بعض السلوكيات تتحول إلى حالة مرضية تستعصي معالجتها بسهولة والتخلص منها, من تلك السلوكيات ما يقوم به البعض تجاه الآخرين حين يقومون بتزييف الحقائق وتغيير صيغتها بما يخدم أفكارهم وتوجهاتهم البغيضة, مثل هؤلاء بيننا للأسف في كل المجالات وهم يقومون بالتقليل من انجازات غيرهم ذلك لأنهم مرضى مصابون بالفراغ الفكري ذلك السلوك المشين المهدد للانجازات والمحطم لكل ما هو مميز. لن تستطيع العيش إذا كان عقلك يخلو من الفكر والوعي المتزن, ذلك يعني أنك لم تستغل عقلك بالشكل المطلوب وقمت بتسليمه للاوعي وهي مصيبة عظمى ينبغي ان تحذر من الوقوع فيها, ابحث عن السبل الكفيلة بتثقيف نفسك وتطويرها بدلا من محاولة الوقوف كعائق بشري أمام ما يحيط بك من متميزين, تطوير عقليتك هي السبيل الوحيد لتكون عنصرا فعالا في مجتمعك، ولتكون داعما لكل شخص أو حدث بإمكانه دفع المجتمع للتطور. كل ما يجري حولك من أحداث يمكن الاستفادة منها لدعمك بالخبرات الكافية تعايش مع محيطك وتفاعل مع كل ما يجري حولك كي تكون أفضل ويتبدل حالك بشكل ينعكس على حياتك اليومية ومستقبلك, احذر من الشعور بأنك غير مهم فذلك هو ما يدفعك للانجراف للهاوية ويحرضك على محاربة كل ما هو مميز لمجرد عدم قدرتك على التفاعل والتعامل معه. استقرارك الفكري أمر مهم في حياتك, لا يعني امتلاكك المعلومات وقدرة على الاطلاع بأنك تسير في المسار الصحيح، إذ لابد لك من تحصين هذه المعلومات بالتمسك بالمبادئ والمثل والدفاع عنها وتحصينها ما يعبث بها، لذا تجنب إشغال ذهنك بأمور من شأنها أن تشوهه تفكيرك وتعطلك عن الاستمرار في تغذيته بالشكل الصحيح. نظم وقتك بشكل سليم وتعلم فنون الاستفادة من فراغك بما يعود عليك بالنفع حتى لا تكون خاوي العقل ومجرد آلة فارغة تنفذ ما تتلقاه من الآخرين, إياك أن تكون مجرد مقلد لغيرك تتبع كل ما هو من اهتمامات المحيطين دون أن تميز بان ذلك قد يكون مناسبا لك , فكرك أمانة فحصنه من كل ما يمسه بالأذى لتنعم بالحياة الهانئة. خارج الحدود «قال لقمان لولده : شيئان إذا حفظتهما لا تُبالي بما ضيَّعت بعدهما، درهمك لمعاشك ودينك لمعادك» تلك هي إحدى الحقائق التي تغيب عن ذهن البعض للأسف ! «الحياة قصيرة فلا تجعلها أقصر أكثر بالنكد, والأصدقاء قلة فلا تخسرهم بكثرة اللوم، والأعداء كثر فلا تزد عددهم بسوء الخلق» , تلك الحكمة أشبه بخارطة طريق لحياة سعيدة.