سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تركي السديري : لسنا مستعدين للملاكمة ...ولكننا جاهزون للتفاهم والتعاون
نشر في الحياة يوم 23 - 06 - 2009

أكد رئيس هيئة الصحافيين السعوديين، رئيس اتحاد الصحافة الخليجية ورئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري أن صحيفته شاركت مشاركة إيجابية في تطوير جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال البرهنة الدقيقة في معالجة أخطائها في وقت سابق، وقال: «هدفنا من ذلك هو تصحيح الأوضاع التي كانت تسير عليها، وبدأت الآن تتغير إلى الأفضل منذ تسلم الشيخ عبدالعزيز الحمين رئاستها».
واعتبر إن رئيس الهيئة الجديد قادر على أن يأخذها إلى أوضاع أفضل من السابق بكثير، وأن علاقة رجال الهيئة ومسلكيتها بدأت تتغير نحو الأفضل.
ولفت السديري الذي جدد له أخيراً رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية أنه تم الاتفاق على ضرورة تبادل زيارات الإعلاميين الخليجيين لدول الخليج، من أجل تمكينهم من أن يكونوا على دراية كاملة بتكوين المجتمع الخليجي، مؤكداً أن صحافة الخليج تعمل دوماً على مساندة مجتمعها الواحد في عدم الانقسام إلى فئات حزبية أو طائفية. وأوضح رئيس هيئة الصحافيين في حوار مع «الحياة» أن الهيئة هوجمت خلال الفترة الأخيرة بانتقادات غير واقعية، وأن المطالبات بخفض أجور خطوط الطيران والسكن ووجود غطاء صحي ليست من أهداف الهيئة، لأنها ليست جمعية «خيرية» على حد وصفه.
وحول موقف الهيئة من حادثة قذف الزميلات الإعلاميات في أحد مواقع الإنترنت قال: «الهيئة تابعت ذلك وطلبت من وزارة الإعلام أن يتم التخاطب مع الجهات الرسمية الأخرى لكي لا تترك الأجواء لكل من هب ودب لتكرار هذا الحدث». مؤكداً أن موضوع شكوى الزميلات ليس مجرد شكوى إنما «جريمة بحد ذاتها».
وكشف رئيس تحرير «الرياض» أنه بات يشعر بالإرهاق من العمل الصحافي، وأن نظرته له ليست نظرة استمرار دائم، مؤكداً أنه لن ينسى تعامل خادم الحرمين الشريفين معه شخصياً، ولن يرد له الجميل إلا أن يعطي المهنة كامل وقته وجهده... إلى نص الحوار:

بداية نبارك لكم التجديد لرئاسة اتحاد الصحافة الخليجية أخيراً، وكيف تصفون نشاط هذا الاتحاد وما قدمه للصحافة الخليجية منذ إنشائه وحتى الآن؟
- الحقيقة أنا قريب من ثلاثة اتحادات وهي اتحاد الصحافة العربية وهيئة الصحافيين السعوديين واتحاد الصحافة الخليجية، وأعتقد أن الأخير هو أقرب هذه الاتحادات إلى إيجابية العمل من حيث نوعية برامجه التي اعتمدت للتنفيذ خلال فترته الأولى، وأن هناك أشياء مهمة أنجزت في مدة زمنية بسيطة، كما أن الاجتماعات المتواصلة التي كانت تعقد كانت تأتي للتخطيط إلى مرحلة مقبلة تخدم الصحافة الخليجية.
ولعل المعتمد في المجلس الجديد هو إعطاء الصحافة الخليجية شيئاً من الخصوصية من حيث تقريب مفاهيم العمل كمجتمع خليجي واحد، وكذلك الابتعاد عن مساوئ ما تقع فيه بعض الصحافة العربية الأخرى، بحيث تكون مهمة الصحافة الخليجية هي مساندة المجتمع الخليجي في عدم الانقسام إلى فئات أعمال حزبية أو طائفية أو تخاصم بعضها بعضاً، وإنما التأكيد على أن نعمل بشكل دائم على تقريب وجهات النظر وتوثيق المجتمع الخليجي وليس إلى خصوماته.
