حقق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية خلال تداولات الجلسات الثلاث الماضية التي بدأت مع استئناف التداولات بعد العودة من إجازة عيد الفطر المبارك ارتفاعا جيدا لا بأس به وهي انه صعد في الجلسة الأولى اثنتين وأربعين نقطة وتراجع في الجلسة الثانية بمقدار تسع وعشرين نقطة ولكنه تمكن في الجلسة الثالثة من الصعود بمقدار خمس وأربعين نقطة لينهي تعاملاته عند مستويات 8131 نقطة ولتكون بذلك حصيلة مكاسبه خلال الفترة المذكورة 58 نقطة وهي ما تقارب نسبته واحدا بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية والواقعة على مناطق 8072 نقطة، والجدير أنه حدث تماما ما أشرنا إليه قبل فترة طويلة حين أشرنا إلى أن اختراقه لمستويات المقاومة الرئيسية حينها والتي تحولت دعما بذات القوة والواقع على مناطق 7944 نقطة سوف تكون دافعا قويا لاختراق المقاومة القريبة جدا منه وهي مستويات 8016 نقطة والمتمثلة بحاجز 50% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق حيث انه إن كانت لدى المتعاملين القوة الدافعة التي تستطيع أن تخترق المقاومة الكلاسيكية الأولى فلن تكون الثانية بأصعب نظر لقربها، وقد تحدثنا عن الانفلات السعري الذي يحدث غالبا جراء اختراق المقاومات الرئيسية القوية جدا كالتي ذكرناها أعلاه وهو ما شاهدناه خلال الفترة الماضية حيث انه ومنذ أن اخترق المقاومة وهو في حالة صعود واضح وكما نشاهد أنه وفي ثلاث جلسات ارتفع فوق مستويات المقاومة السابقة ما مقداره 194 نقطة وهو ما نسبته 2.4% من قيمة المقاومة التي تحولت دعما بفعل الاختراق... إن ما أود الإشارة إليه أن اختراق تلك المقاومات يدفع المتعاملين للإقدام على الشراء بشكل كبير مما ينتج عنه بالغالب وصول المؤشر إلى مستويات المقاومة التالية له عند مناطق 8947 نقطة والواقعة على حاجز 61.8% فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها والتي تعد مقاومة قوية لن نستطيع توقع ما سيحدث عندها فقد يتعرض السوق لموجة تصحيح نظرا للارتفاعات الكبيرة التي حدثت بالفترة الماضية والتي دفعت بأسعار بعض الأسهم إلى مناطق سعرية مبالغ بها في الوقت الراهن والتي ستواكب المؤشر في حال ارتفاعه كونه على أعتاب مرحلة صعود جديدة، وعندئذ سوف تكون الأسعار مبالغ بها أكثر مما هي عليه الآن. بالطبع حديثنا هنا لن يكون تشجيعا للشراء في هذه الأسهم حيث انه لا قناعة ولا ثقة يمكن أن توضع في أسهم تخضع بشكل واضح وصريح لمضاربات سريعة فأصبحت أسعار أسهمها لا تتوافق مطلقا مع العقل الذي يعتمد في تعاملاته مع أسس وقواعد الاستثمار الصحيح. قطاع المصارف والخدمات المالية على الرغم من ارتفاع المؤشر العام بشكل جيد واختراقه لاثنتين من مقاوماته الشرسة إلا أن مؤشر قطاع المصارف والخدمات المالية لم يواكب هذا الصعود حيث استطاع بعد صعوبة أن يحقق صعودا بلغت أعداد نقاطه سبع نقاط فقط خلال الجلسات الثلاث الماضية وهي قيمة لا تذكر أمام قيم افتتاح أولى الجلسات المذكورة عند مناطق 17944 نقطة حيث تراجع في الجلسة الأولى خمس عشرة نقطة وفي الثانية تراجع بثلاث وأربعين نقطة إلا أن المتعاملين شعروا بأن الاستمرار في هذا التراجع قد يكون له انعكاسات أخرى لدى ثقة المتعاملين في هذا القطاع لعدم مواكبته للسوق بشكل