في هذه الأيام يتوجه مئات الآلاف من الطلبة والطالبات في جميع أنحاء المملكة إلى مدارسهم وجامعاتهم. نرى طفلا صغيرا يبدأ الخطوة الأولى بدخوله روضة للأطفال ونرى منتسب جامعة اقترب من خوض حياته العملية. وتعتبر أيام الدراسة هي أجمل ما يمكن أن يحمله أي إنسان من ذكريات لا يعرف المرء معناها إلا بعد ترك مقاعد الدراسة والدخول في الحياة العملية. أصبحت مدارسنا بيئة لا تبتسم وأصبحت المدارس بيئة كتب منهجية فقط، احفظ ما بها و احصل على أعلى درجة تحصيلية. مع العلم أن المدارس هي البيئة الأساسية لتعليم الطلبة والطالبات حسن التعامل و لغة التخاطب واكتشاف المواهب ومنذ سنوات ليست بالقليلة والحديث عن التعليم هو من أسخن أحاديث المجتمع وأصبح بدء الدراسة هما يحمله رب الأسرة لما يترتب عليه من البحث عن مدرسة جيدة إلى المصاريف وتأمين المواصلات. ولهذا نحس أن الابتسامة اختفت مع بدء الدراسة لأسباب بعضها معروف وبعضها غير معروف من وجوه الجميع، سواء المدير أو المدرس أو الطالب أو ولي الأمر. وأصبحت مدارسنا بيئة لا تبتسم وأصبحت المدارس بيئة كتب منهجية فقط، احفظ ما بها و احصل على أعلى درجة تحصيلية. مع العلم أن المدارس هي البيئة الأساسية لتعليم الطلبة والطالبات حسن التعامل و لغة التخاطب واكتشاف المواهب. ولكننا لا نجد في مدارسنا أي شيء لا منهجي. ففي الوقت الحالي اختفى المسرح المدرسي ولم نعد نرى أي نشاط رياضي مدرسي بعيدا عن بيروقراطية التنظيم ولم نعد نسمع عن النشاط الكشفي و طبعا لا أحد يعلم أين اختفت معامل الكيمياء والفيزياء وغيرها من الأمور التي كانت في السابق من صميم الحياة المدرسية. فكان الطالب في السابق هو المسؤول عن المقصف وهو من يخطط للرحلات وهو المسؤول عن جمع النقود لتغطية تكاليف الرحلات وجميع الأنشطة اللامنهجية. بل وحتى الإذاعة المدرسية أصبحت صوتا عاليا لا يعرف الطلبة ماذا يتحدث عنه من يذيع، فيما كان في السابق نشاط الإذاعة من أهم ما يجعل الطالب يحضر قبل الدوام بفترة طويلة ليسمع برامج إذاعية تثقيفية وابتسامات وتعليقات من الطلبة بأسلوب النكتة البريئة. إن الطالب اليوم هو غير الطالب يوم أمس. فلديه الكثير من الوسائل لكي يعرف ما يريد وهناك لديه وسائل لتساعده على التفكير والتحليل وأصبح مايراه في المدارس لا يتماشى مع ما يراه في خارج المدرسة. وهذه من أهم الأسباب التي تجعل الطالب يخالف، فقط ليخالف مهما عرف أن ما يعمله خطأ ففي السابق كنا نبتعد عن الممنوع لأننا نحترم مدرستنا ونرى في مدرسينا قدوة. في الماضي لم تكن الدراسة سهلة ولكن كنا دائما ندخل الفصل ونحن نبتسم. @mulhim