اثارت الكاتبة والإعلامية نادين البدير، حالة من الجدل بعد مقالها أمس في جريدة المصري اليوم، لخروجها فيه عن المألوف لدى المجتمع السعودي المتحفظ، ولتعرضها لثوابت الدين الإسلامي وهو ستر المرأة لرأسها وجسدها والذي يدخل من باب العورة في الصلاة . البدير قالت في مقال باسم «أتحجب ليه في الصلاة»: «غضوا النظر سأعبده بطريقتي، ابتعدوا واتركوني دون وسائط ووسائل، انسوا فتوحاتكم الفكرية، انسوا تبجحكم على جسدي، لا تتدخلوا فتنغصوا لحظات روحانيتي بسطحيتكم المعتادة». البدير تساءلت: ماذا لو لم أتحجب في الصلاة؟ ماذا لو لم أتوارى خلف قماش وأنا أسجد لله؟ ولا يهمني التكفيريين الذين عارضو سؤالي متهمينه بالبجاحة، فلقد لفت نظري سعة صدور الكثيرين لخدش مسلمات يومية تعودنا عليها حتى صارت بديهيات حرام المساس بها والسؤال عنها. البدير تابعت أتحجب ليه في الصلاة؟ إذا كان الحجاب درءً للفتنة كما يقولون، فمن سأفتن حين أصلى وحيدة؟ الأسئلة البديهية ليست محرمة، كل شيء بالكون بدأ بسؤال، وهذه الفترة تمثل فرصة تاريخية لطرح كل الأسئلة والبحث عن إجابات. قد لا يستوعب بعض الرجال أسئلتي لعدم شعورهم بها، فلديهم إعفاء مجتمعي بحكم الذكورة من كل الخناق الذي يغلفني، لكن ظلم أن تبقى الأسئلة النسوية حبيسة الصدور بعد الثورات، هل كانت الثورة لنجدة الرجال فقط؟ ومتى تثور المرأة وتعلن التمرد والعصيان على كل الخزعبلات وحتى أبسط الممارسات اليومية التي قيدها بها المجتمع لأجل غاية واحدة إقعادها عن المشاركة.
انادين قالت: «أتحجب ليه؟ وأستر جسدي لما أمام صانعه وخالقه؟، هذه الأسئلة تخجلني، تذكرني بأني بعد كل مقال أو نقاش حر، أنى حين أعود للديار سأخرج العباءة السوداء الخانقة، سأتلفح بها، هي تذكرة نزولي من الطائرة لأرض الوطن».