بعد ان طرح الرئيس باراك اوباما علنا وجهة نظر قوية للقيام بعمل عسكري في سوريا , جال لمدة 45 دقيقة في الحديقة الجنوبية للبيت الابيض مع دينيس ماكدونو كبير موظفي البيت الابيض، وناقش الاثنان خيارات اوباما لاستخدام القوة. وقال مسؤولون كبار : رغم قوله لايام انه لم يتخذ بعد قرارا يميل الرئيس نحو التدخل العسكري منذ ان اشارت تقارير مبدئية من مستشاريه الى ان الرئيس بشار الاسد استخدم الاسلحة الكيماوية لقتل مدنيين ابرياء قرب دمشق. لكن بعد اسبوع من تمهيد الارض لشن هجوم على اهداف محددة بدأ اوباما التردد إزاء القيام بعمل فوري. وخرجت بريطانيا - أوثق حلفاء واشنطن - من ائتلاف دولي بعد تصويت برلمانها بالرفض. وهو قرار أثر على الرئيس. وشكا الزعماء الجمهوريون في الكونجرس - الذين يتحكمون في مصير أجزاء كبيرة من أجندة اوباما للسياسة الداخلية - من عدم تشاور البيت الابيض معهم قبل دخول حرب جديدة محتملة. وأظهرت استطلاعات الرأي ان الامريكيين الذين ضجروا من الحرب مازالوا يعارضون تورط الولاياتالمتحدة في سوريا رغم الصور الموجعة لاطفال قتلى وابائهم الذين قتلوا بالغاز. لذلك قرر الرئيس الانتظار، وبدلا من اصدار امر بتوجيه ضربة عسكرية سيعلن قراره بان استخدام القوة أمر ضروري في الوقت الذي يسعى فيه للحصول على موافقة الكونجرس لاجازة ذلك. وقال اوباما في حديقة الورود بالبيت الابيض وقد وقف بجانبه نائبه جو بايدن : «بعد مداولات متأنية قررت ضرورة ان تقوم الولاياتالمتحدة بعمل عسكري ضد أهداف النظام السوري. «إنني أعي ايضا انني رئيس أكبر دولة ديمقراطية دستورية في العالم، وهذا هو السبب في اتخاذي قرارا ثانيا ألا وهو انني سأسعى للحصول على اذن باستخدام القوة من نواب الشعب الامريكي في الكونجرس». قال كولين كال الأستاذ في جامعة جورج تاون والمسؤول السابق بوزارة الدفاع : إن اجازة القرار في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون مضمونة في الوقت الذي من المرجح فيه ان تكون موافقة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون مضمونة ايضا. فاجأ مستشاريه وفاجأ هذا القرار مستشاريه الذين لم يقترحوا السعي طواعية للحصول على موافقة النواب وخلصوا الى ان اوباما يملك السلطة القانونية للقيام بعمل من تلقاء نفسه، لكن اوباما شعر بانه سيكون أكثر اتساقا مع رغبته التي أعلنها في وقت سابق من العام الجاري وهو ابعاد امريكا عن «وضع الحرب الدائم» من خلال الحصول على دعم الكونجرس والمواطنين الذين يمثلهم. وبعد سيره مع ماكدونو استدعى الرئيس سوزان رايس مستشارته للامن القومي ونائبها توني بلينكين والمستشار الكبير دان فيفير وآخرين الى البيت الابيض لاعلان خطته. وقال مسؤولون كبار بالادارة : إنهم اجروا نقاشا قويا استمر ساعتين، واكبر خطر يواجه خطة اوباما الجديدة هو ان يصوت الكونجرس بالرفض مثل البرلمان البريطاني. وسيثير ذلك شكوكا خطيرة في قدرة اوباما على القيادة في الشرق الاوسط، حيث يتعرض بالفعل لانتقادات بسبب ما يصفه منتقدون برد مشوش على ما قام به الجيش في مصر. وتفوق المزايا هذا الخطر بالنسبة لاوباما الذي يعتقد ان النواب سيضطرون للتصويت بالموافقة على اجراء سيحمي