ولد عام 1901 بولاية شيكاغو في أميركا من أسرة كادحة، فكان عليه أن يعول نفسه من بائع صحف إلى عامل تنظيف. إنه «والت الياس ديزني» المعروف ب«والت ديزني»، ولأنه كان ذا ميول فنية، فقد آثر الالتحاق بمدرسة ليلية لدراسة فن الكاريكاتير، فكان يعود ليلاً إلى حجرته المتواضعة بعد انتهاء يومه المتعب، فإذا بفأر يحتل عليه غرفته لم ينجح مطلقاً في اصطياده، ليتقبل في النهاية ضيفه الصغير، ويعتبره من متاع الحجرة، فلم يعد الفأر يخاف منه، ولا الشاب يفكر في مطاردته، ليأتي يوم يقرر فيه والت السفر إلى هوليود بأربعين دولاراً، فيخطو بعد عناء طويل أولى خطوات النجاح بإنتاجه فيلماً للرسوم المتحركة باسم «أليس في بلاد العجائب»، ثم يتزوج من ليليان فتشاركه مع أخيه في تأسيس أستوديو لإنتاج الأفلام المتحركة، فإذا فكّر والت في ابتداع شخصية تكون بطلة لأفلامه يتذكر شريكه وصديقه في حجرته القديمة... الفأر الصغير الذي فاقه ذكاء وكان ملهماً لأشهر شخصية كرتونية عرفت ب «ميكي ماوس»، ليأتي عام 1938 فينتج والت ديزني أول فيلم طويل للرسوم المتحركة واسمه «الأميرة النائمة والأقزام السبعة»، ويلحقه بإنتاج العديد من الأفلام الناجحة مثل: بنوكيو، الفيل دامبو، كتاب الأدغال، ثم بافتتاح مدينة ديزني للملاهي عام 1955، فإذا جاء عام 1966 تُوفي والت ديزني بعد حصوله على 31 جائزة أوسكار، و30 دكتوراه فخرية من جامعات العالم المختلفة. كلمة أخيرة: كم من فأر مر على ملايين البشر، ومع هذا لم يفكر أحدهم في أن يبتكر منه شخصية حية لفكرة غير مسبوقة عرفت بالرسوم المتحركة! إن العاطفة والرغبة والخيال هي محركات المبدع ديزني الذي نظر يوماً إلى مستنقع قديم (وسط فلوريدا) مشهور بتجارة المخدرات وعمليات النصب واستغلال براءة الصغار، فرأى فيه مكاناً رائعاً لاجتماع الناس وفرحهم... رأى فيه «عالم ديزني أو ديزني وورلد» فشخص يسعد الملايين، وآخر يتعسهم!! وعطفاً على سيرة ديزني واستثمار ما يمر في حياة الإنسان، هناك قصة أخرى تسايرها وتحكي عن لفيف من الأطفال يلعبون في ضواحي لندن، وإذ بأحد الأولاد الكبار يمسك بفتى صغير يدعى «برتي ويلز» ويقذف به في الهواء، وبدلاً من أن يتلقاه وهو يهوي إلى الأرض، يدفعه بكل قوته فتكسر ساقه، ويمكث في الفراش أشهراً يتلوى من الألم، غير أن العظمة المعطوبة لم تلتئم فكان لابد من إعادة كسرها، إنه الحادث الذي بدا في حينه كمأساة، فأصبح صاحبه بسببه من أشهر مؤلفي انكلترا، فحجزه في الفراش مدة عام كامل دفعه إلى التهام كل ما أمكنه الحصول عليه من الكتب، فكانت النتيجة أنه شحذ ذوقه الأدبي بأسلوب قصصي مزج فيه بين الخيال والحقائق العلمية، وبين الفائدة العلمية والروح الشعبية. إنه الكاتب والروائي الإنكليزي «هربرت جورج ويلز» صاحب ال 75 كتاباً. والساق المكسورة «نقطة التحول في حياته». وقالوا: «أسمى خصائص الإنسانية قدرتها على تحويل السلب إلى إيجاب» أدلر. [email protected]