ظهر في العهود الإسلامية الأولى نظام الحسبة الى جانب نظام القضاء العادي وولاية المظالم.. وكانت الحسبة أحد أنظمة الإدارة الإسلامية من نظام الخلافة التي هي نيابة عن صاحب الشرع في حفظ الدين وسياسة الدنيا. وتشترك هذه الوظائف العامة الثلاث في مهمة القضاء بالمعنى العام لكن وظيفة المظالم أعلاها ثم القضاء العادي ويليه ولاية الحسبة وهذه الوظائف تكمل بعضها بعضاً وتؤدي غاية موحدة من تحقيق العدالة والإنصاف وحفظ الحقوق وتطبيق أحكام الشريعة المحققة لسعادة الدارين، وحماية القيم الدينية ووقاية المجتمع من أسباب الانهيار. تميزت الدولة السعودية المباركة وانفردت عن غيرها من سائر الدول بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكروالحسبة ولاية دينية خادمة لمنصب القضاء وولاية المحتسب لا تتوقف على تنازع واقع او انتظار دعوى من أحد ثم إنه ليس له الحكم كالقضاء، كما نلحظ في الدعوى المطروحة في هذه الصفحة من تقديم الهيئة دعوى من غير طلب أو استعداء من أحد بإلغاء قرار وزارة التجارة بقبول تسجيل علامة تجارية تحمل في مضمونها ما يخل بالدين. ونهيب بطلاب العلم الشرعي وخاصة المحامين وهم ينشدون الحق والعدل في رفع دعاوى الحقوق الخاصة أن يرفعوا الدعاوى العامة لله وهي مسموعة لدى القضاء الشرعي في المملكة، لكون هذه الدعاوى ليس لهم فيها مصلحة شخصية بل احتساب الاجر من الله. وقد تميزت الدولة السعودية المباركة وانفردت عن غيرها من سائر الدول بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا غرو فالسعودية قلب العالم الإسلامي وقدوته، ومحط أنظاره كما احتوى النظام الأساسي للحكم السعودي على قيام الدولة بهذه الفريضة، كما قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية حفظه الله عنها هي: (إحدى دعائم قيام الدولة ووظائفها الأساسية) وأصبحت جزءاً من مؤسسات الدولة المهمة وجهازاً مستقلاً كبيراً مرتبطاً برئيس مجلس الوزراء بما يوحي بالاهتمام الكبير وما يلقاه في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من التوجيه والعناية والدعم المادي السخي والمعنوي المتواصل للمنتسبين للهيئة وتطويره وليقوم بأداء مهامه وأعماله المنوطة به على خير وجه من المحافظة على سلامة العقيدة، والأمر بأداء العبادات وشعائر الدين، كالصلاة وصوم رمضان، وزجر المقصرين عن أدائها، والدعوة إلى الأخلاقيات الإسلامية، والأخذ على أيدي السفهاء إن اقتضى الأمر ذلك، والوقاية من الجرائم والانحرافات، ومنع الناس من مواقف الريب ومظان التهمة، أو المجاهرة بالمنكرات، التي تخل بأمن الجماعة واستقرارها والله ولي المصلحين.. قاضٍ سابق ومستشار شرعي