اسرائيل والأردن حليفي الولاياتالمتحدة. شرعية أكبر وفي تعزيز أكبر لفكرة التأجيل قال مستشاروه العسكريون: إن الانتظار على توجيه ضربة لن يجعلها اقل فعالية. وترى الادارة انه من غير المحتمل ان يشن الاسد هجوما آخر بالاسلحة الكيماوية في الوقت الذي يلوح فيه تهديد امريكي في الافق. وسيعطي تصويت الكونجرس بنعم اوباما شرعية أكبر لمهاجمة القوات السورية. وسيشترك الكونجرس الآن في تحمل مسؤولية اي قرار قد يثبت عدم شعبيته بالنسبة لاوباما. مجازفة لاوباما وفرصة للأسد ومع ذلك فانها مجازفة، ويقول محللون : إن الاسد قد يستغل هذا الوقت لنقل اسلحة الى مناطق مأهولة بعدد أكبر من السكان. وقد تؤدي اي مناقشة حادة في الكونجرس الى توتر العلاقات المتوترة أصلا بين البيت الابيض والكونجرس. وقال جون الترمان مدير برنامج الشرق الاوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية : إن «قرار اشراك الكونجرس في الوقت الذي لا يملك فيه قدرا كبيرا من النجاح في العمل مع الكونجرس يصدمني بوصفه مقامرة». وأضاف ان التصويت بالرفض «قد يلقي بظلاله على باقي الادارة». وقال كولين كال الأستاذ في جامعة جورج تاون والمسؤول السابق بوزارة الدفاع : إن اجازة القرار في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون مضمونة في الوقت الذي من المرجح فيه ان تكون موافقة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون مضمونة ايضا. وأضاف هناك بعض المتشككين في اليسار واليمين في الكونجرس، لكن أعتقد ان الادارة لديها حجة قوية الى حد ما باننا بحاجة لان نفعل ذلك. «اذا بدأوا التفكير بتأن في بعض من تأثير عدم اجازة ذلك على المصداقية لاسيما لانه يتعلق بايران سيتم تمريره في مجلس النواب». الزعامة والرد وبعد الادلاء ببيانه في البيت الابيض ذهب اوباما وبايدن للعب الجولف. وقال نواب من كل من الحزبين السياسيين يؤيدون القيام بعمل ان الرئيس لم يرد بالسرعة المطلوبة. وقال بيل نيلسون السناتور الديمقراطي وعضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ : «اؤيد قرار الرئيس، لكن بالنسبة لي فانني ارى انه يجب علينا القيام بضربة في سوريا اليوم». وقال السناتور الجمهوري الكبير في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ ساكسباي تشامبليس : إن»الزعامة تتعلق بالرد على ازمة واتخاذ القرارات الصعبة والصارمة بسرعة». واضاف انه كان يجب على اوباما ان يطلب عودة النواب الموجودين في عطلة حتى التاسع من سبتمبر ايلول الى واشنطن فورا. المناقشات البرلمانية وفي السياق , تنطلق الأسبوع المقبل المناقشات البرلمانية في مجلس الشيوخ الأميركي بشأن مشروع قرار يجيز استخدام القوة في سوريا، وفق، زعيم الأكثرية الديموقراطية الذي وعد بإجراء تصويت حول المسألة في الأسبوع الثاني من سبتمبر. وقال هاري ريد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ : إن المجلس «سيدخل مباشرة في هذا النقاش الجوهري، مع جلسات استماع عامة واجتماعات لإعلام أعضاء مجلس الشيوخ بالتطورات الأسبوع المقبل». وأضاف ريد إن «مجلس الشيوخ سيصوت على القرار خلال أسبوع التاسع من سبتمبر، كأقصى حد، كما طلبت إدارة أوباما».