استهدف اعتداء بسيارة مفخخة قنصلية السويد في بنغازي شرق ليبيا الجمعة في فصل جديد من الفوضى الامنية السائدة هناك بعد خطف رئيس الحكومة علي زيدان لفترة وجيزة الخميس في عملية وصفها أمس بأنها «محاولة للانقلاب على الشرعية». وصرح المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الامنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي العقيد عبدالله الزايدي لفرانس برس ان «سيارة مفخخة انفجرت ظهر الجمعة امام مبنى القنصلية السويدية في منطقة الفويهات في مدينة بنغازي، ما أدى الى انهيار ضخم في مبنى القنصلية وخلف اضرارا مادية جسيمة فيه وفي بعض المباني والسيارات المجاورة». واضاف انه «لم تسجل اية حالات وفاة او اصابات بجروح بالغة كون المبنى كان خاليا من الموظفين بسبب اجازتهم»، لافتا الى ان «الطريقة التي تم تفجير المبنى بها هي ذاتها التي تم بها تفجير محكمة شمال بنغازي ومبنى فرع وزارة الخارجية بالمدينة». وتقع قنصلية السويد وهي من البعثات الدبلوماسية النادرة التي لا تزال تفتح أبوابها في بنغازي، في حي الفويهات قرب قنصلية مصر التي استهدفها ايضا اعتداء بالمتفجرات في اغسطس. وفي الشهرين الماضيين تعرض مبنى محكمة شمال بنغازي ومبنى فرع وزارة الخارجية في مدينة بنغازي الى استهداف بسيارات مفخخة. وتعرضت في المدينة عدة مصالح غربية وقنصليات لاستهداف من قبل مجهولين ما خفض عدد البعثات في المدينة التي كانت معقلا للثورة عام 2011، وخصوصا بعد الهجوم على مبنى القنصلية الاميركية في سبتمبر 2012 والذي ادى الى مقتل اربعة اميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز. وتشهد مدينة بنغازي انفلاتا امنيا واسعا منذ اعلان تحرير ليبيا من طغيان معمر القذافي، وينعكس هذا الانفلات من خلال عمليات الاغتيالات والانفجارات التي تستهدف مباني حكومية ودبلوماسية بالاضافة الى شخصيات عسكرية وامنية وناشطة سياسيا واعلاميا. وكان رئيس الوزراء علي زيدان قال لتلفزة «الفرنسية 24» مساء الخميس بعيد الافراج عنه ان وراء خطفه «مجموعة سياسية كل همها الاطاحة بالحكومة». وقال هذه «المجموعة السياسية لا اريد ان اسميها، لكنها المجموعة السياسية الوحيدة التي تسعى للاطاحة بالحكومة بالقوة، بالديموقراطية، بدون الديموقراطية، بأي شيء، وسأسميها في المؤتمر الوطني العام وسأتحدث عنها وسأسميها في الداخل، لا اريد اسميها الان لاسباب لا اريد ذكرها». والاعتداء على قنصلية السويد يأتي بعد اعلان اعتقال ابو انس الليبي القيادي في تنظيم القاعدة من قبل قوة اميركية خاصة في طرابلس ما أثار غضب مجموعات من الثوار السابقين واحزاب سياسية واحرجت الحكومة الليبية التي اعتبرت الامر «عملية اختطاف» مؤكدة انها لم تتبلغ مسبقا بها. والثلاثاء طلبت السلطات الليبية من الولاياتالمتحدة تسليمها فورا ابو انس الليبي. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في اكتوبر 2011 تحاول السلطات الانتقالية جاهدة اعادة فرض الامن في البلاد وسط تكثف المجموعات المسلحة المختلفة. وهذه المجموعات المسلحة شكلت بغالبيتها من ثوار سابقين حاربوا نظام معمر القذافي في 2011.