منذ زمن طويل، وقبل إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي، كان هناك إجماع واتفاق غير مكتوب بين دول الخليج فيما يخص الاحترام المتبادل بينها، وخاصة في وسائل الإعلام، حتى بعد تطور تكنولوجيا الإعلام. فقد كانت دول الخليج لا تعلق على أي قرار سيادي أو سياسي أو اقتصادي او اجتماعي تتخذه أي دولة خليجية. وإضافة إلى ذلك كانت جميع قرارات الدول الخليجية المنفردة دائما ما تحرص على ألا يكون في قراراتها الفردية أي تبعات سلبية على دولة خليجية أخرى. وبمعنى آخر، كانت دول الخليج متحدة حتى قبل أن يكون هناك مجلس تعاون. وكانت الشعوب ولا تزال في دول الخليج بينها احترام متبادل، وتشابه في العادات والتقاليد. ما هو السبب الذي يدفع كاتبا سعوديا بالكتابة في صحيفة قطرية عن أشياء قد لا تتماشى مع سياسة وتوجهات دولته، وفي نفس الوقت فإننا نجد أن الصحافة في المملكة دائما سباقة بالوقوف مع أي دولة خليجية في أي ظرف طارئ، وتبتعد عن إثارة أي ضجة فيما يحدث لأي دولة خليجية، وتحترم قراراتها. وبعد بدء البث التلفزيوني لقناة الجزيرة، كان هناك شد وجذب إعلامي، فقد كان بثها شيئا جديدا على المنطقة، وتعلم ماذا يريد المشاهد، ولكن في الآونة الأخيرة بدأت تخرج لنا أقلاما سعودية تكتب في الصحافة القطرية عن أمور يمس بعضها توجهات دولة خليجية أخرى، وهذه المقالات من الممكن أن يكون لها ردود فعل أقل لو أن الكاتب السعودي كتبها في جريدة سعودية كتعبير عن رأي، ولكن المحير في الأمر أن الكاتب سعودي والجريدة قطرية، ولكن المقال يمس دولة أخرى، وهذا شيء محير فيما يخص الهدف من ذلك، وقد رأينا سذاجة واضحة في المقالات، فأي قارئ بسيط بإمكانه معرفة ماذا يحتوي المقال حتى لو لم يقرأ المقال، أي أن توجه المقال معروف سلفا، وهذا يطرح تساؤلا كبيرا عن المغزى من كتابة المقال، خاصة إذا لم تكن هناك مناسبة لكتابة المقال لكي يعكس الحدث. وكذلك فإن المقالات التي يكتبها الكتاب من المملكة في الصحافة القطرية تقريبا كلها يصب في مجال واحد، و هو انتقاد بعض الأمور في بعض الدول الخليجية أو العربية. وأنا لا أتحدث عن الكاتب السعودي الذي ترك أرض الوطن ويعيش خارجه، لأن أجندته معروفة سلفا وتجرده من وطنيته معروفة للقاصي والداني، ولكن ما هو السبب الذي يدفع كاتبا سعوديا بالكتابة في صحيفة قطرية عن أشياء قد لا تتماشى مع سياسة وتوجهات دولته، وفي نفس الوقت فإننا نجد أن الصحافة في المملكة دائما سباقة بالوقوف مع أي دولة خليجية في أي ظرف طارئ، وتبتعد عن إثارة أي ضجة فيما يحدث لأي دولة خليجية، وتحترم قراراتها. إن من يكتب من الأقلام السعودية في الصحافة القطرية عليها علامات استفهام. تويتر: @mulhim12