ابتعد نجم المنتخب السعودي ولاعب نادي الوحدة والهلال سابقا الدولي احمد نيفاوي عن المشهد الرياضي كثيرا حتى بات منسيا رغم أنه كان احد افضل نجوم جيله، يمارس الآن عشقه من خلال الإشراف على أكاديمية «تطوعية» تكونت على أحد ملاعب أمانة العاصمة المقدسة المنتشرة في ضاحية الشرائع، أتى إليها على استحياء في بادئ الأمر لمراقبة أبنائه ضمن مجموعة الناشئة التى تمارس كرة قدم عشوائيًا في مكان منظم فقرر نيفاوي الإشراف عليهم، التقينا به واستعدنا معه ذكريات حياته عبر حواره واليكم الجزء الاول من حديثه.. هناك سؤال تقليدي في حوارات النجوم دائما (أين بدأت ممارسة كرة القدم!!؟)، لكننا نرغب الخروج عن هذا السؤال التقليدي ونمنحك مساحة لتعرف القراء من هو أحمد نيفاوي أولا؟ - احمد نيفاوي عاشق النادي العريق «الوحدة» لان العشق سبق الممارسة، ثم لاعبا في صفوفه، وأنهيت علاقتي بعالم كرة القدم في النادي الكبير الذي يعد عشقي الثاني «الهلال» هذا تعريف باختصار، وتوقفت عن الكرة مبكرا مجبرا بعد الإصابة، رغم أنه كان بمقدوري الاستمرار لفترة طويلة لولا الإصابة. وأين ومتى بدأت ممارسة كرة القدم ومن الرجل الذي تدين له بالفضل بعد الله في اكتشافك؟ - بدأت ممارسة الكرة رسميا في نادي الوحدة شبلا، وقد تم اكتشافي عندما كنت ألهو مثل كل الأطفال بكرة القدم، وكان اللاعب الكبير حامد سبحي ضمن من يلعبون في حيّنا «المسفلة» في فريق «صقر الجزيرة» وهناك زميله معتوق سليم الدين وقام بدور الكشاف الذي قدمني للنادي. وهل هناك مقابل للتسجيل في صفوف الوحدة، أم العشق يلغي المطالبة المادية؟ - «لا» في ذلك الزمن كنا ننتظر أن تتاح لك فرصة التسجيل في صفوف النادي وكان العرض أقل من الطلب لذلك كان التسجيل «مجانا» دون مقابل. لكن من المعروف أن الطفل عندما يكون في سن مبكرة يجد المعارضة من أسرته، ألم تجد ان هذا الأمر يقف في طريقك للنادي؟ - بالعكس وجدت معارضة كبيرة من الأسرة وهذه المعارضة لم يقصد منها الحرمان أو خلافه لكنهم كانوا يقدمون التعليم على اللعب وفي حسبانهم أن لعب الكرة يتعارض مع مواصلة التعليم بالشكل الصحيح، لكن نجحت في مواصلة لعب الكرة وتغلبت على منع الأسرة. وكيف استطعت تغليب رغبتك على أوامر منعهم لك من ممارسة الكرة أو الالتحاق بالنادي؟ - أولا تسهيل من رب العالمين إضافة إلى جهود أخي غير الشقيق «طاهر التوم» الذي كان يقنع الوالدة والأسرة بضرورة السماح لي بممارسة الرياضة وكرة القدم هي الرياضة الأولى في ذلك الوقت وبذلك نجحت في تخطي حاجز المنع. وكيف استطعت التوفيق بين الدراسة وممارسة الكرة؟ - لم يكن لعب الكرة يتعارض كوني عندما بدأت في الفئات السنية كان اللعب في جله على مستوى المنطقة وكانت المباريات قليلة جداً لذلك لم أجد تعارضا بالشكل المؤثر. ذكرت في بداية حديثك أنك بدأت لاعبا في الوحدة وأنهيت مشوارك في نادي الهلال كيف انتقلت من الوحدة إلى الهلال؟ - نعم بدأت لعب الكرة في الوحدة مبكرا وعبر الفئات السنية ولعبت له وعشت اجمل سنوات عمري، واختتمت مشواري في معقل البطولات نادي الهلال، وقصة انتقالي بدأت عندما عينت في الرياض وانا العب في الوحدة وبعد الزواج صعب الأمر علي فطلبت من إدارة الوحدة تنسيقي من أجل الالتحاق بأحد أندية الرياض، فطلبوا منى اللعب معهم لمدة موسم حتى العودة إلى الدوري الممتاز، ولوجود عدد كبير من المدافعين حولني المدرب من قلب دفاع إلى مهاجم «رأس حربة» لكن الطريف أنني لم أسجل إلا هدفا واحدا خلال موسم كامل رغم انني المهاجم الأساسي وحتى الهدف سجل في مرمى الأنصار ومن «انبراشة» مدافعين. لكن لماذا التحقت بالهلال رغم وجود أندية أخرى في الرياض أم هناك عرض وطلب قبل التنسيق من الوحدة؟ - أبدا ليس هناك أي عرض أو طلب، ولم أكن اخطط للذهاب إلى أي ناد لكن بعد التنسيق سجلت في الهلال لكون جميع رفاقي وأصدقائي هم من الوسط الهلالي جماهير ولاعبين والحمد لله وفقت كثيرا في اللعب للهلال وحققت معه انجازات عدة ليس لأنني نجم بل لان الهلال فريق كبير وأي لاعب يلتحق بالهلال لابد أنه سيفرح كثيرا لتعودهم على تحقيق البطولات والانجازات ويجد الرعاية والاهتمام طالما هو يلعب داخل المستطيل الأخضر. كنت مع جيل ذهبي في الوحدة رغم عدم تحقيقك لبطولة معهم، هل تتذكر رفاق الدرب أم أن الذاكرة باتت تمحوهم من سجلاتك بعد الابتعاد؟ - أتذكر زملاء كثرا بعضهم مازال حيا يرزق «أطال الله في عمر الجميع، ومتعهم بالصحة وختم لهم بخير» والبعض الآخر انتقل من الدنيا دون رجعة، والذاكرة باتت تمحي كثيرا من الذكريات، لكن مشبب البيشي، وحامد سبحي، والجيل الذي اتى بعدهم واستمررت باللعب معهم كعلي شعبان وبكر نون وعبدالله زمزمي، وبشير نونو مازلت أتذكرهم جيدا. لكن أين احمد نيفاوي بعد التقاعد الرسمي من عملك والعودة الى مسقط رأسك «مكةالمكرمة»؟ - موجود، ولست بعيدا عن الرياضة، لكن أمارسها بعيدا عن الأماكن الرسمية وفي أحد ملاعب البلدية التى انشأتها أمانة العاصمة مشكورة بحثا عن الفوائد الصحية، وفي البداية كان الذهاب إلى هناك من أجل متابعة الأبناء وممارسة الرياضة بما يتوافق مع سني لكن انتهى الأمر بأن توليت الإشراف على مجموعة من الصبية يحضرون إلى تلك الساحة يوميا. نيفاوي مع المنتخب السعودي الثلاث وقوقا من اليسار بعد انتقاله للهلال