قرأت وسمعت أكثر من مرة أهمية أن تبدأ يومك بحمد الله وشكره ثم بالامتنان لكل من مد لنا يد العون في أي شأن من شئوننا وفي أي مرحلة من مراحل حياتنا وكنت أطبق هذا كلما أعانتني الذاكرة على ذلك. لكن يوم أمس كان بداية عام جامعي جديد تهيأت له نفسياً وحرصت على أن أفرح به وأتفاءل بالخير واستقبله بحب فنهضت من نومي وأنا أشعر تجاهه بالحب والترحاب فملأ هذا الشعور نفسي بالسعادة والرضا فحمدت الله كثيراً ثم ساقني حمد الله إلى شكر الناس وبدأت ذاكرتي تعرض لي صور أشخاص كانوا في حياتي منذ الطفولة وحتى تلك اللحظة. وتخيلت شكل ولون أول قلم رصاص استخدمته ودفاتري الصغيرة.. تذكرت جهد لعلها تكون وسيلة فعالة لإيقاظ أطفالكم من النوم صباحاً وخاصة في الأيام القادمة حين تبدأون تهيئتهم لتنظيم ساعات النوم ، ابدأوا معهم بدقائق قليلة ذكروهم فيها بما يستحق أن يذكروه ويشكروا الله عليه ويشكروا وجوده في حياتهم.. ألعاب أحبوها، ملابس، نزهات، أصدقاء.. إن هذا وحده يكفل لكم أن ترتسم الابتسامة على وجوههم و يقبلوا على يومهم بفرح ونشاط والدي معي ولي في سنوات دراستي كلها ووطني الذي سهل لي كثيراً من الصعوبات ورأيت وجوه بعض معلماتي في الطفولة والمراهقة والجامعة شكرتهم جميعا وابتسمت لهم . بعضهم انتقلوا إلى مثواهم الدنيوي الأخير والبعض مازال متمتعاً بحياته.. تذكرت بعض كتبي وبعض مشاغباتي التي أغضبت أمي مني وتذكرت كلماتها الجميلة لي بعد أن طاب لها الحصاد. تذكرت رأفة والدي حين انسحب من جلسة مناقشة الماجستير لأنه لم يستطع أن يرى ابنته في موضع امتحان ويسمع أساتذتها وهم يظهرون مواطن الضعف والقوة في الرسالة. تذكرت أساتذة من غير المبصرين وما تعلمته منهم خارج قاعات المحاضرات ومن زوجاتهم الصبورات. كان الشعور بالحمد لله والامتنان والشكر لخلقه قد أحاطني بهالة صباحية من النور والرضا لكل ما كان من المنح الالهية والمساعدات الانسانية التي حظيت فيها بحياتي في أبسط الأمور وأصعبها.. وابتسمت طويلاً عندما امتدت أصابعي (لصندل) كانت احدى أخواتي قد منحتني إياه منذ سنوات طويلة فقد جربته ولم تحبه ولم يرحها ولكن هذا الصندل بالنسبة لي كان جميلاً مريحاً أحببته وخدمني في مناسبات كثيرة ولسنوات طويلة أيضاً. امسكت به وأخذته إلى السيارة لأرتديه قبل النزول إلى مقر عملي وعندما وضعته في قدمي وجدت أحد خيوطه يكاد ينقطع ومع هذا لبسته وقلت فلتكن هذه هي المرة الأخيرة. لم تكن المنح فقط من قدمت له شكري وتقديري وامتناني بل كانت المحن والمصاعب حاضرة أيضاً فمنها تعلمت كثيراً من الأمور ومنها اكتسبت مقومات شخصية كثيرة واقتربت من قيم جميلة ومعان متعددة لم أكن لأصل إليها لولا مروري بتلك المصاعب التي آلمتني من جانب وأعانتني من جوانب أخرى. خلاصة الأمر إن تجربة الغوص في عمق مشاعر الحمد والشكر جميلة جداً وتختلف عن تكرارها لفظياً فقط. فان تعيشها كحالة شعورية عميقة تمنحك مشاعر أخرى جميلة نحن اليوم وكل يوم بأمس حاجة لها ولعلها تكون وسيلة فعالة لإيقاظ أطفالكم من النوم صباحاً وخاصة في الأيام القادمة حين تبدأون تهيئتهم لتنظيم ساعات النوم ، ابدأوا معهم بدقائق قليلة ذكروهم فيها بما يستحق أن يذكروه ويشكروا الله عليه ويشكروا وجوده في حياتهم.. ألعاب أحبوها، ملابس، نزهات، أصدقاء.. إن هذا وحده يكفل لكم أن ترتسم الابتسامة على وجوههم و يقبلوا على يومهم بفرح ونشاط حين تلفهم غلالة ذلك الشعور الجميل في ساعات الصباح الأولى وسيمتد أثرها لباقي يومهم وبالتكرار سيكتسبون منها جماليات أخلاقية أخرى. Twitter: @amalaltoaimi