كما أنه من ضمن ما تم في هذا الصدد كانت هناك فكرة أن تنتقل فئات صحافية من دولة خليجية إلى أخرى للعمل فيها لبعض الوقت من أجل التعرف على المجتمع الخليجي بشكل كامل ولم يعتمد ذلك، ولكن تم الاتفاق على أن تكون هناك زيارات متبادلة تعريفية للدولة التي سيزورها الوفد الصحافي، ويطلع من خلالها على كل خصوصيات البلد المضيف، وأن يكوّن الوفد صورة كاملة عنها خلال فترة زيارته. بحيث يكون في النهاية الصحافي الخليجي على دراية كاملة بما يدور في المجتمعات الخليجية، وألا يكتفي بالمعلومات العامة المشاعة للكل. وتم الاتفاق أيضاً على أن يتم تبادل الزيارات خلال هذا العام بأكثر من زيارة، وكذلك إقامة دورات تدريبية خاصة للصحافيين الخليجيين، وهي دورات ليست تقليدية، وأن ينحصر التدريب فيها بما يختص بوسائل التقنية الحديثة.
وأنا أدرك أن كثيراً من المؤسسات الصحافية في الخليج حالياً وفرت أعلى وسائل التقنية المستخدمة في مجال الصحافة، ولدينا في صحيفة «الرياض» جهاز خبراء مهمته اختصار المسافات في الأداء الوظيفي، ومثل هذه الأمكنة التدريبية الموجودة في المؤسسات ستقام فيها دورات التدريب بالنسبة إلى اتحاد الصحافة الخليجية، وأيضاً سيكون هناك تكريم لرواد الصحافة، واتفقنا أن يكون كل موسم خاصاً بدولة معينة حتى لا يكون فيه شيء من الخلط.
كيف تنظرون إلى مستوى الصحافة في الخليج مقارنة مع الصحافة العربية من ناحية المضمون والمحتوى «التحريري»؟
- أعتقد الآن أن الصحف الخليجية إذا تم قياسها مع الصحف العربية تعتبر هي الأفضل، ولا مجال هناك يدعو للشك في ذلك، وأنها الأفضل من جميع النواحي، وكل ما كان يقال في الماضي عن تطور الصحافة العربية كان مجرد كلام قديم... والآن تغيّرت الحال لأن الصحافة الخليجية إذا أتينا إلى نوعية التحرير وإلى نوعية الإمكانات المتاحة أو وسائل الطباعة، أو القدرات المالية التي منعتها من البحث عن معونات من قوى غير معروفة أو ليست معلومة، هذه كلها إيجابيات موجودة أكثر مما هي موجودة في الصحافة العربية.
وما زلت أتذكر أنه قبل 45 عاماً تقريباً، كانت قصائد الشعر والأدب تنشر في الصفحة الأولى بالصحف الخليجية، وكان التوجه أدبياً كاملاً، ولم يكن هناك في ذاك الوقت اهتمام سياسي أو اقتصادي أو رياضي أو اجتماعي.
ولو نظرنا إلى ال 15 عاماً الماضية، فسنجد أن الصحافة الخليجية أصبحت في المركز الأول، وعليك أن تقارن بين أبرز صحيفتين عربيتين وأخريين خليجيتين، فستجد الصحف الخليجية أفضل ليس من ناحية الشكل، وإنما من ناحية المحتوى، ونوعية الكتّاب ونوعية التوجه المهني.
كما أن الصحف في الخليج ليست لديها ميول معينة تعادي أخرى، وليست لديها شبهة فيمن يموّلها، بل لها موازنتها السنوية الخاصة بها، ولديها قدرتها الإعلانية، وبالتالي هي الممول الذاتي، لكن هناك في بعض الصحف العربية لو توقف التمويل المجهول عنها أيام، لما استطاعت أن تصدر.