عام فكانت النتيجة عمليات شراء نتج عنها صعود مؤشر القطاع بست وستين نقطة ولينهي تداولاته عند مستويات 17952 نقطة معلنا فشله في تجاوز مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند مناطق الثمانية عشر ألف نقطة حيث صعد أعلاها في الجلسة الأولى وتعرض على اثرها لموجة بيع شرسة كبحت صعوده ودفعته للتراجع في تلك الجلسة وعليه فإن بقاءه تحت ضغط المقاومة يفتح الباب أمام تراجعه فيما لو جاء تحرك السوق بشكل عام مائل للهبوط خلال تداولات الأسبوع القادم... ومن الجدير ذكره أن متوسط التداولات اليومية انخفض من 903 ملايين ريال قبل إجازة العيد إلى 523 مليون ريال بعد استئناف التداولات مما يعني أن الكثير من المتعاملين متخوفون من الإقدام على الشراء في هذا القطاع عند المستويات الحالية، وعلى الرغم من أن باقي القطاعات شهدت ارتفاعات كبيرة مبالغ بها خلال الفترة الماضية إلا إن ابتعاد الكثير من المتعاملين عن هذا القطاع يأتي بالدرجة الأولى لأسباب نفسية ومن ثم مادية حيث أن ثقل حركة المصارف لا تتواكب وتطلعات المتعاملين الذين يتبنون مبدأ المضاربة السريعة في تعاملاتهم. قطاع الإعلام والنشر نادرا ما نتحدث عن مؤشر قطاع الإعلام والنشر الذي يضم ثلاث شركات فقط ولن نتحدث عن وضعه الآن وعن قيم تداولاته وارتفاعاته ونسبتها ولكن سنتحدث عنه اليوم لنعطي مثالا لما يحدث في بعض أسواق المال ومنها سوقنا المحلية،،، فعندما ننظر إلى الرسم البياني نجد أن مؤشر القطاع ارتفع بشكل جنوني أثناء تداولات الشهر الرابع من العام الحالي وقد وصل في تداولاته إلى مستويات 4372 نقطة علما بأن افتتاح الشمعة الشهرية المذكورة كان عند مستويات 2810 نقاط أي أنه صعد بما قيمته 1562 نقطة وهو ما نسبته 55% من قيمة افتتاح الشمعة المذكورة وهي نسبة تشكل بحد ذاته صدمة للاقتصاديين والمتابعين ممن لديهم الاطلاع البسيط على الأمور الاقتصادية وذلك عندما يصعد أي مؤشر قطاع بهذه نسبة خلال شهر واحد... بالعودة إلى تداولات الشركات الثلاث المدرجة في هذا القطاع لذلك الشهر نجد أن شركة واحدة هي التي كانت وراء هذا الصعود الكبير حيث افتتحت تلك الشركة شمعتها الشهرية عند مستويات ال85 ريالا لكل سهم وصعدت بشكل كبير وصل إلى مستويات 227 ريالا أي بصعود بلغت نسبته 167% خلال ثلاثة أسابيع فقط ولكنه سرعان ما عاد خلال ذات الشهر ليغلق عند مستويات 113 ريالا وهو ما نتج عنه صعود ذلك المؤشر بهذا الشكل الجنوني... إن الغريب في الأمر أنه وبالعودة لتلك الشركة نجد أنها شركة أعلنت عن تكبدها الخسائر خلال الأربع الثلاثة الأخيرة فضلا عن وجود مكرر أرباحها في المنطقة السالبة ومع هذه المعلومات البسيطة نتأكد من أن ما حصل بها كان عبارة عن مضاربات محمومة غالبا ما تكون قد اصطادت بعض المتعاملين الذين يتبنون الأسلوب المضارب في تعاملاته وتكبدوا خسائر قد لا تقل عن خمسين في المائة من قيم شرائهم... على أي حال فإن بعض الأسئلة يجب أن توجه لهؤلاء المتعاملين: ما المحفز لشراء مثل هذه الأسهم وترك أسهم رابحة قوية ومتينة قد تكررت أرباحها بالمنطقة المقبولة؟؟؟ هل هو الربح السريع؟؟ وما هي النتائج؟؟ وهل حالفك الحظ لتكون من الرابحين أم خالفك لتتكبد خسائر ما كنت لتتكبدها لو أنك اتبعت الأسلوب الاستثماري؟!! [email protected]