مرت سنوات على إنشاء هيئة دوري المحترفين السعودي، ومن ثم تحولت فيما بعد إلى رابطة المحترفين، وبعد كل تلك السنوات التي قضتها الهيئة أو الرابطة في عملها كجهة مشرفة وراعية وشريكة للأندية المحترفة، إلا أن الكثير من علامات الاستفهام تحيط بعمل رابطة المحترفين، فجميع الوسط الرياضي يتساءل عن حقيقة الوعود التي يطلقها مسؤولو الرابطة صباح مساء، ولم ينفذ منها إلا القليل في ظل تسارع وتيرة العمل الاحترافي داخل الأندية بجهود ذاتية من مسيري الأندية، فعلى سبيل المثال تنطلق اليوم منافسات دوري زين السعودي للمحترفين، وعدد الأندية الحاصلة على عقود الرعاية 7 أندية فقط من أصل 14 ناديا، فجميع عقود الرعاية التي وقعت مع قبل أندية الهلال والاتحاد والأهلي والنصر والشباب والفتح وهجر، جاءت بجهود إدارات الأندية دون أي جهد مبذول من قبل رابطة المحترفين، بينما ظلت الأندية الأخرى تبحث عن عقود رعاية في ظل ضعف قيمة عقود الرعاية التي تجلبها رابطة المحترفين للأندية، بالإضافة إلى عدم تدخل رابطة المحترفين لحل الكثير من المشكلات التي تواجه الأندية مثل تأخر صرف حقوق النقل التلفزيوني الخاص بالأندية، وتأخر صرف دخل المباريات للأندية التي لا تملك عقود رعاية، وكذلك تأخر صرف إعانة الاحتراف، بالإضافة إلى أن رابطة المحترفين أطلقت الكثير من الوعود فيما يخص تركيب البوابات الإلكترونية في الملاعب، إلا أن البوابات الإلكترونية لم يتم تركيبها إلا في عدد محدود من الملاعب، بالإضافة إلى افتقار الملاعب لأبسط مقومات الجذب الجماهيري في ظل سوء الخدمات الموجودة في الملاعب، وعدم وجود وسائل جذب للشباب لحضور للمباريات، مما انعكس بشكل سلبي على الحضور الجماهيري للمباريات، وتسبب في فقدان الكرة السعودية نصف مقعد في دوري أبطال آسيا، وتحويل أحد الأندية السعودية للمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي، بالإضافة إلى أنه من المفترض أن الأندية هي من تجتمع وتكون الرابطة وليس أن يقوم الاتحاد السعودي لكرة القدم بتشكيل الرابطة، كما أن الكثير من العقود التي أبرمتها رابطة المحترفين لا تعرف عنها الأندية شيئا ولا تستفيد الأندية ماليا جراء تلك العقود، فماذا ستقدم رابطة دوري المحترفين في قادم الأيام خصوصا بعد أن تم تحويل دوري الدرجة الأولى إلى دوري محترفين، مما سيزيد من مهام عمل رابطة المحترفين، فهل ستتمكن الرابطة من القيام بواجباتها على أكمل وجه أم ستسمر رحلة الوعود والتي تنتهي بعدم التنفيذ .. «عكاظ» طرحت محاكمة رابطة المحترفين على عدد من أهل الاختصاص وخرجت بالأحكام الآتية : عدنان المعيبد : حقوق الأندية المالية غائبة عن الأندية حيث أكد أمين الصندوق في نادي الاتفاق عدنان المعيبد أن الحديث عن هيئة دوري المحترفين عندما كانت تحمل ذلك المسمى يجب أن يكون واقعيا، ووفق الإيجابيات والسلبيات التي تمت طوال عمل هيئة دوري المحترفين والتي استمرت قرابة الأربع سنوات، حيث ظلت هيئة دوري المحترفين طوال تلك الفترة دون أن تجلب عقود رعاية لأغلب الأندية ماعدا الأندية الكبيرة التي حصلت على عقود الرعاية بجهود ذاتية من قبل مجالس إدارات تلك الأندية، أما