إذاً مرتبة الصحافة السعودية بالنسبة لزميلاتها من الصحف الخليجية أين تضعها؟
- لا أعتقد أن هناك تباعداً كبيراً بينهما، لأن من ينظر للصحف الخليجية، فسيجد ان جميعها تصدر في مستويات ممتازة، وأنها بكرت في تقدمها. وصحافة الكويت مثلاً كانت قبل 30 عاماً تقريباً هي من تنافس الصحف اللبنانية والمصرية، بينما حالياً تقدمت عن هذه المرحلة، وتقدمت معها الصحف الخليجية الأخرى.
هيئة الصحافيين
بالنسبة ل «هيئة الصحافيين السعوديين» كيف تنظر لحالها اليوم بعد سنوات من إنشائها؟ وكيف ترد على «سياط» النقد التي تعرضت لها أخيراً من أبنائها الصحافيين أنفسهم، الذين طالبوها بالتقدم وحمايتهم وتقديم المحفزات المشجعة لهم؟
- بكل صراحة هناك توجهان خاطئان تم التعامل بهما مع هيئة الصحافيين، الأول يكمن في مطالبة بعض الزملاء غير المتفرغين أو غير الرسميين ببعض المطالبات غير الواقعية، والعضو غير المتفرغ في العرف العالمي لا يعتبر موظف صحيفة، لأنه يعمل متعاوناً، وحقوقه في التأمين والوظيفة المرجعية فيها جهته الأولى «غير الإعلامية» التي يعمل فيها.
وبالتالي يعتبر غير كامل العضوية، ومشكلتنا عند تأسيس الهيئة أن هذا العدد الكبير «غير المتفرغ» أصبح يطالب بأن يكون متفرغاً في العضوية، وقلنا تفرغوا في المهنة وسنقبلكم، ولكن إذا كنتم متعاونين مع الصحيفة، فلن نمنحكم العضوية الكاملة حتى تتفرغوا، وهي النقطة التي أثارت ضجة كبيرة وسخطاً ومطالبات.
ولكن لم يكن من الممكن أن نعدل في قرارنا هذا لأننا لو عدلنا، معنى ذلك أن نوقف نمو التفرغ، ومع الأسف هناك مؤسسات ضخمة وكبيرة ولها مكانتها أمام الرأي العام نسبة السعوديين المتفرغين فيها قليلة جداً وهذا خطأ.
التوجه الآخر للنقد الذي كان يوجه للهيئة، كان يعتمد على المطالبات غير الموضوعية أي أول ما تكوّنت الهيئة وبعد شهرين تقريباً، ارتفعت المطالب وتساءلت هذه المطالب أين تخفيضات خطوط الطيران، وأين توفير التأمين الصحي وتخفيضات السكن وغيرها.
والحقيقة يجب أن يعرف الجميع أننا لسنا جمعية خيرية وليست هذه أهدافنا، فهاتان القضيتان أثيرتا بشكل كبير وهما ليستا جوهريتين أبداً، لأننا لسنا مستعدين للملاكمة مع أي طرف، لكننا مستعدون للتفاهم وتمرير الأمور، كما أننا لا نملك مشروعية قانونية في أن نطبق العقوبات على أحد، بل نساعد في إنهاء ذلك الخلاف، وفي حال تعرض عدد من الصحافيين لفصل تعسفي أو قرار ظالم، من حقهم علينا أن نقف معهم في «الهيئة»، ولكننا لا نملك قراراً بمعاقبة الطرف الآخر.
وأؤكد لك أنه لم يأتنا أي شكوى أبداً ولم تصلنا قضايا بمعنى القضايا والهيئة ستتعامل معها بجدية حتى لو يصل الأمر إلى تكليف محامٍ خاص تتكفل نفقته «الهيئة» من أجل حل القضية، وأتذكر أنه جاءت لنا قضية ضد مؤسسة صحافية مقامة من عدد من المحررين في وقت سابق فكتبنا من الهيئة للمؤسسة الإعلامية وردوا علينا بمبررات، والمعاملة أساساً رفعت إلى وزارة الإعلام ووزارة العمل وديوان المظالم وقبل أن تصلنا، ونحن نقوم بالمتابعة على ذلك.
