الغزو النسائي لعقل الرجل قديم، قدم حواء نفسها، لكنها مع كل حقبة تاريخية تتخذ أساليب مختلفة حتى تأتي لحظة انتصارها التاريخية وتعلن هزيمة الرجل مرة واحدة ونهائية. فقد عرضت في رابع ليالي رمضان، ثلاث حلقات تلفزيونية على 3 قنوات فضائية، و3 مسلسلات مختلفة، قضية واحدة ناقشت بأسلوب كوميدي تبادل الدور بين الرجل والمرأة، وذلك إلى جانب مسلسل رابع استبدل دور الرجل بدور المرأة. فقد عرضت MBC حلقة "طاش ماطاش" عن تعدد المرأة للأزواج والتي استقت موضوعها من مقال للمذيعة نادين البدير "أنا وأزواجي الأربعة"، حيث تفترض الكاتبة أنها متزوجة من أربعة رجال وكيف تتصرف معهم وما هي ردود أفعالهم، وهو ما استندت إليه حلقة "طاش ماطاش"، حيث عرضت شخصية امرأة تتزوج من 4 رجال واحداً بعد الآخر وتجمعهم معها في بيت واحد على غرار ما يفعل الرجل مع 4 زوجات، وهو ما يحرمه الدين الإسلامي ويمجه ويرفضه الذوق الاجتماعي، وقد أثار المقال في حينه موجة كبيرة من ردود الأفعال في المجتمع السعودي، مما اضطر الكاتبة إلى تبرير فكرتها بأنها محاولة لإفهام الرجل مستوى الألم الذي تعانيه المرأة في مثل هذا الموقف. وفي نفس الليلة عرضت MBC أيضاً وقنوات أخرى مسلسل "أزواج الحاجة زهرة" قامت ببطولته غادة عبد الرازق، وهو مسلسل يعرض قصة امرأة متزوجة من 5 رجال في وقت واحد أيضا، ذكر كاتبه مصطفى محرم أنه أخذ عليه موافقة الأزهر الشريف. وفي الليلة نفسها تعرض القناة السعودية الأولى حلقة من مسلسل "فينك" تعرض فيها تبادل الأدوار بين الرجل والمرأة، فيجلس الرجل في البيت للطبخ والنفخ، وتذهب المرأة إلى العمل. أما القناة السورية فهي تتقدم على MBC بعرض حلقة مشابهة تماماً لحلقة "طاش ما طاش"، في مسلسل "بقعة ضوء" في حلقة "جريمة شرف" إلى حد أنه يمكن اعتبار أن أحدهما أخذ الفكرة من الآخر، بيد أن ما يعطي بقعة ضوء تميزاً هو حرية التناول، حيث تظهر الممثلة السورية أمل عرفة في كامل تألقها، وهي تأخذ دور الرجل، وتضرب رجالها الأربعة بالسوط، ثم تنتقم لخيانة أحدهم مع أخرى بقتله، وهي تصرخ أمام القاضي رأيته في فراشها بعيني. وتتشابه الحلقتان أيضاً، في التبرير الأخير لعرض قضية تعدد المرأة للأزواج، فيكشف "طاش ما طاش" عن أننا كنا نشاهد فيلماً سينمائياً ويدعو المخرجة، التي تقوم هنا مقام الكاتبة نادين البدير لتذكر الرجل بالآلام التي تعاني منها المرأة حين يتزوج الرجل عليها، ولا يختلف الأمر في بقعة ضوء حيث نكتشف في النهاية أن ما كنا نشاهده كان مجرد تخيلات امرأة داخل قفص المحكمة بتهمة قتل زوجها، وكيف تعاملها المحكمة بازدراء حين تتحدث عن شرفها المهدور، فتقوم بعكس الأدوار طارحة السؤال ماذا لو كانت المرأة هي الخائنة. وعادة تعطي المحاكم في الدول العربية وحتى المحاكم العشائرية حكماً مخففاً على جرائم الشرف بالنسبة للرجل، وأصبحت هذه القضية دافعاً للنساء في الكثير من الدول للمطالبة بتشديد العقوبة على هذه الجريمة، ومساواة الرجل بالمرأة في جريمة الخيانة الزوجية.