* في البداية نريد الاطمئنان على وضعك الصحي.. دهمني المرض بعد تقدمي في السن وأعاني الألم في فقرات الظهر، وبالمناسبة لا أنسى أن أثمن مبادرة الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب حيال معالجتي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، وسبق في عهد الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله أن أمر بمعالجة ابنتي في أمريكا، ومواقف الأيادي البيضاء من ولاة الأمر في بلادي لا تعد ولا تحصى، وجزاهم الله خيرا إلى يوم الدين. وحاليا ولله الحمد أعيش مستور الحال في بيت متواضع، وأصنف نفسي من (الغلابة)، ومنزلي سيهدم لإزالته من أجل مشروع الطريق الموازي، وهنا أطالب الشركة المنفذة بإعطائي مبلغ منزلي كاملا بعيدا عن الأقساط المريحة، وأدعو عبدالرحمن فقيه رئيس شركة جبل عمر إلى تسهيل منح المتضررين من الهدم مبالغ التعويض دفعة واحدة، وأعتبرها مصيبة إذا استأجرت شقة سكنية؛ حيث لا أدري كيف أسكن فيها ولديّ خمس بنات إحداهن معاقة وابن يترقب دخول قفص الحياة الزوجية، وعلى الرغم من أنني أتقاضى 16 ألف ريال راتبي التقاعدي، إلا أنها لا تلبي معيشة الوقت الجاري في ظل ارتفاع الأسعار، ومنذ رمضان الماضي حتى اليوم بات الماء شحيحا وانقطاع التيار الكهربائي يجتاح الحي إزاء هدم المنازل. * حدثنا عن الجوانب الرياضية.. في الحقيقة أود الحديث عن أوضاع نادي الوحدة؛ حيث إننا لو عدنا إلى الوراء قليلا لوجدنا أن التنافس الرياضي في العاصمة المقدسة كان قويا في ظل وجود أندية العلمين والوطن وشرق عتيبة والحزب والكفاح، وظل الوحدة أبرزها إزاء تعاضد والتفاف أبناء السجيني والقاروت وازهر، وبعد انتقال العاصمة إلى الرياض انتقل الكثير من اللاعبين الموهوبين إلى أندية الرياض، وتلاشى توهج الوحدة تدريجيا، وهنا أذكر الجميع رغم دنو رحيلي من الحياة وأقول للوحداويين إن ناديكم سيصبح مثيلا لنادي حراء (قاعا صفصفا). * وهل ترى أن تقاعس الوحداويين أسهم في تدهور ناديهم؟ عندما ننظر إلى من يدعم الكيان الوحداوي يتبين لنا أن معظمهم من خارج الجذور المكية، وعلى سبيل المثال إبراهيم الجفالي كان يضخ للوحدة بسخاء حتى وفاته، واستمرت كريمته الدكتورة فوزية في مواصلة الدعم السنوي بواقع 200 ألف ريال، ولو كان الجفالي حيا لتلقت خزانة الوحدة ملايين، ولكن للأسف أهالي مكة (مرزابهم براني)، واقتصر دعم عبدالرحمن فقيه فقط على إعاشة (البيض والدجاج)، وفي حياتي قط لم أسمع أن الدكتور محمد عبده يماني رئيس هيئة أعضاء الشرف سجل حضوره بالدعم المادي، والشخص الوحيد الذي كان يدعم إبّان رئاستي لمكتب رعاية الشباب بمكة سابقا هو جمال تونسي الذي لم يسجل دعمه كمديونيات على النادي إلا في حال تطبيق (الخصخصة) لحفظ حقوقه. * كيف ترى تأجيل الجمعية العمومية لنادي الوحدة وتمديد فترة الإدارة الحالية؟ أعتقد أن قرار تأجيل انتخابات الوحدة في ظل معمعة المسابقات الكروية يؤجج مهام الاستقرار الإداري ويكلف النادي أموالا طائلة ترصد لتجديد عقود اللاعبين والتعاقد مع محترفين أجانب على أعلى مستوى، خلاف اللاعبين المغاربة الذين لا أدري كيف يسلمون جوازاتهم وكيف يُسمح لهم بالسفر إلى بلدهم رغم ارتباطهم بعقود احترافية؛ ما يؤكد حاجة الوحدة إلى إداري محنك مثل حسن السيد وأحمد المالكي وحامد سبحي وطاقم تدريبي لجميع قطاعات الفئات السنية. * سبق أن انتقدت بعض الوحداويين.. ونلاحظ أنك الآن تبرز إيجابياتهم.. فما سر هذا التحوّل؟ نعم كنت ألوم حاتم خيمي على عطائه داخل الميدان وطريقة الالتحام وفقدانه الكرات الرأسية، ولكن شخصا مثل خيمي يجبرك على احترامه، إلى جانب تألقه إعلاميا وتدريبيا، وعلى مستوى الرئاسة أعتب على عبدالوهاب صبان بسبب الدكتاتورية، وأذكر أن المدرب المصري طه إسماعيل أكد لي أنه لن يستطيع العمل مع الصبان نتيجة تعنته؛ لتحويل المدافع العملاق آنذاك أحمد نيفاوي إلى مركز الهجوم، إضافة إلى انتقادي لعاطي الموركي عميد رابطة المشجعين عندما كان يتردد لزيارتي في مكتب رعاية الشباب ويشتري بخمسة آلاف ريال تذاكر للجماهير، وحذرته من ذلك؛ لأن الجماهير لو عزفت عن المدرجات فسيُحسب هذا الأمر عليه، وتوجد حلول بديلة لشراء التذاكر مثل توفير المشروبات والوجبات السريعة والشعارات التي توزع في الملعب. * ما رأيك في انتشار ظاهرة تعاطي المنشطات؟ توجد عشوائية في انتقاء اللاعبين لأخذ عينات فحص المنشطات منهم، إلى جانب عدم الاستفادة من أناس لهم (فهلوة) في الرياضة مثل خالد الشنيف وفؤاد أنور وحاتم خيمي، وأستغرب اختيار حارس احتياطي مثل حسن العتيبي لفحص المنشطات، ولماذا لا يُستدعى لاعبون تحوم حولهم الشكوك من خلال دورانهم مثل النحلة طوال ال90 دقيقة يحرثون الملعب، وعلماء الفسيولوجيا وخبراء الرياضة يقولون بعد اجتياز اللاعب عمر ال30 عاما ينحدر عطاؤه تلقائيا، وهنا أطالب بضرورة فحص العينات في مستشفى الملك فيصل التخصصي بعيدا عن شبهات المعامل الخارجية التي ربما تتعرض لمغريات الرشوة وتثبت عدم تعاطي اللاعب حتى (الشاي والقهوة). * هناك من يردد أن معظم الوحداويين يلجؤون إلى تصفية الحسابات.. فمتى تزول هذه الظاهرة؟ أشعر بالضيق دائما من هذه النظرية التي تجتاح الوحدة منذ زمن، وآخرها تنافر مناحي الدعجاني مع عبدالمعطي كعكي رئيس النادي، ويعلم الله أنه لا تربطني بالدعجاني أي صلة، ولكن إخلاصه وولاءه لمكة وخدمة شبابها رياضيا يؤكد أصالته، وتضايقت كثيرا عندما تهكم الدكتور مدني رحيمي بمناحي الدعجاني عندما أشار إلى أنه (مربي مواشٍ) ولا يصلح لإدارة فريق كرة القدم، ومع احترامي لمدني إلا أنني أتساءل: “هل تنكر لأفضال نادي الوحدة طوال دراسته الجامعية في (أم القرى) وتسهيل مشواره الدراسي، وبشهادة دخيل عواد وحسن نقيطي ظل رحيمي (آكلا شاربا بالمجان في النادي)، ورعي الإبل من أنبل المهن التي خلفها لنا الأنبياء عليهم السلام، وإليك يا دكتور مدني حديث سيد البشر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: (دعوها فإنها منتنة)، ولا فرق في بلاد الحرمين الشريفين تحت راية التوحيد، وهناك الأخ جمال خاشقجي من المدينةالمنورة يرأس صحيفة الوطن في أبها، وإن كان الدعجاني من جذور نجدية أو خلافها فالأهم تضحياته لأندية الوطن. * بودّنا أن تذكر لنا أحداثا لا تزال عالقة بذهنك؟ رياضيا أتذكر أنني عندما كنت لاعبا في نادي النصر بمكة كان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة يمارس كرة القدم في حارة الباب، وكانت سيارته (فورد) مطلية بلونين أحمر وأبيض، وظل يشاركنا اللعب بمرافقة ناصر الجريد الذي كنا نسميه ناصر (المطوع)، وهناك مواقف لا أنساها مع بلاط صاحبة الجلالة الصحافة ورئاستي لأقسام رياضية في صحيفتي (الرياض والجزيزة)، وكان رئيسا التحرير تركي السديري وخالد المالك يتعلمان الحرفة الإعلامية مني شخصيا. والموقف الأخير وليس آخرا عشية زيارة عبدالرحمن بن سعيد مؤسس نادي الهلال للمنطقة الغربية وعرضه علي العمل في الإدارة أمينا عاما للنادي عام 1384ه.