وهناك من يرى في وجود رؤساء التحرير داخل عضوية الهيئة خللاً إدارياً بينما قرابة نصف الأعضاء ليسوا رؤساء تحرير، ثم هل مهمة الهيئة قيادة المحاكمات؟!
قضية قذف الزميلات الإعلاميات التي حصلت في إحدى مواقع الإنترنت.... إلى أين وصلت في «الهيئة»؟
- «الهيئة» قدمت خطاباً لوزارة الثقافة والإعلام تطلب فيه ليس اتخاذ قرار بهذا الخصوص فقط، وإنما تطالب فيه التخاطب مع الجهات الرسمية مثل وزارة الداخلية أولاً وهيئة الاتصالات والجهات المعنية الأخرى لإيجاد ضوابط لذلك.
ولكي لا تترك الأجواء لكل من هب ودب لأنه قد يأتي إنسان فاقد للثقافة وأن يكون تأهيله ضعيف ويتأثر بما يكتب بصحف أجنبية أو مواقع ضد المملكة ومن ثم تجده يستعمل اللغة نفسها إن لم يستعملها مع الدولة أستعملها مع جهات وأشخاص آخرين.
وموضوع شكوى الإعلاميات ليست مجرد شكوى إنما جريمة بحد ذاتها، لأن الاتهام كان بسبب أنهم يمارسون تصرفات إباحية وغير مسؤولة واستعمال المخدرات والكحول وهذا لا يتم في أي دولة عدد «البارات» فيها أكثر من المساجد فكيف يوجد في بلدنا الذي فيه جميع المحرمات ممنوعة. وكيف اطلع هذا الشخص على هذه المعلومات.
الاستقلالية عن الوزارة
يتردد أن «تركي السديري» أبطل مفعول قرار كان صدر لوزير الإعلام السابق إياد مدني بعد أن طالب الوزير بأن يكون نصف أعضاء مجلس إدارة «هيئة الصحافيين» مشكلين من الوزارة؟
- كان هناك اقتراح من الوزارة بشأن تعيين 3 أشخاص لكن نحن طبعاً رفضناها في «الهيئة» وقلنا إذ أرادت الوزارة أن تعين عضواً في الهيئة أو عشرة أعضاء فلتتسلم الوزارة الهيئة وتدير العمل فيها، ونحن سنخرج منها. وأبلغناهم من طريق وكيل الوزارة عبدالله الجاسر أن مرجعيتنا هي ليست وزارة الثقافة والإعلام وإنما مرجعيتنا هو اتحاد الصحافة العالمي. ونعتقد بأن وجودهم لن يضيف شيئاً لأن الملك فيصل - رحمه الله - لما أسس الصحافة في المملكة وهو عندما أوجد نظام المؤسسات جعلها أنظمة مستقلة، نظام مجلس الإدارة مجلس العمومية انتخاب رئيس التحرير مع أنها كانت مرحلة بدايات والآن أصبحت في مرحلة ازدهار وكان مع ذلك المؤسسات هي التي تدير نفسها وليست الوزارة.
كانت هناك دراسة أكاديمية أعلنت قبل سنوات عدة أكدت أن صحيفة «عكاظ» هي الصحيفة الأولى في السعودية ولم تتطرق هذه الدراسة إلى صحيفة «الرياض».... ما تعليقك على هذه الدراسة وما مدى منافستكم مع «عكاظ»؟
- بالعكس الدراسات التي هي أصلاً دراسات صحيحة وقدمت أكاديمياً معظمها أعطت «الرياض» الأولوية بينما صحيفة «عكاظ» دأبت منذ 20 عاماً على نشر استفتاءات تقول فيها إن «عكاظ» هي الصحيفة الأولى، ولكن أين أجريت الاستفتاءات وأين الأمكنة التي تم التعامل معها وكم عددها ومن الذي أجراها؟ لا نعرف!
