عندما نذكر فرنسا يتبادر إلى أذهاننا العطور جميلة الرائحة , والجبنة الزرقاء اللذيذة , والايشارب الأنيق, وبرج ايفل لعشاق المغامرة, ولافونتين صاحب الحس الشاعري المرهف, نتذكر أزهار الشر لبودلير , وفيكتور هوجو نصير الحركة الرومانسية, ونضيف على هذا صورة أخرى وهي الموقف الفرنسي من النقاب وتغريم من ترتديه, بدأ تنفيذ قانون حظر ارتداء النقاب يوم الاثنين 11/4 الذي أصدره البرلمان الفرنسي في شهر أكتوبر من عام (2010)، حيث يتم حظر النقاب في الأماكن العامة، ويشمل السائحات المسلمات أيضا بغض النظر عن قدسية النقاب في الدين الإسلامي والمواقف المتباينة منه, إلا أن الموقف الفرنسي المتعنصر لم يحترم مشاعر المسلمين الذين يبلغون أكثر خمسة ملايين في فرنسا ، كذلك الإسلام يأتي في المرتبة الثانية من الأديان فيها. كان سبب الحظر أن فرنسا دولة علمانية والنقاب يهدد العلمانية, كان سبب الحظر أن فرنسا دولة علمانية والنقاب يهدد العلمانية , والسؤال : أين حرية المعتقد والشعار فدستورها ينص في مادته الثانية على أنها «جمهورية علمانية، لكنها تحترم كل الأديان» والسؤال: أين حرية المعتقد والشعار فدستورها ينص في مادته الثانية على أنها «جمهورية علمانية، لكنها تحترم كل الأديان» هي دولة علمانية نعم لكنها لا تحترم الأديان والدليل هذا القانون التعسفي. تبادر إلى ذهني رواية غوتة «فاوست» حيث تقمّص الشيطان رداء بشريا وعاش بين الناس ، وملأ الدنيا فساداً وضلالاً وزرع الشر فحصدها الناس أعمالاً رهيبة حتى تضايقت من أفعاله السماء واهتزت الأرض. وشيطان غوته لا يختلف عن شيطنة هذا القانون المتعنصر الذي يجبر المسلمات في فرنسا على خلع النقاب بعيدا عن مراعاة المعتقد والدين , وقد فرضوا عقوبات في حال رفضت المرأة الكشف عن وجهها فستتعرض لمخالفة تدفع بموجبها غرامة قيمتها 150يورو. أيضا يتحمل الرجل الذي يجبر المرأة على ارتداء الحجاب الكامل غرامة قدرها 30 ألف يورو مع سجن لمدة عام و60 ألف يورو، والسجن لمدة عامين في حال إرغام الرجل لفتاة قاصر. الغريب أن هذا القانون لا يشمل إلا عدداً قليلا من النساء، وتتراوح التقديرات بين 350 امرأة و2000 امرأة في الحدود القصوى من اللاتي يرتدين النقاب أو البرقع من أصل نحو 64 مليوناً هم سكان فرنسا كما ذكره مصدر»العربية نت». ولو نظرنا إلى قضية حظر النقاب من منظور آخر لوجدنا لهذا القرار تداعيات لأسباب أمنية، فالوجه هو الهوية والمعرف الأول لأي شخص وتغطية الوجه بالنقاب قد تكون مدعاة لاستغلالها في جرائم مختلفة وتزوير هويات, وقد نأخذ هذا القانون من منظور الحفاظ على الأمن. نحن لا نعرف ملابسات الحظر إلا أننا لابد أن نتساءل: هل لو طبقنا قانونا في أي بلد عربي ضد مصلحة أي ديانة أخرى هل سنراعي حرية الأديان ؟ [email protected]