كثيرة هي صور التجارة بالبشر في عالمنا ابتداء بالإكراه والغش وانتهاء بتجارة الأعضاء البشرية والإجبار والتهديد، إلا أننا خلقنا نوعا جديدا من أنواع التجارة بالبشر وخاصة على شبكة التواصل الاجتماعية «تويتر»، وهي “تجارة المتابعين“ التي يمكن أن نعتبرها نوعا من أنواع التجارة بالبشر أو “بالعقول”. زيادة عدد الرقيق في «تويتر» لا تسمن ولا تغني من جوع، ومن يعتقدون بأن نصيبهم من المتابعين مؤثر، هم أناس يعانون من نقص الذات.فالتجارة بالبشر علميا هي «عملية توظيف أو تجنيد شخص وإيوائه ونقله أو الحصول عليه من طريق التهديد أو استخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه، وإخضاع الضحايا للعبودية رغما عنهم، لغرض استخدامهم أو تسخيرهم أو إجبارهم على العمل القسري، أو العبودية»، قد يكون هذا التعريف قاسيا بعض الشيء، لكنها وبكل صراحة الوصف الأمثل لما نشاهده اليوم من تجارة بالبشر في شبكة تويتر. إذا قمنا بعكس التعريف على ما يحدث الآن في «تويتر» فسنجد الكثير من الحسابات التي تستخدم شراء المتابعين الوهميين وإيصال أعدادهم إلى عشرات أو مئات الآلاف كخطوة مبدئية للمرحلة الرئيسة، وهي التجارة بشراء متابعين آخرين، لكن لست أتحدث هنا عن المتابعين ذوي الحسابات الوهمية التي تتبع المستفيد من أجل المال بشكل أساسي، بل على العكس أقصد هنا المستخدمين الحقيقيين الذين ينجرفون وراء كثرة عدد متابعي هذا الشخص دون النظر أو الالتفات حتى إلى تغريداته، فيشعرون بشعور غريب يوحي لهم بأنه ذو شأن أو أن تغريداته التي يكتبها ولا تتجاوز 140 حرفا تتأرجح بين المثالية والصفوة والواقع المختلف لتصفه بشكل مميز ومختلف، لكنهم في الحقيقة كمن تم التجارة بهم بعد أن رأوا العدد المهول من التابعين له والذين هم في الأصل متابعون وهميون. هل تعرفون من هم هؤلاء المتابعين الذين يتاجر فيهم هذه الأيام من قبل الكثير من الحسابات؟! من المحزن أن أقول إنهم أنا وأنت وأنت. وأوجه رسالة لكل من تاجر بالمتابعين وأوجهها أيضا لكل سلعة منهم “المتابعين الحقيقيين” إن زيادة عدد الرقيق في «تويتر» لا تسمن ولا تغني من جوع، ومن يعتقدون بأن نصيبهم من المتابعين مؤثر، هم أناس يعانون من نقص الذات، وقد لا أستغرب هذا التصرف إذا أتى من مستخدم جديد لا يعرف كيفية شد المتابعين بطريقة صحيحة عبر تغريداته المتنوعة أو أفكاره النيرة، لكن ما لا يمكن تقبله أبدا هو أن بعض من يقوم بهذه التجارة يحسب عليهم بأنهم يتقنون استخدام «تويتر» والتعامل معه أو من الناشطين المعروفين، ولا أستبعد أن يأتي يوم يعرض فيه شراء المتابعين الحقيقيين «الذين هم في الأساس نحن» تحت شعار «اشتر واحدا واحصل على الثاني مجانا». Twitter @Ahmad_Bayouni