وأنا أعرف أن هناك مكتباً يعمل فيه عمالة من جنسيات عربية عدة يمنحونك التقرير الذي تريده بمبلغ مالي، وبعضهم تقدم لنا في «الرياض» وزارني في المكتب وعرضوا ذلك علينا ورفضت، وموضوع الاستفتاء هذا نشر في «عكاظ» مرات عدة وعلى سنوات ولم نرد عليهم أي رد، لأننا نعرف أن ردنا مطلوب ممن يريد أن يشكك فينا حتى يرد علينا من جديد وندخل في متاهات معه.
أيضاً هناك إعلانات تلفزيونية تقول هذا الكلام ولا نأبه بها، لأن القارئ هو الحكم وهو الذي يعرف مكانة الجريدة من خلال التوزيع ونسبة الإعلانات فيها، والمعلن بطبيعة الحال ليس «غبياً» بل هو أذكى من يتعامل مع الإعلام فلا يذهب إطلاقاً إلا لمن هو أكثر انتشاراً.
وأريد أن أعيدك إلى آخر موازنات مالية نشرت، ففي «الرياض» تنشر بالتفاصيل وبدقة وبعض الصحف تأخذها مجرد رقم صامت من دون إيضاحات وموعدنا معهم آخر هذه السنة الحالية.
الصحافة وهيئة الأمر بالمعروف
علاقة صحيفة الرياض مع «هيئة الأمر بالمعروف» البعض يقول إنها علاقة هجومية انتقادية وتصيّد للأخطاء من طرف واحد وهي الصحيفة... ما تعليقك؟
- أعتقد أننا شاركنا مشاركة إيجابية لتطوير جهاز الهيئة ومتابعة أخطاء وسلبيات الهيئة، تعاملنا معها بكثير من التعقل وليس التشهير لإسقاط الحجج التي كان بعض «المتطرفين» يدعونها لكي يبرروا تصرفاتهم، وتعاملنا معهم بكثير من البرهنة الدقيقة على الخطأ ومن ثم التعقل في المعالجة بحيث انها لا تعطي هجوماً متبادلاً بين طرفين.
وربما في الهيئة كان في السابق هناك أشخاص يتمنون تبادل حالات هجوم حتى انهم اتهموا الصحيفة بأنها تعمل ضدهم لكن هذا لم يمارس أبداً. وما تمت ممارسته هو مجرد تصحيح أوضاع الهيئة وأعتقد أنه في وجود الشيخ عبدالعزيز الحمين حالياً رئيساً عليها يعطينا طمأنينة كبيرة جداً بأن أوضاعها ستتغير بل فعلاً بدأت تتغير للأفضل وتغيرت مسلكيتها وعلاقتها مع الناس تماماً، وذلك لأن الشيخ الحمين قادر على إعطاء أشياء كثيرة لأنه رجل ثقافته كبيرة ومتنوعة ورجل يعي حقائق أوضاع مجتمعه ويعي تماماً مخاطر الاحتكاكات الاجتماعية الموجودة في المجتمعات الأخرى فيجب أن نتجنبها وهو رجل رفيع في ثقافته وفي تعليمه ورؤيته الاجتماعية وقادر على أن يأخذها «الهيئة» إلى أوضاع أفضل بكثير من السابق إن شاء الله.
يقال إن «تركي السديري» قاتل من أجل إيجاد إمبراطورية مالية أكثر من إيجاد صحيفة مؤثرة.... فما قولك؟
- من يقول هذا لا يعرف الحقيقة، أنا شخصياً آخر من يعلم بالأمور المالية في المؤسسة ولا أتدخل في ذلك لأنه ليس لدي ثقافة اقتصادية بل العكس يأتوني معلنين وأمنحهم تسهيلات وأفاجأ في ما بعد برفضها.
