أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز موقف المملكة القوي وموقف كل العرب الشرفاء المخلصين بأن مصر وحكومتها وجيشها تواجه «كيد الحاقدين والكارهين» و«محاولة فاشلة» لضرب استقرار مصر، وهجمة إرهابية للنيل من مصر وقوتها وهيبتها وتاريخها. وهذه القناعة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين هي الحقيقة الجلية لكل ذي عين فاحصة وعقل مفكر، فلا يمكن تصنيف الهجمات الحربية الحاقدة على مراكز أقسام الأمن في مصر والمنشآت العامة وتجميع مستودعات الأسلحة في مواقع الاعتصامات وعمليات القتل البشعة المتعمدة التي استهدفت قوات الامن المصرية، إلا أن مصر تخوض حرباً مع الإرهاب وخلايا الجريمة الظلامية التي لا تعظم حرمة دم ولا وفاء لوطن ولا إخلاصا لقيمة إنسانية. وهذا هو الملك عبدالله وهذا هو نهجه، فهو الزعيم الذي تعيش الأمة العربية في عينه وفي ضميره ويؤلمه أن تمتد أيدي الظلام الآثمة ومعاول الهدم والجريمة لتشعل الاضطرابات في أي بلد عربي، بخاصة بلاد لها مواقف وضاءة وأيادٍ بيضاء مثل مصر الركن العربي الصلب في الدفاع عن قضايا الأمة وصيانة هويتها وحماية سلامها وأمن مواطنيها. وكان يتعين على كل العرب الذين وضحت لهم الحقيقة أن يجعلوا من مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين برنامج عمل ومهمة قومية وإنسانية وأن يلتزموا بواجب مساندة مصر ودعم جهود حكومتها وجيشها لحماية استقرارها وسيادتها وأمن مواطنيها. ولم تكن مصر، في الأيام الماضية، تخوض حرباً على جبهة واحدة فقط، وإنما انصبت الهجمات واندلعت السموم من جهات عديدة عربياً ودولياً، وبدا الأمر وكأنه خطة منسقة لهزيمة مصر واغتنام الفرصة التي مهد لها، مع الأسف، الإخوان المسلمون المصريون أنفسهم، لكسر هذا البلد العربي الكبير والاجهاز عليه واخراجه نهائياً من الحياة ومعادلة التوازن في المنطقة. ويعز على خادم الحرمين الشريفين وعلى المواطنين السعوديين وعلى كل العرب أن يتبرع مواطنون مصريون، سواء قصداً أو جهلاً أو تغريراً، بالمساهمة في هذه الهجمة الحربية الحاقدة ضد مصر، والمشاركة في المؤامرة السافرة في كل أبعادها وعلاقاتها وشبكاتها ووقائعها، ضد مصر الكنانة حامية الحمى ودرع الامة العربية والإسلامية، مصر يوسف، ومصر عمرو بن العاص، ومصر صلاح الدين ومصر نصر أكتوبر 1973 ومصر الشجاعة المتيقظة المنصورة على المؤامرة الراهنة التي قضى عليها الجيش المصري في مهدها وحطم آمال قوى الظلام وأبطل أعمالها، وحرر مصر من قبضة المتآمرين وأعادها إلى المصريين والنيل والتاريخ وإلى المواقف الوطنية المشرفة كما عادة مصر ونهجها وروحها وتقاليدها.