الأماكن هي هي .. لكن تغيرت الوجوه»، هكذا ينطق لسان حال ميدان التحرير بوسط القاهرة الذي شهد من 25 يناير حتى 11 فبراير حركة احتجاج سلمية ضد نظام مبارك السابق وحكومته الفاسدة، وكانت أعظم وأنبل ثورة تاريخية بيضاء لشباب مصر رفع العالم لها قبعته.. ميدان التحرير وسط القاهرة «أما اليوم فالمشهد تبدل بتغير الملامح والوجوه في الميدان. وعلى الجانب الآخر بلطجية انتشروا في ربوع الميدان يدخنون البانجو ويتعاطون برشام الهلوسة ويتحرشون بالفتيات وتتعالى هنا وهناك صرخات الفتوات تفرض الإتاوات على البائعين الجائلين داخل الميدان.. وجوه ليست ثائرة بل جاءت لتعبث بما حققه ثوار التغيير حتى جعلوا من ميدان التحرير قبلة للساسة العالميين يحجون إليه ليشهدوا عظمة الإرادة المصرية وهذا ما فعلته هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ورئيس الاتحاد البرلماني الأوربي وغيرهم من الوفود الرسمية والسائحين. ملحمة الميدان الميدان الذي شهد ملحمة تاريخية، استيقظ فجأة ليجد نفسه أسيرا لمجموعة عابثة وصبية لايدرون ماذا يفعلون وأصيبت الحياة بالشلل وسط المدينة وبدأ يتسلل إلى القلوب مخاوف الفوضى والبلطجة، وتعالت الاستغاثات من المواطنين تنادي القوات المسلحة بسرعة التحرك لوضع النقط فوق الحروف والضرب بيد من حديد على كل من يشيع الفساد ويعبث بأمن واستقرار الوطن , وبالفعل لبى الجيش النداء وقام بإخلاء الميدان من الخارجين على القانون وإعادة ترميمه وتجميله وفتح شرايينه لتسيير أمور الحياة. وجوه ليست ثائرة بل جاءت لتعبث بما حققه ثوار التغيير حتى جعلوا من ميدان التحرير قبلة للساسة العالميين يحجون إليه ليشهدوا عظمة الإرادة المصرية وهذا ما فعلته هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ورئيس الاتحاد البرلماني الأوربي وغيرهم من الوفود الرسمية والسائحين. حكم البلطجية «اليوم» رصدت صورة الميدان تحت حكم البلطجية بعد أن عاشت أيام تنقل نبض الثوار . أول ما يلفت نظرك هو القضبان الحديدية التي يبلغ طول الواحد منها نحو عشرة أمتار والأسلاك الشائكة بلمعانها وكأنها خرجت لتوها من خطوط الانتاج لتستخدم كمتاريس لمداخل ومخارج الميدان الستة، وهي ملاحظة يجب التوقف أمامها كثيرا لمعرفة من أين أتوأ بكل هذا وأنى لهم بحمله وقبل كل ذلك بثمنه، وبالتالي من الأهمية البحث عن الراجل الذي واقف وراء هؤلاء وغالبيتهم لا يبدو على ملامحه القدرة المالية وآثار البلطجة على وجوههم ترسمها تفضحها الجروح القديمة «البشلة باللغة المصرية» التي تضعهم في خانة أرباب السوابق ومرتادي السجون، فضلا عن وجود صبية حفاة وتلاميذ مدارس هاربين من مدارسهم وألقوا بحقائب كتبهم الدراسية على جانبي الميدان. في البداية التقينا مع حمدي محمد عبدالمنعم «جزار»، الذي لخص مطالب ثوار الميدان في محاكمة مبارك ونظامه لأنهم نهبوا البلد وسرقوا أموال الشعب، ومحاسبة ضباط الشرطة الذين يقبضون على الناس بلا سبب ويلفقون لهم قضايا للحصول على الترقيات. أما حسن فتحي امام ويعمل «نقاشا» فقال إنهم سوف يظلون معتصمين بالميدان ولو سنة حتى تتحقق كل مطالبهم وهي الحصول على حق الشهداء الذين ماتوا ومحاكمة مبارك. تشويه وجه الثورة تركنا الميدان وخرجنا لنعرف رأي الأطراف الأخرى من المواطنين الذين وقفوا يدعون الجيش إلى مؤازرتهم في إخلاء الميدان من هؤلاء الذين لا يعطلون حركة الحياة في المدينة فحسب, ولكنهم أيضا يشوهون الوجه الحضاري للثورة المصرية البيضاء، حيث أجمعت الآراء على أن هؤلاء البلطجية مأجورون وأنه تم تلقينهم وتحفيظهم عبارات بدون أن يفهموا ما يقولون. يقول محمد محسن: إنه اتفق مع مجموعة من اصدقائه الشباب على ضرورة اللجوء للجيش لمساعدتهم في اخلاء الميدان، موضحا أن الاعتصام اذا كان حقا من حقوق الانسان إلا انه لا يجب ان يعطل سير الحياة، مشيرا إلى أنه حاول ان يدير حوارا مع المجموعة المتواجدة بالميدان الا انهم تعاملوا معه بهمجية وقاموا بالاعتداء عليه قائلين انهم سوف يتصدون لمن يحاول الاقتراب من الميدان وسوف يحرقون أي سيارة تدخل حتى لو كانت اسعاف. من جانبه قال أحمد عبده إن هؤلاء البلطجية يحاولون استفزاز القوات المسلحة من اجل تكرار سيناريو ليبيا في الوقيعة، موضحا أن الثورة المصرية المجيدة كانت ثورة شرفاء واستحقت احترام العالم كله.