ولم يكن لي أي سبب في رفع القدرة المالية في صحيفة «الرياض»، لكن مكانة الصحيفة ونوعية الكتاب هما من يجلب ذلك، لأننا في الصحيفة لا نعتمد على كاتب مهمته الشغب أو التعليق على الخبر بشكل استفزازي حتى يتوافر لنا الانتشار مثل ما هو موجود في بعض الصحف، ولم نعتمد على السلبية والخوف من مواجهة المواقف الخاطئة مثل ما هو حاصل في بعض الصحف «النائمة».
نحن تعاملنا بكثير من التعقل ولدينا مجموعة من الكتاب ليسوا موجودين في صحف أخرى، وكذلك أوجدنا ملحقاً «اقتصادياً» يومياً متكاملاً لإشباع القراء بالمعلومة الاقتصادية.
الوتر الوطني
يتردد أن صحيفة «الرياض» لعبت على الوتر الوطني من خلال اسمها واستفادت من ذلك؟ وهناك من يصف مقال تركي السديري أنه يعبر عن وجهة نظر الدولة أو الرأي الرسمي في السعودية... ما ردك؟
- هناك انطباع أن صحيفة «الرياض» تسمى الصحيفة شبه الرسمية لكن هذا ليس سبباً وإنما السبب أن «الرياض» قريبة من القرار الحكومي في التعامل معه، إضافة إلى وجود انطباع آخر في خارج المملكة قبل 10 أعوام تقريباً كانوا يعتقدون فيه أن الصحف في السعودية مملوكة للدولة بما فيها «الرياض».
ولو تلاحظ أنني ليس لدي متابعة لمشكلات الدولة حتى أكتب عنها، ولكني لست في الوقت نفسه مختلفاً معها، بل أنا على توافق معها تماماً وطبيعة وضع مجتمعنا والمشكلات التي لدينا تستلزم أن نكون متعاونين مع الدولة لتذليل المشكلات الموجودة. ولكن هذا لا يعني وجود رابط بما أكتبه أو بما تكتبه الصحيفة في الدولة، لأن هناك بعض المواقف التي نختلف بها مع الدولة وهو اختلاف مشروع ومقبول على سبيل المثال النزاعات حول حقوق المرأة والهيئة والبطالة وفرص العمال وكلها تبنيناها تبنياً شديداً وصارماً في الرياض.
حضور هاشم عبده هاشم للكتابة اليومية في الصحيفة فسره البعض أنه ارتخاء أو «انهزامية» من هاشم بعد معركة تنافسية شديدة مع تركي السديري إبان ما كان رئيساً لتحرير «عكاظ»؟
- أعتقد أن هذا التصور خاطئ، لأنه ليس هزيمة فيها لأحد على أحد، لأن هاشم له مكانته وهو أحد بناة الصحافة السعودية ولا أحد ينكر هذا أبداً، وأخلاقياً كان يجب على «عكاظ» أن تفرد له مقالة على صدر صفحتها الأولى بعد مغادرته لها، لأنه أحد الذين بنوها، وأنقذوها من الأزمة الطاحنة التي تعرضت لها وكادت أن تنهار منها، وهاشم هو من أعادها لمكانتها ولكيانها. وربما تكون له أخطاء أختلف فيها معهم، ولكن الذي لا ينكره أحد من الإعلاميين الذين عاصروا تلك المرحلة أن هاشم هو من أعاد لعكاظ وضعها ورفعها من الدرجة الرابعة إلى المنافسة على المرتبة الأولى، كما أن «هاشم» عمل على تطوير ثلاث صحف واستحدث ملاحق رياضية في المدينة وجاء للبلاد وهي في منتهى التعب، وعمل على استعادتها ثم انتقل بعدها لعكاظ ثم خلصها من الظروف السيئة التي كانت بها، حتى استطاع أن يخلق لها اسماً منافساً، وكان يجب أخلاقياً أن يحتفظ به ككاتب في صحيفته لأنه ليس كاتباً عادياً.
