ارتفعت حصيلة الاغتيالات التي شهدتها مدينة بنغازي الليبية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية الى أربعة من المدنيين والعسكريين. وبعد اغتيال الناشط السياسي عبد السلام المسماري عقب خروجه من صلاة الجمعة يوم أمس الأول توالت التصفيات الجسدية لثلاثة آخرين، حيث أغتيل آمر مكتب الدفاع المحلي والتدريب بقاعدة بنينة الجوية سابقا العقيد المُتقاعد سالم السراح. كما اغتيل مدير مركز شركة منطقة اجخرة العقيد خطاب عبد الرحيم الزوي خلال تواجده بمدينة بنغازي، فيما أغتيل أحد عناصر مركز شرطة الفويهات بالمدينة نفسها. وبلغت حصيلة عمليات الاغتيال التي تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بالنظام السابق 62 حالة بدءا من اغتيال رئيس أركان الجيش الليبي بعد الثورة اللواء عبد الفتاح يونس. ورغم هذا الرقم لم يتم القبض على أي شخص حتى الآن ممن يقومون بمثل هذه الأعمال. وقد دفع هذا الأمر وزير العدل صلاح المرغني إلى التهديد بتقديم استقالته من منصبه إذا لم تكشف التحقيقات عن مرتكبي الاغتيالات. وتوجه المرغني إلى بنغازي لمتابعة التحقيقات في الاغتيالات الأخيرة بنفسه. إثر ذلك قام متظاهرون صباح أمس السبت بالهجوم على مقر حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين الليبية في بنغازي وتخريبه. كما تظاهر أمس مئات في شوارع بنغازي لادانة اغتيال المسماري وضابطين في الجيش. ويتهم المتظاهرون الاسلاميين بالوقوف وراء اغتيالات استهدفت عشرات الضباط خصوصا في بنغازي مهد الثورة التي اطاحت نظام معمر القذافي في 2011. وفي طرابلس تجمع مئات الاشخاص في وقت مبكر من صباح أمس في وسط العاصمة "تضامنا مع بنغازي" وضد الاخوان المسلمين. وتدفق المتظاهرون على ساحة الشهداء بعد صلاة الفجر وهم يرددون "دم الشهداء لن يذهب سدى". في غضون ذلك رفض رئيس الحكومة الليبية على زيدان اتهام أي جهة بالمسؤولية عن عمليات الاغتيال. وقال في كلمة وجهها لليبيين عبر قناة ليبيا الوطنية فجر أمس "نحن لا نريد أن نلقي الاتهامات في أي اتجاه". واعتبر أن عمليات الاغتيال التي وصفها بالإجرامية "ارتكبت لتعيق الثورة ومسارها في بناء الدولة ونشر الفوضى في البلاد وإجهاض مشروعها الوطني في بناء دولة القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان والعدل والحرية".