بقية الأندية فظلت دون أن توقع أي عقد رعاية يسهم في زيادة مداخيل تلك الأندية، وبما أن الحديث عن مهام الرابطة عندما كانت تحمل مسمى الهيئة، نجد أن هناك الكثير من السلبيات لم تقم هيئة دوري المحترفين بعلاجها والبحث عن حلول لها، ويأتي في مقدمتها عدم تحسين بيئة الملاعب وهذا الأمر أدى إلى حالة من العزوف الجماهيري عن حضور المباريات بسبب سوء الخدمات المقدمة في الملاعب، مما أسهم في تقليص الحضور الجماهيري للمباريات التي أثرت بشكل كبير في تطبيق معايير الاتحاد الآسيوي من قبل أنديتنا، مما أفقد الأندية نصف مقعد آسيوي بعد أن كان للأندية السعودية أربعة مقاعد في دوري الأبطال الآسيوي، بالإضافة إلى أن الكثير من الأمور الخاصة بالأندية ظلت غامضة في ظل سلبية هيئة دوري المحترفين في تلك الفترة، ولكن هناك جوانب إيجابية يجب أن لا نغفلها في عمل هيئة دوري المحترفين في تلك الفترة، ويأتي في مقدمتها ابتعاث مجموعة من الشباب لدراسة ماجستير الإدارة الرياضية، وعدد من التخصصات ذات العلاقة بمهام وعمل هيئة دوري المحترفين في تلك الفترة، وبعد أن تحولت هيئة دوري المحترفين إلى رابطة المحترفين، فمن الواجب أن تكون رابطة المحترفين هي صوت الأندية داخل منظومة اتحاد كرة القدم، وعلى الرابطة أن تكشف الكثير من الأمور المالية المستحقة للأندية مثل حقوق النقل التلفزيوني، وإعانة الاحتراف، وقيمة دخل المباريات والكثير من الأمور المالية المغيبة عن الأندية، على الرغم من أن الأندية هي المعنية بها بالدرجة الأولى، لذلك نأمل من رابطة المحترفين أن تقدم عملا كبيرا خلال الفترة المقبلة، وأن يكون للأندية صوت قوي وفعال حتى تحصل الأندية على حقوقها على أكمل وجه وهذا ما نأمله في المرحلة المقبلة. محمد الشيخي : شراكة الأندية في الرابطة نقلة نوعية من جانبه يرى مدير مركز الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي الإعلامي في النادي الأهلي محمد الشيخي أنه لاشك بأن الأندية ظلت ولازالت تطمح في دور فاعل لرابطة دوري المحترفين يكون صوت الأندية وصدى مشكلاتها وحل للمعوقات التي تقف أمامها، وجاء التشكيل الأخير للرابطة الذي يضم أعضاء ممثلين للأندية ليقلل من الصورة النقدية التي حملها بعض المتابعين لعمل هيئة دوري المحترفين السابق أو أن هؤلاء المتابعين للرابطة بمسماها الحالي ينتظرون كيف ستفي الرابطة بوعودها وتنفذ مشروعاتها وخططها وعقد اجتماعاتها بصفة مستمرة لتستمع لأصوات الأندية وتلبي مطالبها وفي الوقت نفسه تخرج الرابطة بأفكار معينة لها على تنفيذ برامجها وإخراج مسابقة دوري المحترفين بالشكل الذي يطمح إليه مسؤولو الأندية وجماهيرها وتحسين بيئة الملاعب والاستفادة من الملاحظات والسلبيات التي كان يسوقها الإعلام بين الفينة والأخرى في المرحلة الماضية، وإذا كان هناك من فائدة لرابطة دوري المحترفين فهي أنها بدأت في تلمس الممارسة الصحيحة لعملها بتحديد مواعيد لاجتماعات ممثلي الأندية تحت مظلة الرابطة، وأملي أن تجرى جميعها في مواعيدها لأنها ستنعكس إيجابا على عمل الرابطة والخروج بقرارات أو توصيات لفائدة الأندية المحترفة مع عدم إغفال أهمية أن