عمل بالصحافة.. التي تعد عشقه الأول، حتى وصل إلى كرسي «رئيس التحرير»، ورغم تولي عدة مناصب في مجال الإعلام والعلاقات العامة، إلا أن كتاباته تتميز بذكاء التناول وموسوعية الثقافة، فهو ذو قدرات فذة قادرة على السباحة الماهرة في الثقافة والفنون، يسعى لنشر الثقافة بالمملكة لإيمانه بأنها مفتاح التقدم، يقدم الدعم المعنوي قبل المادي للمبدعين من أبناء المملكة، اتسمت حياته بالدأب الشديد والحرص على متابعة كل جديد، لهذا السبب تم اختياره رئيسا لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، وتم تكريمه ليكون عضو لجنة التحكيم بمسابقة الفيلم العربي القصير بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي. إنه سلطان البازعي، الذي التقته «اليوم» على هامش مهرجان الإسكندرية الدولي، ليكون هذا اللقاء. ما دور الجمعية في دعم الموهوبين في مختلف الفنون؟ وماذا عن السينما؟ جمعية الثقافة والفنون السعودية مسئولة عن احتضان المواهب الجديدة، بهذا المعنى فهي تقوم باستقبال كل الموهوبين القادرين أو الراغبين فى تقديم العمل الفني في مجالات الفنون التشكيلية والبصرية والرسم والتصوير والمسرح والتصوير والفنون الشعبية والخط العربي، وذلك بالاحتفاظ بالمواهب طوال أربعين عاما منذ تأسيس الجمعية. في قضية السينما تحديدا الموهوبون السعوديون قاموا بأعمال كبيرة جدا تجاوزت موضوع الرعاية التي تقدمها الجمعية أو الجهات الرسمية مثل وزارة الثقافة والفنون، لذلك ظهرت أعمال سينمائية مهمة جدا في مختلف المحافل وفي واحد من الامثلة العظيمة منها فيلم «وجدة» للمخرجة هيفاء المنصور.. قدمت فيلما روائيا طويلا، قدم ورشح لمسابقة الأوسكار،حيث عرض الفيلم قضية مأساوية للمرأة السعودية في إطار إجتماعي، فنحن فخورون بهذه المواهب ووجودها على الساحة الفنية، وسعيد بمشاركة المملكة بفيلمين في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، الأول فيلم «كيرم» للمخرج حمزة طرزان، وهو يتناول حكاية رجل كبير في السن، يعيش وحيدا في منزله ويلعب «الكيرم» تلك اللعبة الشعبية ليشغل وقت فراغه، ويبدأ في تخيل شخص آخر يلعب معه مطالبا إياه بنسيان همومه وعدم الاستسلام لحزنه وحنينه الجارف تجاه ابنته، والفيلم الثاني «جدة ملتقى الثقافات والحضارات» للمخرج السعودي ممدوح سالم، تتناول قصته خمس شخصيات من دول وثقافات مختلفة وكيفية تعايشهم في مدينة جدة كمدينة حضارية وثقافية تتوافر بها أطياف ثقافية متنوعة. هل الجمعية يمكن أن تقدم دعما لإقامة مهرجان سينمائي سعودي؟ أقيمت عدة مهرجانات للسينما داخل المملكة للافلام التسجيلية والافلام الروائية القصيرة واعتقد أن هناك استعدادا لتكثيف هذا العمل، حتى الان لم يتم ذلك في خطة الجمعية اقامة مهرجان فني دولي، ولكن ما زلنا في مرحلة الدراسة لإقامة مهرجان فني يوضع على الخريطة الدولية. سعوديون يشاهدون ويعرضون أفلامهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونحن فخورون بالمستوى الذي وصلت له الافلام السعودية ما دوركم في دعم الحركة الثقافية بالمملكة؟. الحركة الثقافية يتناولها أكثر من جهة والجمعية واحدة من هذه الجهات وتظل وزارة الثقافة والإعلام كمظلة رئيسية وتوجد اندية أدبية في مختلف مناطق المملكة، جمعية الثقافة والفنون لديها ستة عشر فرعا بأنحاء المملكة، والاندية الأدبية ستة عشر ناديا أدبيا، ونسعى كجمعية لاقامة علاقة تعاون مع الاندية الادبية، حتى لا تكون التقاطعات إساءة للحركة الثقافية بل تكون إضافة للحراك الثقافي. هل جمعية الثقافة والفنون تساهم في طباعة الأعمال الأدبية؟ الاندية الادبية تقوم بطباعة كتب ومجلة شهرية، أما الجمعية فهي تقدم الدراسات النقدية للحركة الفنية في الموسيقي والمسرح ومختلف الفنون. كعضو لجنة تحكيم ما رأيكم في الاعمال السينمائية المشاركة بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي؟ الظاهرة هذا العام في مهرجان الإسكندرية أن هناك عملية حضور لحالة الربيع العربي، وثورة الياسمين موجودة كموضوعات في الأفلام وهذا مؤشر رائع.. اولا أعتقد أن السينما في العالم العربي تقوم بعكس هذه الظاهرة، ثانيا تقوم السينما بدور قيادي في تكوين الإنسان العربي الجديد في حالة ثقافية جديدة. وهذا دور مهم تقوم به السينما الان. ما رأيك في الأعمال السعودية المشاركة في المهرجان؟ أتمني التوفيق لها ولا أستطيع التعليق بصفتي عضو لجنة تحكيم، وسوف أمتنع عن التصويت في حالة عرض أفلام سعودية ولكن متفائل من المستوي الذي قدم من السينمائيين السعوديين. متي يستطيع الفيلم السعودي غزو الدول العربية؟ المشكلة الأولى عدم وجود دور عرض سينمائية للجمهور السعودي، ولكن البديل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، فالسعوديون يشاهدون ويعرضون أفلامهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونحن فخورون بالمستوى الذي وصلت له الافلام السعودية عبر الرواد مثل المخرج عبدالله محاسن، الذي قدم مجموعة من الأفلام الراقية، وصولا للمخرجة هيفاء المنصور المرشح فيلمها لجائزة الأوسكار، والتي حصلت على عدة جوائز تقديرية في مهرجانات «فينسيا ولندن وفرنسا ودبي «، وأكبر إنجاز للمخرجة هيفاء المنصور، أنها قامت بتصوير فيلمها بالكامل في الرياض والاستعانة بفريق عمل من الفنانين السعوديين. ما دوركم في دعم فكرة إنشاء دور عرض؟ جمعية الثقافة والفنون السعودية مجتمع مدني وليست صاحبة قرار، وأتمنى من الجهات المسئولة الموافقة على إنشاء دور عرض دعما للسنيما السعودية. ما رأيكم في مهرجان الإسكندرية السينمائي هذا العام؟ مهرجان الإسكندرية السينمائي من المهرجانات العريقة ورقم 29 يثبت حضوره في خريطة المهرجانات الدولية، والاهم إقامة المهرجان في هذا التوقيت الحرج من تاريخ مصر يعد تحد ومواجهة للتطرف والارهاب، ويثبت للعالم ان مصر آمنة تحت أي ظروف وأنها ما زالت حية وقلبها ينبض بالفن والإبداع. ما الخطة المستقبلية لجمعية الثقافة والفنون السعودية؟ نأمل كمجلس إدارة أن نقدم عملا مؤسسيا يساعد الجمعية على الانطلاق في المستقبل أولا: قررنا أن نكون آخر مجلس يتم تعيينه، والمجالس القادمة منتخبة وهذا هو العهد الذي قدمناه للمجتمع الثقافي والفني بالسعودية، إذا استطاعنا تأسيس هذا العمل صنعنا أرضية جيدة للعمل الثقافي والفني وتمكنا للوصول وتحقيق الهدف. ثانيا: تقدم الجمعية كافة الدعم للشباب والشابات العاملين في مجال السينما، من حيث الدعم المعنوي، ونحن مستعدون لتقديم الدعم لهم عبر فروعنا الستة عشر بأنحاء المملكة، بدءا من ورش العمل والدورات المتخصصة في فنون السينما المختلفة إلى الدراسات النقدية.