كان مساء يوم أمس الأول سعودياً متألقاً واحتفاء بصفحة جديدة من سجلات الإنجاز. إذ كان شاهداً على منهج قيادة المملكة الرشيدة وسجاياها، ونموذجاً لثقافة القيادة السعودية ومواهب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونهجه وكرائمه. مساء يوم أمس، وفي مكةالمكرمة وجوار بيت الله العتيق، دشن خادم الحرمين الشريفين مشروعات صناعية وخدمية عملاقة جديدة في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، بتكلفة327 مليار ريال. وبذلك تضيف المملكة، في عهد خادم الحرمين الشريفين، نقلة نوعية جديدة للمشروعات الصناعية في المدينتين تدعم الاقتصاد الوطني وتوطن التقنية والتنمية البشرية في البلاد وترسخ مكانة المملكة الاقتصادية عالمياً، وتستثمر الموارد المحلية بأقصى ما يمكن من التوظيف الرشيد الحكيم الذي يشيد للأجيال القادمة بنية تحتية مسلحة بالقدرات والامكانات المنتجة. وهذه المناسبة الكريمة من مناسبات الوطن التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين لأبنائه مواطني المملكة ومجتمعها الاقتصادي، تعطينا نموذجاً وتسطر مثلاً للأجيال الحالية والأجيال اللاحقة من مواطني المملكة، بالنظر إلى أن مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين اللتين الآن تتوطن فيهما مصانع وشركات يقدر رأسمالها بترليون ريال تقريباً، وتقدمان أحدث نماذج المدن الصناعية، لم يكونا قبل أقل من أربعة عقود سوى كثبان رملية تذروها الرياح وسواحل بحر سبخة مهجورة مخيفة لا أحد يهتم بها ولا يطيق سكناها ولا حتى المرور بها. ثم تحولت هذه الكثبان الجرداء المجهولة المنسية في الصحراء القاحلة، في مدة وجيزة وقياسية، إلى مدينتين صناعيتين ناهضتين يشع اسماهما ويشيع في أنحاء الارض وبورصات العالم ومجتمعاته الصناعية. ولم يحدث ذلك مجاناً أو هدية من مانحين بشر، إنما تحقق ذلك وسجل الإنجاز العملاق وأثمر وتألق بفضل الله تعالى المنعم علينا بالخيرات، ثم بفضل قوة عزم الرجال وتصميم القيادة السعودية وتطلعها الاستثنائي إلى الإنجاز والعبور بمجتمعنا من الأمية والتخلف والعوز إلى صف متقدم بين الأمم المنجزة المتطلعة للنهوض. إذ كانت القيادة السعودية، منذ الملك الفاتح المؤسس الملك عبدالعزيز مروراً بأبنائه وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين، تنهض بالأمانة وتبذل الجهد في السر والعلن للوفاء بعهد الحكم الرشيد ووعد دولة الرفاه وحلمها، وتوظف قدرات البلاد وطاقاتها وثرواتها من أجل تكوين مجتمع الريادة والتقدم والرفاه. ونجحت قيادتنا وبرت بوعدها وشيدت المشروعات وقطفت الثمار وحق لها الفخر وحق لنا الزهو بقيادة ومنجز، فيما آخرون تتوافر لديهم نفس الثروات والإمكانات تقريباً استغرقوا في صراعات حزبية وتنابزوا بالألقاب وغوغائية إعلامية وبددوا ثروات بلادهم في مغامرات عسكرية وسياسية. لهذا فإن المنجزات والمشروعات السعودية هي حدث جديد في سجل تاريخي مكافح ومجتهد استحق أن يتوج في التاريخ وأن يتميز بين الأمم بفضل الله وحمده.