إن الأخبار والإعلانات الاقتصادية هي بلا أدنى شك الوقود الذي يحرك الأسواق صعودا وهبوطا بقيم يمكن أن تكون ملحوظة لدى المتعاملين في تلك الأسواق ولكنه وعلى الرغم من ذلك فإن التحليل الفني يستطيع من خلال سلوكيات المتعاملين الكبار وطريقة رسمهم للرسم البياني من خلال تداولاتهم تعطي انطباعا واضحا وتفسيرا لحركة ما بعد الإعلان فقد نجد أن الأسعار قد نتج عن تحركها السابق نموذج إيجابي واضح ولكنه ينتظر ساعة الصفر للانطلاق واختراق المقاومات الرئيسية منها والفرعية وكذلك بكسر الدعوم وهو غالبا ما يحدث أثناء خروج الإعلانات والتصريحات الرئيسية والتي تكون متوقعة بشكل مسبق من خلال رصد ذلك عن طريق التحليل الفني والذي لا أعتقد أنه يمكن استنتاجه إلا من خلاله حيث إنه يرصد سلوكيات المتعاملين على المدى القصير والمتوسط والطويل الأجل ولكل منهم إطار زمني يستطيع المحلل الفني أن يعمل عليه ويحدد التوجهات القادمة بكل بساطة وبعيدا عن التعقيدات التي يرسمها البعض فيضيع بينها وتأتي الفرص وتذهب وهو لا يزال محتارا في اتخاذ قراره الاستثماري. اليورو مقابل الين استطاع اليورو تخطي مقاومة شرسة كان يقبع حولها منذ أسابيع طويلة أمام الين الياباني وكان ذلك مدعوما بسبب صعود اليورو بشكل عام ووجوده بالقرب من مستويات المقاومة المذكورة والواقعة على مناطق 133.48 ين لكل يورو والمتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق مما ساعد في اختراقها والإغلاق أعلاها وتحديدا عند مستويات 134.31 أي فوق المقاومة بثلاثة وثمانين نقطة مما يعطي انطباعا إيجابيا أن الاختراق لم يكن ضعيفا وأن الكثير من أوامر وقف الخسارة قد تفعلت وكما نعلم ان تلك الأوامر عبارة عن أوامر عكسية أي أنه بيع للين وشراء لليورو وهو ما يدفع الأسعار للصعود بشكل سريع مع ارتفاع الطلب على العرض وهو ما ينتج عنه الانفلات السعري الذي نتحدث عن احتمالية حدوثه مع كل اختراق لمستويات المقاومة الرئيسية ... إن اختراق مستوى المقاومة يحولها حسب القواعد التي يقوم عليها التحليل الفني إلى دعم وبالتالي فإن أي أمر شرائي فوق ذلك الدعم يجب أن يرافقه أمر لوقف الخسارة أدنى منه تحسبا لأي انعكاس طارئ قد يحدث في سير الزوج خصوصا وإن علمنا أن الزوج منطلق في موجته الصاعدة الحالية من مستويات الأربعة وتسعين ين لكل يورو إلى أن وصل إلى مستوياته الحالية دون عمليات تصحيح تذكر إنما هي جني أرباح يدفع بالزوج للدخول في مسار جانبي ومن ثم يكمل صعوده وعليه فإن الخوف الأكبر ألا تصل الأسعار إلى مستويات المقاومة التالية عند 139.20 والتي يليها مستويات المقاومة الأشرس بأي حال والواقعة على مناطق 142.09 والمتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه ... لذا يجب على المتعامل أن يكون أكثر حذرا في تعاملاته مع هذا الزوج. الاسترليني مقابل الين تذكيرا بما ذكرناه منذ فترة طويلة حول ترجيح الوجهة الصاعدة للجنيه الاسترليني صعودا أمام الين الياباني فإنه قد بدا ذلك جليا من خلال التداولات التي نشهدها في الوقت الراهن فبالعودة إلى تداولات الزوج نجد أنه افتتح تداولاته الشهرية الحالية عند مناطق 152.86 وانطلق صعودا بشكل واضح واستمر في ذلك إلى أن وصل إلى أعلى مستوياته خلال الأربع سنوات الماضية يوم الخميس الماضي حيث تمت التداولات على مستويات 159.96 قبل أن يتراجع قليلا في ذلك اليوم قبل الإغلاق واستكمل تداولاته التصحيحية في اليوم الأخير متراجعا