تشكل مشكلة الطلاق لدينا أزمة تستحق الاهتمام، ذلك أن نسبة الطلاق مرتفعة في مجتمعاتنا الخليجية، فقد بلغت النسبة 40% في بعض الاحصاءات، وهذا جرس إنذار للمهتمين بشئون المجتمع بأن هناك أزمة تحتاج الى حل سريع. هذه الأزمة تشير إلى خلل بنيوي في المجتمع، هذا الخلل موجود عند الشباب والفتيان ومن يحيط بهم من الآباء والأمهات، خلل في التصور والتفكير، فدعونا نلق ضوءاً على هذا الخلل. ما المقصود من الزواج لدينا في الإسلام؟ المقصود منه تكوين أسرة تقوم على الحب والمودة والرحمة، قال تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة». زوجين يجمعهما المودة والرحمة يهدفان الى انجاب اولاد لتربيتهم تربية صحيحة، هذه أهم مقاصد الزواج. فإذا عرف الشاب والفتاة هذا المقصد وسعيا إليه تحقق ذلك المقصد، أما إذا لم يعرفا هذا فمن هنا تنشأ المشكلة، فإذا لم يعرف الشباب لماذا تزوج وما هدفه من الرواج؟ وإذا لم تعرف الفتاة لماذا تزوجت وما هدفها من الزواج؟ فهنا تحدث المشكلة. بعض الشباب قد يبحث عن الجمال فيركز اهتمامه على مقاييس الجمال عند شريكة العمر ويهمل الجوانب الأخرى كالخلق والدين والذكاء.. فإذا تزوج قد يسعد أياما بهذا الجمال لكنه قد يكون وبالاً عليه اذا لم يحط بهذا الجمال خلق ودين فتكون نهايته الى الطلاق!!!. وبعضهم يفاجأ بأن زوجته غير مؤهلة لأعمال البيت وأنها كانت في بيت أبيها تعتمد على الخدامة فيكون ذلك سبباً في الخلاف فيتطور إلى الطلاق!!. وبعضهم يتزوج ليرضي والده او والدته من غير اعتبار لنفسه فيتزوج قريبته ليرضى أهله وهو شيء جميل لكن إذا لم تكن الزوجة مناسبة له فحينئذٍ قد تقع المصيبة ويقع الطلاق. وكذلك الفتاة اذا كان العريس ابن عمها او قريبا لها فوافقت عليه لمجرد ذلك دون اعتبارات اخرى خاصة بها فستكون بينهما مشاكل قد تنتهي بالطلاق!!!. شبابنا في حاجة أن يسأل نفسة لماذا أتزوج؟ ومن الزوجة التي تناسبني؟ ما مواصفاتها؟ وكذلك الفتاة عليها أن تسأل نفسها نفس الأسئلة. إن الزواج عبارة عن اختيار الشريك الذي لديه القدرة والاستعداد لمشاركتك الحياة بحلوها ومرها، ولذلك يجب أن يكون اختيار الزوج او الزوجة على هذا الأساس، انها مسئولية تحتاج الى تفكير وسؤال وبحث حتى يجد الشاب الفتاة التي تناسبه وتجد الفتاة الشاب الذي يناسبها. فإذا كانت البداية صحيحة وأقيم الزواج على تصور سليم وصحيح فإن نسبة الطلاق تقل في مجتمعنا. إن المتأمل في المشاكل الزوجية ومشاكل الطلاق يجد أنها تمثل عائقاً من عوائق التنمية لأنه لا تنمية من غير استقرار اجتماعي ومجتمعنا في ضوء نسبة الطلاق الحالية غير مستقر اجتماعياً ومن هنا لا بد من التفكير الجاد في هذه المشكلة. إن جمعيات تنمية الأسرة مدعوة للنظر في حل اسباب المشكلة وليس لحل ظاهر المشكلة فنحتاج الى حل الاسباب لا الى حل مظاهر المشكلة وبالله التوفيق.