تقوم الأندية بأدوارها المناطة بها من أن تكون مشاركتها فاعلة وأن تعرض كل ما لديها من مشكلات حتى تصفو الساحة الرياضية أو الإعلامية من كثير من الانتقادات التي طالعناها في الفترة الماضية، أما أدوار الرابطة الأخرى في الإيفاء بحقوق الأندية ومساعدة الأندية التي هي بحاجة لمن يساعدها على الحصول على عقود تجارية خاصة في ظل أن بعض هذه الأندية لا تملك الخبرة الإدارية في التفاوض أو القدرة على إيجاد رعاة، ويبقى الأهم لدى الجماهير الرياضية هو تحسين بيئة الملاعب، ولعل ما تلام عليه الرابطة في جوانب عملها هو أنها لا تبرز ما تقوم به من خطوات في جوانب تطوير عملها إن كانت بالفعل تقوم بهذه الخطوات. عبد الكريم الجاسر : النقل التلفزيوني أضر بمداخيل الأندية من جانبه يرى مدير المركز الإعلامي في نادي الهلال عبد الكريم الجاسر أن هناك تغيرا ملحوظا في عمل هيئة دوري المحترفين بعد أن تحولت إلى رابطة للمحترفين، ففي تلك الفترة كان البعض يعتقد أن مهام هيئة دوري المحترفين البحث عن عقود رعاية للأندية، وهذا الأمر غير صحيح فعلى مستوى العالم تظل عقود الرعاية تخضع للمكانة الجماهيرية والبطولية والإدارية والفنية للأندية، لذلك البعض ظل يهاجم عمل الهئية في تلك الفترة، وحتى من يطالب رابطة المحترفين في الوقت الحالي بسرعة صرف حقوق الأندية من النقل التلفزيوني، وإعانة الاحتراف، أعتقد أن مثل هذه الأمور أكبر من الرابطة فهو أمر مرتبط بالرئاسة العامة لرعاية الشباب .. وتابع قائلا : نحن كأندية محترفة نطالب رابطة المحترفين بالعمل على إعادة آلية النقل التلفزيوني للمباريات، لأنه أضر الأندية كثيرا بسبب أن الناقل الحصري لدوري زين يقوم بنقل جميع المباريات، وهذا الأمر تسبب في العزوف الجماهيري، فلماذا لا تكون هناك مباريات تنقل على قنوات أخرى حصريا، ويكون العائد المالي أكبر، وبالتالي تزيد مداخيل الأندية من حقوق النقل التلفزيوني، لذا نأمل من الرابطة في قادم الأيام أن تقدم لنا عملا مؤسساتيا ممنهجا يوازي حجم وقوة دوري زين السعودي. عدنان جستنية : الرابطة يجب أن تكون صوت الأندية القوي في اللجان ويرى الإعلامي عدنان جستنية أن هيئة دوري المحترفين عندما كانت في بداياتها كان من الطبيعي وجود الكثير من الأخطاء، لأن الهيئة كانت في مراحل تأسيسها الأولى، فبالتالي من الطبيعي جدا أن تكون هناك سلبيات في العمل في مراحله الأولى، ولكن كان لهيئة دوري المحترفين دور كبير في تفعيل الجانب التنظيمي والاستثماري داخل الأندية، وقدمت بعض الخطوات الجيدة للارتقاء بمستوى المسابقات المحلية حتى مع وجود بعض السلبيات في تلك الفترة، ولكن بعد أن تحولت هيئة دوري المحترفين إلى رابطة للمحترفين وهو ما يعني أن الرابطة أصبحت صوت الأندية القوي داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم بلجانه المختلفة، لذلك ينبغي أن يكون صوت الأندية الآن قويا للمطالبة بكامل حقوقهم، ومناقشة مايواجه الأندية من صعوبات ومعوقات تعيقها عن آداء رسالتها على أكمل وجه، في ظل ماتعانيه الأندية من شح في مواردها المالية التي أثرت بشكل كبير على أنشطة الكثير من أندية دوري زين السعودي.