[«تجارة الرقيق» في تويتر !] أثناء إبحاري بين المغردين في تويتر تفاجأت بأحدهم يتفاخر بكثرة متابعيه والذين بلغ عددهم أكثر من 40 ألف متابع، رغم أن عدد تغريداته لم يتجاوز 1500 تغريدة! دفعني الفضول للدخول إلى حسابه ، وتفاجأت بأن النسبة العظمى من متابعيه من جنسيات آسيوية وأوروبية ومن أمريكا الجنوبية ومعظمهم يحملون أسماء دون صور. الطامة الكبرى أني لم أقرأ الشيء المثير للاهتمام في تغريداته يمكن أن يشد المتابعين.. وبالصدفة وجدت تغريدة في حسابه تقول .. «هل تريد متابعين؟ احصل على خمسة آلاف متابع مقابل 80 دولارا فقط «. هذه الجملة دفعتني للوقوف عندها وطرح التساؤل: هل أصبح توتير مستنقعا للمتابعين الوهميين ؟. بعض من يقوم بهذه الطريقة يحسب عليهم أنهم يتقنون استخدام تويتر والتعامل معه أو من الناشطين المعروفين ، ولا أستبعد أن يأتي يوم يعرض فيه شراء المتابعين تحت شعار «اشتر واحدا واحصل على الثاني مجانا». لا أبالغ إذا اعتبرت شراء المتابعين في تويتر بالوسيلة التجارية التي قد لا تختلف كثيرا عن تجارة الرقيق ، فقد تم فضح كثير من الأشخاص والمؤسسات في بعض دول العالم تخطى عدد متابعيهم حاجز المليون متابع بزيادة أسبوعية ثابتة بمعدل عشرة الآلاف متابع خلال أربعة أو خمسة أيام من كل أسبوع بشكل مثير للدهشة. لقد أصبحت تجارة الرقيق الإلكتروني سهلة الكشف من خلال الدخول إلى حسابات المشتركين ومعرفة أنشطتهم، لأن الغالبية العظمى من المتابعين تطغى عليها الصور الافتراضية لتويتر (البيضة) والأسماء الوهمية وعدم المشاركة بأي تغريدة، فأماكن تواجد هؤلاء المتابعين وجنسياتهم بعيدة عن جنسيات وأماكن المغردين ولا يجمع بينهم أي رابط سواء اللغة أو المعتقدات الفكرية. ويبدو أن تجار الرقيق يقومون ببيع المتابعين بعدة طرق، إما عبر إنشاء مجموعة من الحسابات وتخزينها تحت رقم سري واحد وحفظها ثم عمل شفرة برمجية ليتابع الزبائن المستهدفين بضغطة زر واحدة، أو أن يمتلك شخص حسابا واحدا يحمل عدد كبير من المتابعين مثل حسابات الريتويت، ويقومون بتقاضي مبلغ مادي معين لقاء عمل ريتويت لعدد متفق عليه من التغريدات نظير مبلغ مادي ليقوم الرقيق بمتابعة التاجر وشد المتابعين الحقيقيين لمتابعته. لا أنكر أن إحساس الشخص بطعم النجاح أعظم مما يجنيه عند نجاحه، لكن الحصول على زيادة في عدد المتابعين دون فائدة ومن قبيل «البرستيج» ربما ترضي غروره مؤقتا، لكن ما قيمة هذا النجاح المصطنع؟ طالما هو غير قادر على التأثير في محيطه الاجتماعي. أختم بالقول: إن زيادة عدد الرقيق في تويتر لا تسمن ولا تغني من جوع، ومن يعتقدون بأن نصيبهم من المتابعين في تويتر مؤثر، هم أناس يعانون من نقص الذات، ولا أستغرب هذا التصرف إذا أتى من مستخدم جديد لا يعرف كيفية كسب المتابعين بطريقة صحيحة، لكن ما لا يمكن تقبله أبدا هو أن بعض من يقوم بهذه الطريقة يحسب عليهم بأنهم يتقنون استخدام تويتر والتعامل معه أو من الناشطين المعروفين ، ولا أستبعد أن يأتي يوم يعرض فيه شراء المتابعين تحت شعار «اشتر واحدا واحصل على الثاني مجانا». [email protected]