عن مستويات القمة ب 89 نقطة حيث أنهى تعاملاته عند مستويات 159.07 ين لكل جنيه استرليني وهو ما قد يدفع الكثير من المتعاملين للشراء بصدد كسب بعض الأرباح خصوصا وإن علمنا أن مقاومته الأولى حاليا تأتي عند مستويات 163.06 والمتمثلة بالضلع العلوي للمسار الجانبي الذي يسير به الزوج منذ ما يقارب الخمسة أعوام ومن ثم يليها مستويات المقاومة الرئيسية عند 169.32 والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والموضح بالرسم البياني المرفق ، ولكن يبقى السؤال الأهم حاليا هل تعتبر المناطق الحالية مناطق دخول شرائي واضح أم أن الدخول كان يجب أن يكون بالقرب من مستويات الدعم الرئيسي له حاليا حول مناطق ال 150 ين لكل جنيه إسترليني؟ إن هذه التخبطات والحيرة في اتخاذ قرار الشراء عند تلك المستويات سوف يدفع المتعامل ثمنه فيما لو قرر أن يكون دخوله عند هذه المستويات فالأسعار في مناطق الوسط ونسبة الربح للخسارة كبيرة مما يستدعي التعامل بكل حذر وفق إدارة مالية صحيحة للمحفظة الاستثمارية في حال التفكير بالشراء والذي لا أنصح به الآن رغم اعتقادي أن للصعود بقية ولكن أصول وقواعد التداولات تقول غير ذلك. حالة الذهب افتتحت أسعار أوقية الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 1333 دولارا لكل أونصة ومن ثم انطلقت هبوطا إلى أن وصلت إلى مستويات 1291 دولارا حيث تعرضت لموجة شراء كبيرة دفعته باليوم ذاته إلى الارتفاع والإغلاق عند 1363 دولارا وذلك في يوم الأربعاء الماضي ومن ثم استكملت الأسعار صعودها في يوم الخميس إلى أن وصلت إلى 1375 قبل أن يتعرض الذهب إلى موجة بيع كبحت صعوده أيضا وأعادته في يوم الجمعة الماضي إلى مستويات إغلاقه الأخير عند 1325 دولارا لتكون الحصيلة النهائية لتداولات الأسبوع الماضي تراجع أسعار أونصة الذهب ثمانية دولارات فقط وهو ما لم تصل نسبته إلى واحد بالمائة من أسعار الافتتاح ، ويعزي الكثير من المتابعين هذه السلوكيات إلى تحسن النظرة العامة للأوضاع الراهنة في المنطقة العربية واحتماليات التدخل العسكري الأمر الذي دفع الكثيرين إلى طلب الذهب رغبة منهم بحفظ أموالهم على شكل أصول يسهل حفظها من الضياع، إن إغلاقه الحالي عند هذه المستويات يعطي انطباعا إيجابيا على الرغم من سلبيته التي يسير بها منذ أربعة أسابيع حيث إنه يقبع الآن فوق حاجز الدعم الرئيسي الحالي له والواقع على مستويات 1300 دولار لكل أوقية والمتمثل بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق وعليه فإن الكثير من المتعاملين قد يدفعهم ذلك إلى الشراء مع كل اقتراب للأسعار من مناطق الدعم مع الاحتفاظ بوضع أمر لوقف الخسارة أدنى من مستوى الدعم المذكور.. وقد ذكرنا ذلك في مقالات تحليلية سابقة على أهمية وضع أمر وقف الخسارة دون مستوى الدعم ببضعة دولارات وهو فعلا ما حدث حيث وصلت الأسعار إلى تسعة دولارات فقط دون مستوى الدعم قبل أن يعود في ذات اليوم ويغلق أعلاه ويحقق أرباحا بلغت لمن خرج عند مستويات إغلاق ذلك اليوم قرابة الستين دولارا في كل أونصة وهو ما نسبته 4.5 بالمائة في يوم واحد وهي نسبة أرباح جيدة جدا للمتعاملين في أسواق المال العالمية... كما نعلم جيدا أنه لن يتوفر دخول جيد عند مستويات دعم أو مقاومة رئيسية كل يوم فغالبا ما تمر فترة ليست بالقليلة لاختبار أحد المستويات الرئيسية والتي يجب على المتعامل أن يكون يقظا لالتقاط مثل هذه المستويات عند أدنى مستوى من المخاطرة.