منذ تحويل الدوري السعودي إلى دوري محترفين قبل ستة مواسم وانطلاق الهيئة (قبل تحويلها إلى رابطة) توقعنا أن تكون هناك نقلة فنية ووفرة مادية وخصوصا بعد تصريحات مسؤولي الهيئة بعد تدشينها بأن أقل فرق الدوري دخلا سيرتفع إلى 15 مليون ريال ولكن ما حدث طوال تلك السنوات هو تحويل الدوري إلى ماركة تجارية وتحصلت الهيئة في السنة الثانية على عقود كبيرة من رعاة مختلفين وتغيير المسمى إلى دوري زين بعقد يصل إلى 60 مليون ريال سنويا ومع هذا لم تستفد الأندية ماديا وضخت معظم الإيردات في تطوير بنية الملاعب وتركيب مقاعد المدرجات والبوابات الإلكترونية في الملاعب الرئيسية وجزء يذهب إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم والفتات يصرف على الهيئة والأندية وهو ما رفع من معاناة الأندية وخصوصا التي ليس لديها رعاة وكان من الأولى على الهيئة أن تصرف هذه المبالغ على الفرق المسكينة بدلا من صرفها في تطوير الملاعب وصيانتها والتي تعد من اختصاص رعاية الشباب, ومع تحول الهيئة إلى رابطة في العام الماضي تنفست الاندية الصعداء حيث ارتفع الدخل الى مليون ونصف لكل ناد, وفي العقد الجديد مع شركة عبدالطيف جميل ارتفعت الموارد الضعف لتصل إلى 120 مليون ريال سنويا وهذا مبلغ كبير ورغم إقرار الرابطة بتوزيع مبلغ شهري بواقع 460 ألف ريال شهريا لكل ناد لمدة 10 شهور في السنة بما يعادل 64 مليونا لفرق الرابطة وهذه تعد نقلة في ارتفاع الدخل للأندية, وعلى الرابطة ايضا استغلال ما هو ممكن لرفع مداخيل الأندية والاستفادة من كيانها التجاري بالإعلان على ملاعبها وتحفيز الجماهير بالحضور وإن كان ذلك بتغيير مواعيد المباريات والتي تقام في وقت واحد بعد صلاة العشاء بمكةالمكرمة, ولماذا لاتقام المباريات في مواعيد مختلفة فمثلا موعد المباراة الأولى شوط قبل صلاة المغرب وآخر بعد الصلاة وفي الشتاء تكون عصرا وكذلك مباراة أخرى تقام بعد صلاة المغرب وشوط بعد صلاة العشاء ومباراة في الوقت الحالي, ومما لاشك فيه أن اختلاف أوقات المباريات يساهم في رفع معدل الحضور الجماهيري ورفع الدخل للفرق من مبيعات التذاكر التي تعد من أهم مصادر الدخل, ويلاحظ أن المباريات التي تصادف ديربي الرياضوجدة وكذلك مباريات الكلاسيكو تساهم في ضعف متابعة المباريات الأخرى حيث شاهدنا مباريات يقل عدد الحضور الجماهيري عن 150 مشجعا, ودائما يردد المتمسكون بالتوقيت الحالي بأنه مناسب لجميع سكان المملكة وهذا غير صحيح فنجد صلاة العشاء في مدينة تبوك مثلا تتأخر عن مكة 25 دقيقة وعلى الرابطة أن تضاعف ما وصلت إليه ، وأن تمتد أياديها إلى كافة الأندية ، وهذه «النقلة» لا يجب أن يختص بها دوري عبدالطيف جميل ودوري ركاء ، فطالما أننا نجحنا في إيجاد «نموذج تجاري» وابتعدنا عن البيروقراطية وقيود «الحواجز» فليس من الصعب ايضا تطبيق النموذج ذاته أكثر من مرة على المسابقات المختلفة وعلى الأندية التي لا تمتلك رعاة بالبحث عن رعاة من قطاعات مختلفة وبنجاح موازٍ أو أكبر، لأنه ليس من المصلحة أن يعزف « خمسة أندية بشكل منفرد... في «السيمفونية» التي نبحث عنها أشمل , وأجمل وفي المقال القادم سوف نتحدث عن الدخل التلفزيوني.