انتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة اللجوء للعلاج من خلال جلسات الاسترخاء عند عدد من الأشخاص، وقد ثبت علميًا مدى جدوى هذا النوع من العلاج ومدى تحسن الحالات على المستويين النفسي والجسدي وكذلك الاجتماعي. "اليوم" سلطت الضوء على هذا النوع من العلاج والتقت بعدد ممن خاضوا التجربة.. في البداية يقول الدكتور علي: لجأت بعد الله (سبحانه وتعالى) لهذا النوع من العلاج لعلاج التوتر والضغوط النفسية وتأثيراتها المباشرة على العضلات والاعصاب، وقد عرفت عن هذا النوع من التداوي من خلال القراءة عنه لمحاولة الاطلاع على العلاج الذاتي النفسي والذهني، وكان للقراءة دور كبير في ابعاد بعض الخرافات التي تنسب إلى العلاج السلوكي عموما والاسترخاء خصوصا، فبدأت بممارسة هذا النوع من العلاج في أمريكا عندما كنت طالبا هناك، حيث كانت الضغوط الدراسية والارهاق وتغير الثقافة والطقس والبعد عن الوطن تجعل من الضرورة تعلم نوع أو أنواع من الحيل النفسية للدفاع عن الجسم والعقل من التفاعلات السلبية للآثار السابقة، وما تخلفه من نتائج تعود بالسلب على المستقبل العلمي والعملي للشخص. ويضيف الدكتور علي ان تجربتي مع هذا العلاج التي تمتد إلى عقدين من الزمان أعتبرها تجربة ايجابية تماما، حيث استطعت التحكم بجزء كبير من الانفعالات النفسية وزادت ثقتي في نفسي وزادت من قوة تحملي وزادت من مرونتي في التعامل مع المشاعر، صقلت تجربتي وتوسعت فيها أكثر من خلال الاخصائيين السعوديين بدءًا من الدكتور خالد العايد الذي تعلمت منه الكثير في جلستين فقط، ثم الاخصائية الفاضلة خلود المجلاد التي علمتني مهارات جديدة في الاسترخاء، لم أكن اعرفها حقيقة مثل التصالح مع النفس والاسترخاء الذهني، فضلا عن الاسترخاء العضلي، وذلك من خلال جلسات مكثفة بحسب قوة المشاعر السلبية، وقد تصل الجلسات إلى جلستين اسبوعيا. وأضاف: نظرة المجتمع تبقى قاصرة نحو العلاج السلوكي عموما والاسترخاء خصوصا والميل إلى العلاج الإكلينيكي كونه الأسرع نتيجة، ولارتفاع تكاليف العلاج النفسي سواء الاكلينيكي أو السلوكي. من جانبه قال المواطن أبو نايف حول هذا العلاج: طبيعي أن الإنسان في حياته يتعرض لعدد من الضغوطات النفسية والتي تؤثر سلبا على حياته النفسية والاجتماعية وقد تؤثر أحيانا على المجتمع المحيط به وأعني بذلك الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل، لقد نصحني أحد الزملاء بزيارة إحدى العيادات المتخصصة لتجربة جلسات الاسترخاء بعد عناء طويل مع المستشفيات واستخدام عدد من العقاقير والأدوية التي لم تغير من حالتي شيئا، وكنت مترددا في بادئ الأمر لأسباب عدة ومنها وأهمها حقيقة نظرة المجتمع، ولكن قررت خوض التجربة ومع الوقت اكتشفت مدى جدوى هذا النوع من العلاج وبدأت أشعر بالتحسن مع كل جلسة استرخاء ولله الحمد، والآن أنا أزور العيادة كلما سنحت لي الفرصة ولو مرة بالشهر لما ألقاه من ارتياح جسدي ونفسي. من جهتها أشارت الأخصائية النفسية خلود المجلاد وهي إحدى المعالجات من خلال جلسات الاسترخاء أن العلاج بالاسترخاء هو علاج نفسي وجسدي معترف به علميًا ويحتاج إليه الكثير من المرضى والأسوياء فهو ليس محددا بفئة معينة، كما أنه يعتبر علاجا مهما لمن يعاني من القلق والتوتر والخوف ونوبات الهلع والاكتئاب وعدم الثقة بالنفس، وهناك أنواع للاسترخاء منها العضلي والتخيلي كما أنه يوجد أنواع جديدة في الدول الأوروبية تعتمد على الاسترخاء مع عمل المساج ولكن يبقى الاسترخاء العضلي هو الأكثر انتشارا واستخداما للمرضى، فالإقبال في تزايد ويعتمد على ثقافة الشخص، فكلما كان الشخص على وعي تام بأهمية الاسترخاء من الجانب النفسي والجسدي كان لديه رغبة جامحة للاستفادة منه من فترة إلى أخرى وتتطور مع تطور الأفراد من الناحية النفسية والثقافية. وعن أثره النفسي والاجتماعي تقول المجلاد: الأثر النفسي واضح جدا فهو يساعد الفرد على التخلص من الضغوطات النفسية والجسدية بشكل ممتاز أما أثره الاجتماعي فهو يساعد في جعل الأفراد أكثر هدوءا فيما بينهم ويحد من تزايد المشاكل بين أفراد الأسرة والمجتمع الخارجي، فمن خلال تجربتي وما شاهدته في الآونة الأخيرة أن هناك رغبة قوية من الناس على جلسات العلاج بالاسترخاء فجلسات الاسترخاء لها سمعة ممتازة في العالم العربي الآن والكل يبحث عنها بشكل كبير في كل طبقات المجتمع. وعن أكثر الفئات التي تهتم بهذه الجلسات تضيف: أكثر فئة تهتم بجلسات الاسترخاء هم الدكاترة والمثقفون والمهندسون الذين يتضح أنهم يعانون من ضغوط في العمل فهم يتجهون إلى جلسات الاسترخاء لكي تنتشلهم من ضغوط العمل والحياة وقد انتشر العلاج بالاسترخاء في المملكة منذ أكثر من 10 سنوات، ويوجد اقبال كبير على هذا النوع من العلاج بنسبة 80 في المائة ممن يعايشون تلك الضغوط والأعراض.