إن أحد أهم شروط التعامل الآمن في أسواق المال العالمية وتحديدا العملات هو الالتزام الكامل بأمر وقف الخسارة الذي هو بلا أدنى شك لم يأت من فراغ حيث إن وضعه في المكان الصحيح وهو خلف أحد المستويات القوية يجعل منه المنقذ الأكبر للمحفظة الاستثمارية وتحديدا في ظل وجود تذبذبات سعرية حادة أو ضيقة في ذات الوقت حيث إن نسبة حدوث انزلاقات أو انفلاتات سعرية أمر وارد وهو ما ينتج عنه الكثير من الخسائر فيما لو كان الانزلاق السعري في عكس اتجاه الدخول أي أن يكون انزلاقا سعريا نحو الأسفل ويكون المتعامل يحمل عقودا شرائية وهنا تكون الخسارة كبيرة وخصوصا عندما تكون الدخول بنسبة مرتفعة في ظل وجود ارتفاعات مالية ذات نسبة كبيرة... إن الهدف الرئيسي من هذه الأوامر هو حماية الأموال من الضياع في حال حدوث ما تم ذكره أعلاه وأيضا هناك هدف آخر وهو ألا نضع أنفسنا ومحافظنا الاستثمارية في موقف الانتظار إلى أن يعود السعر إلى مستويات الدخول والخروج عند أقل خسارة ممكنة وهذه تتطلب الانتظار أحيانا لما يزيد عن سنة وربما عقد من الزمن. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري في بعض الأحيان تحدث النقطة الواحدة فرقا في التداولات ودليل ذلك هو افتتاح الدولار الأمريكي تداولات أسبوعه الماضي أمام الفرنك السويسري عند مستويات 0.9294 أي دون مستويات المقاومة الرئيسية له عند مناطق 0.9295 والمتمثلة بحاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق. وقد كان ذلك أحد الأسباب التي دفعت المتعاملين للبيع بدلا من الشراء عند هذه المستويات لقناعتهم أن افتتاح الزوج كان دون مستويات المقاومة وعليه فإن التوجه الأكثر ترجيحا هو الهبوط وهو ما دفعهم للذهاب في هذا الاتجاه الذي نتج عنه هبوط الزوج إلى مستويات 0.9171 والتي تعرض عندها لموجة شراء كبحت هبوطه وأعادته في اليومين الأخيرين من التداولات إلى مستويات إغلاقه الأخيرة عند مناطق 0.9220 ليكون الدولار الأمريكي بذلك قد خسر أمام الفرنك ما مقداره 74 نقطة مستهدفا في إغلاقه الحالي مستويات الدعم القادم له عند مناطق 0.9063 المتمثلة بنقطة التقاء السعر مع خط الميل السعري الواصل بين قاعي العامين الماضيين وهو أيضا ما يطلق عليه فنيا مسمى خط العنق في نموذج الرأس والكتفين المتشكل على الرسم البياني بالإطار الزمني الأسبوعي والذي إن تم كسره قد يدفع السعر سريعا للتوجه إلى مستويات الدعم الرئيسي الأول له عند مناطق 0.8878 المتمثل بحاجز 38.2% فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه، غير أن ذلك مبدئي حيث إن هدف النموذج قد يمتد إلى مستويات الدعم الرابع له حاليا والواقع على مناطق 0.8203 المتمثل بحاجز 61.8% فيبوناتشي من ذات الموجة ولربما أكثر.. بعض المحللين يعتمدون في تحليلاتهم وبناء على هذا النموذج أن يكون الهدف فيها مقارب لذات المسافة بين قمة الرأس والإسقاط العامودي منه لخط العنق المذكور أعلاه وهو ما يقارب الألف نقطة، وعليه فإن الهدف المرتقب لديهم يقبع عند مستويات 0.8063 تقريبا فيما لو طرحنا ألف نقطة من مستويات السعر في حالة حدوث الكسر خلال الأسبوع القادم... ومنهم من يقوم بحساب الألف نقطة من مستويات التقاء الإسقاط العامودي من قمة الرأس إلى خط العنق ليكون الهدف المرتقب بذلك قريبا من مناطق 0.7979 ولكن هذا الأمر ليس حكما صادرا بحق الزوج فيما لو تم كسر خط العنق بل هو نموذج قد يكتمل وقد لا يكتمل فالأمور على المدى البعيد مرهونة بكثير من التغيرات الاقتصادية والأحداث التي قد تقلب الطاولة في أي لحظة. الذهب افتتحت أسعار أونصة الذهب تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 1312 دولارا لكل أونصة وذلك فوق حاجز الدعم الرئيسي له عند مستويات ال1300 دولار والمتمثلة بحاجز 50% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضح بالرسم البياني المرفق وقد كان هذا الأمر دافعا للمتعاملين للإقدام على الشراء ولكن ما حدث مع افتتاح التداولات أن هبطت الأسعار في اليومين الأول والثاني وأغلقت شمعتها اليومية الثانية دون المستويات المذكورة الأمر الذي أسفر عن مزيد من التراجعات في اليوم الثالث حيث وصلت الأسعار إلى مستويات 1272 دولارا حيث تعرض عندها لموجة شراء جيدة كبحت هبوطه وأعادته في ذلك اليوم وتلاها اليومين الباقيين من التعاملات إلى مستويات إغلاقه الأخيرة عند مناطق 1314 دولارا لكل أونصة ذهبية مما يعني أن الذهب كسب في جولته الأسبوعية ما مقداره دولارين فقط في كل أونصة وهي قيمة لا تكاد تذكر إلا أن الإغلاق عند هذه المستويات له مدلولات أخرى أهمها إبراز القوة الشرائية التي استطاعت إعادة الأسعار إلى ما فوق مستويات الدعم ليبقى صامدا على الإطار الزمني الأسبوعي وهو ما قد يدفع الكثير من المتعاملين للمزيد من الشراء جراء ثبات الأسعار فوق هذه المستويات مع التأكيد على أن يكون أمر وقف الخسارة دون مستويات الدعم ولو بدولارات قليلة تحسبا لأي انزلاق سعري قد يحدث فيما لو زادت قوى البيع من إصرارها على هبوط الأسعار أكثر مما وصلت إليه... إن الأسعار الحالية تقبع أمام خيارين في الغالب فإما الدخول في مسار جانبي فوق مستويات الدعم الحالي تحضيرا لتشكيل موجة دافعة ينتهي بها التصحيح الذي نشاهده منذ أن فشل الذهب في تجاوز مستويات القمة الكبرى له عند مناطق 1920 دولار وإما العودة إلى مستويات ما حول ال1200 دولار استكمالا لها... وفي كلا الحالتين فإن الذهب على المدى البعيد استثمار ناجح على أن يكون الشراء تدريجيا وعند مستويات دعم رئيسية. وإن كان الدخول كذلك وانخفضت الأسعار فإنه بكل شراء إضافي يتم تخفيض متوسط الشراء ويكون المتعامل في هذه الحالة في المناطق الآمنة ولكن هذا التفكير يعتبر بالدرجة الأولى استثماريا وليس مضاربيا.