النجاح دائماً يبزغ من بين ركام الفشل ، والضياء ينبلج بعد ليل حالك الظلام ، الفشل في الحياة ليس نهاية كل شيء بل هو نقطة انطلاق لنجاحات لا تخطر على بال ولإنجازات لا تحدها حدود . والعقبات التي تواجه الإنسان بوصفها عوائق بالغة التأثير في حياته قد تكون هي السر في نجاحه اللافت ، والتر ديزني صانع الرسوم المتحركة الشهير ومنتج الأفلام والمخرج صاحب شركة والت ديزني انتج في بداياته ثلاثة أعمال فاشلة الأمر الذي اضطره بعد هذه الإخفاقات أن يعلن إفلاسه ، وقد وصف ديزني ذات مرة من قبل محرر في إحدى الصحف بأنه ليست لديه أفكار جيدة ، ولكنه أصر بعد الإخفاقات الثلاث أن ينتج فيلم سنووايت والأقزام السبعة بميزانية كبيرة جديدة ، في الوقت الذي بدت فكرة عمل فيلم ضخم الإنتاج بهذا الشكل سخيفة من وجهة نظر النقاد ولم يتفق معه الجميع وحذره الناس في باكورة انتاجه بأنه يبالغ كثيراً ، ولسبب ما كان ديزني متأكداً أن سنووايت سوف تكون فكرة جيدة وناجحة ، لم تفت في عضده المثبطات رغم أن شركته شارفت على الإفلاس قبل أن ينتهي من انتاج الفيلم ولكن ! الفشل في الحياة ليس نهاية كل شيء بل هو نقطة انطلاق لنجاحات لا تخطر على بال ولإنجازات لا تحدها حدود . والعقبات التي تواجه الإنسان بوصفها عوائق بالغة التأثير في حياته قد تكون هي السر في نجاحه اللافت . أصبح فيلم سنووايت والأقزام السبعة أول فيلم طويل للرسوم المتحركة وأصبح أنجح فيلم رسوم متحركة في ذلك العام 1938 م وحصل على جائزة الأوسكار الفخرية بعد ذلك بسنة نظراً لأنه كان من أوائل أفلام الرسوم المتحركة ، وتكاليف الفيلم التي لم تتجاوز 1،5 مليون دولار حقق أرباحاً تقدر ب 400 مليون دولار ، ولا يزال ديزني محطم الرقم القياسي في الحصول على أغلب جوائز الأوسكار حيث فاز بست وعشرين جائزة ورشح لأربع وستين جائزة طوال حياته ، ومما قاله ديزني ذات يوم ( قد لا تدرك ذلك عند حدوثه ، ولكن مواجهتك لعقبة كبيرة قد تكون أفضل شيء يحدث لك في حياتك ) . أما تشستر كارلسون فلديه قصة مختلفة لكنها تتشابه مع ديزني في مواجهة العقبات وكذلك في ذات النتيجة ..النجاح الباهر.. كما أورد ذلك داري أندريس في كتابه (سر النجاح ليس سراً ) فقد حاول كارلسون ( مخترع عملية التصوير الفوري المعروفة باسم التصوير الجاف الذي قامت عليه شركة زيروكس ) حاول طوال سبع سنوات أن يبيع اختراعه الذي ينسخ الصور على الفور باستخدام عملية تدعى التصوير الكهربائي ولكن اختراعه المبدئي لم ينتج صوراً ذات كفاءة عالية فقد كانت تشوش أو تتلف عند طباعتها على الورق بفعل الحرارة الناجمة عن هذه العملية لكن الأمر كان آنذاك في طور التطوير لذا عرض اختراعه على شركات آي بي إم ، و كوداك ، وآي سي إيه وعشرين شركة أخرى ولكنها جميعاً رفضت اختراعه وامتنعت عن عقد اتفاق معه ، وفي أطراف مدينة نيويورك اهتمت شركة صغيرة تدعى هالويد بماكينة كارلسون بعد أن قرأ صاحبها مقالاً عن اختراعه وبحلول عام 1958 م انتجت الشركة آلة التصوير زيروكس 913 وخلال سبع سنوات فاقت أرباح ماكينة زيروكس 500 مليون دولار ، واليوم أصبحت علامة زيروكس التجارية مرتبطة بالتصوير لدرجة أن كلمة زيروكس أصبحت تستخدم كمصطلح عام لآلات التصوير ونسخ الصور ، وقد ربح كارلسون أكثر من 150 مليون دولار من اختراعه تبرع بأغلبها إلى عدة مؤسسات خيرية قبل وفاته وقد تم تكريمه في قاعة المشاهير للمخترعين الوطنيين عام 1981 م . يتبقى أخيراً أن أختم بما ذكره فينس لومباردي وهي عبارة تصف بدقة حالة النجاح بعد الفشل ، يقول ( أعظم الإنجازات لا تكمن في عدم الفشل ، وإنما في النهوض من جديد بعد تعثرك ) . twitter: @waleed968