح الله من دعا إلى ذلك ومن أعاد إرسال مثل تلك الرسائل التي تشوه ارتباطنا واتصالنا بخالقنا وتحيطه بالكذب الذي يمر على المخلوق ولكنه لا يمر على الخالق الغني الحميد وصخوره وبيننا نحن هنا وفي كل مكان يركع فيه المسلمون ويسجدون ويبتهلون بالدعاء. فيغمرنا بهاء مكة وتسقى أرواحنا من خيرات هذا اليوم العظيم منذ أن يتعالى صوت المؤذن فجراً إلى أن يرتفع معلناً انقضاء يوم جللتنا فيه رحمات ربي مع كل تسبيحة وتكبيرة ومع كل ركعة وسجدة ويتغلغل فينا العطاء الإلهى في كل لحظة نستشعر فيها ظمأ عروق الجسد من عطش الصيام وابتلالها بما يروي الروح من ذكر ودعاء. هناك في عرفة يقف الحجاج جماعات وأعدادا غفيرة ونحن هنا كذلك نجتمع في كل مكان ولكننا جميعاً في النهاية ننسى كل ما حولنا ومن حولنا ونغيب في لحظة تجل وانفراد مع الله العظيم نتوسل القبول ونرجو الرحمة والمغفرة ويا لها من رحمة عظيمة. رحمة إلهية تكفر سنة انقضت وأخرى ستبدأ. إله عظيم رحيم يفتح لنا أبواب غفرانه في كل حين بالقرب من بيته أو في أقاصي البقاع. ويمطر علينا سحائب رحمته. ولا يحزنني إلا أناس يشكون في هذه الرحمة العظيمة فيتواصون عبر رسائل ساذجة بالبكاء والتباكي وهم بين يدي الله!! أيخدعون الله أم يخدعون أنفسهم؟! بلى هم كذلك فماذا يريد الله بالتباكي وبدموع مجلوبة!! فالدموع بين يدي الله وفي لحظة حج روحية تتكرر كل يوم إن لم تكن صادقة فلا خير في جلبها وإظهارها أمام الناس. لا يهم أن يقول الناس فلان صام وصلى وذكر ربه ففاضت عينه بالدمع لأن المهم أن يصدق المرء مع ربه فهو الذي يعلم ما تخفي الصدور. إن قيمة هذا اليوم تتجلى لكل مسلم حج أو أقام ففضل الله يعم الجميع فلا تحثوا بعضكم على التباكي وسامح الله من دعا إلى ذلك ومن أعاد إرسال مثل تلك الرسائل التي تشوه ارتباطنا واتصالنا بخالقنا وتحيطه بالكذب الذي يمر على المخلوق ولكنه لا يمر على الخالق الغني الحميد فأفيقوا أيها المتباكون فصلتك بربك ليست بحاجة لدمعة مصطنعة بل لكلمة صادقة تخرج من أقصى نقطة في روحك ولا يعلم بها الله. اللهم تقبل من الحجاج حجهم واحفظهم من كل شر وأعدهم إلى أهلهم وديارهم سالمين غانمين وتقبل منا صالح الأعمال وتجاوز برحمتك عن سيئها.