ولكن هل كان يحرجك؟
- لا، بالعكس التنافس معه تنافس شريف وجيد، وكل واحد يعمل لمصلحة صحيفته، لكن لم نكن نحمل ضغينة ضد بعض أو نسيء لأحد.
أطروحات الصفحة الأولى للرياض ذات صبغة سياسية وبعيدة عن القارئ المحلي.... هل هناك توجه لزيادة الأخبار المحلية عليها؟
- هذا الكلام كان موجوداً قبل 6 أشهر تقريباً، وكان الخبر السياسي متصدراً، إضافة إلى ازدحام الإعلانات في الصفحة الأولى وهو ما أبعد الخبر المحلي، ومنذ أشهر أعيد وضع أهمية الخبر المحلي من جديد للصفحة الأولى.
ما الصحيفة التي تخشاها في منافسة «الرياض»؟
- الكل أحترمهم لكن لا أخشاهم أبداً.
أجندة خاصة
يتردد أن لتركي السديري أجندة خاصة تفرض على توجه الصحيفة؟
- لا ليس صحيحاً، لأنه من امتيازات صحيفة الرياض أنها ليست صحيفة رئيس التحرير وأنه تحصل أشياء في الصحيفة وتطور حالياً وليس لي فيها علاقة، ولدينا توزيع مسؤوليات لدينا قرابة 8 أشخاص قياديين ومستوى مرتباتهم مرتفع لا تقل عن حدود ال35 ألف.
وفيه إشغال لوظائف مهمتهم قيادة الصحيفة، وأنا على فكرة في السنوات الأخيرة لست متابعاً دقيقاً لما ينشر في الصحيفة، وجزء كبير من أيام الشهر أكون فيه خارج مدينة الرياض، فوجودي ليس هو الذي يحرك الصحيفة لكن تعدد صلاحيات من يديرون العمل هو الذي يحرك إيجابيات الأداء اليومي.
يتردد في بعض الصحف العربية أن الصحافة في السعودية لم تنجب شخصاً بمقومات الصحافي المصري محمد حسنين هيكل وأن مجرد من أنجبوهم هم صحافيون سيدفنهم الزمن بعد فترة؟
- من حسن حظنا أننا لم ننجب شخصاً مثل هيكل، لأنه أشهر كاتب عربي وفي الوقت نفسه هو أشهر كاذب عربي، وهو مولع برواية أشياء عن ناس أصبحوا أمواتاً بحيث لا يردون عليه، وتكلم عن الملك الحسن والملك حسين وتكلم عن الملك فيصل حتى وصل الملك عبدالعزيز.
وجميع كلامه ينقصه التوثيق، وهو دأب دوماً على أن يخترع الأشياء ويصدقها، وهيكل من الناس الذين لعبوا على تحوير مفاهيم الوعي العربي وغش الوعي العربي، وذلك عندما كانت الناصرية في عز مجدها كان هو يروج لمفاهيمها، حتى أسوأ حرب دخلوها العرب عام 1967 وصفها هيكل بال«النكسة»، ومع الأسف هناك صحافيين في دول عربية مرموقة تجد توجههم دوماً ضد الصالح العام دائماً يخدمون أغراض فيها كثير من الشبهات.
«تركي السديري» كيف يصنف نفسه هل هو إسلامي أم ليبرالي أو وسطي؟
- هذه التسميات أطلقوها البعض على نوعية كيف يفكر بعض الناس وأنا تصنيفي لنفسي أنني «تركي السديري» ابن هذه المنطقة الذي عاش بؤسها وسعادتها وشاهد على انغلاقها الشديد وانفتاحها وأنا مع توجهات الانفتاح والوعي وسمني ما شئت ليبرالي أو تقدمي أو أي أسم، ولكنني لست إسلامياً منغلقاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.