ينتظر الكثير من عشاق الأصفر عودة فريق كرة القدم بنادي النصر إلى مكانه الطبيعي ليكون مزاحماً على البطولات وأحد المرشحين لها ومنافس قوي وصاحب حضور مقنع يرضي عشاقه وهو حق مشروع لهذه الجماهير بأن يحقق فريقها جزءاً من طموحاتها ويعيد لها ذكريات الزمن الجميل فهناك تفاؤل وأمانٍ وفي نفس الوقت هناك واقع وميدان، والإنجازات تحتاج إلى جهد وعمل وتحضير وتكاتف من الجميع وتقديم مصلحة النصر ككيان له اسمه وقيمته قبل أي شيء. بالتأكيد تضع تلك الجماهير يدها على قلبها وتتعامل مع المعطيات بحذر ليس لعدم ثقتها بالفريق بقدر ما هو خوف من هاجس الفترة السابقة ومدى تأثيرها والتي شهدت تعثراً فنياً وإدارياً وصل في كثير من الأحيان إلى حد الإخفاق إذا جاز التعبير هذا من جهة ومن جهة أخرى إدراك الجمهور لوجود منافسين لن تكون مقارعتهم بالأمر اليسير، فالطريق طويل وشائك ويحتاج إلى التعامل مع الأمور بواقعية فالفريق الآن بحاجة ملحة إلى أن يدار بعيداً عن كل المجاملات لأي طرف أو جهاز وليكون العمل أكثر احترافية في كثير من الأمور والتعاملات، ورفع شعار البقاء للأصلح، ولتلتفت تلك الجماهير لخلق الاستقرار في فريقها ولتتمسك بمن تثق به وبدعمه وحبه وإخلاصه. فالجماهير الآن لا تريد تلك التصريحات الرنانة وسئمت أيضاً من إطلاق الوعود لها بان العمل مكتمل وأن النصر يسير في الطريق الصحيح من غير وجود حقائق ودلائل تبرهن ذلك وتطمئنها. باختصار الجمهور طال انتظاره وهو جمهور محب ومخلص ووفي ومؤثر وعاشق لدرجة الجنون لفريقه، وله طموح ولديه ثقة بالفريق وهو بحاجه الآن أكثر من أي وقت مضى لبطولة كبيرة تكون بداية لعقد متجدد من الإنجازات وليست بطولة نهاية مطاف وحفظ لماء الوجه ومن بعدها يعود الفريق للدوامة من جديد. حقيقة لا أحد ينكرها بأن النصر فريق كبير وكيان له حضوره قدم الكثير للكرة السعودية وتواجده بتلك الصورة التي عانى فيها وعانت معه جماهيره خلال السنوات الأخيرة أمر يقلق محبيه ويثير التساؤلات، فنظرياً يفترض بأن النصر لا ينقصه شيء ليبتعد كل هذا البعد عن البطولات، فلديه الإمكانات والمنشآت والمواهب والجماهير، ولكنه بحاجة لمراجعة حساباته ولم الشمل والتكاتف والعمل كفريق واحد متحد يداً بيد ليتخطى هذه المرحلة وليكون النصر هو الهم الأول والأكبر والأوحد لهم.